4793 - ( وعن أنس - رضي الله عنه - قال : جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق ) : وهو حفرة كبيرة عريضة طويلة حاجزة بين المسلمين والكافرين ( وينقلون التراب وهم يقولون : نحن الذين بايعوا محمدا ) : بفتح التحتية ماض من المبايعة ( على الجهاد ما بقينا ) : بكسر القاف أي : مما عشنا ( أبدا . يقول - صلى الله عليه وسلم - ) : استئناف جوابا لما يقال ، فما كان يقول وقوله ( وهو يجيبهم ) : جملة حالية معترضة بين القول ومقوله وهو : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) : وهي بهاء ساكنة للوقف ، وفي نسخة بالتاء المخفوضة أي : الحياة الهنيئة الدائمة هي حياة الآخرة ، وفيه تسلية للأصحاب عن تحمل مشاقهم في مجاهدة الأحزاب ، كقوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
[ ص: 3017 ] وإن الآخرة هي دار القرار ، والآخرة خير وأبقى ، والآخرة خير لمن اتقى ، وأمثال ذلك . وقال النووي : هو ما يسد الرمق . وقال القرطبي أي : ما يقريهم ويكفيهم بحيث لا يشعرهم بالجهد ولا يرهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ، ولا يكون في ذلك أيضا فضول يخرج إلى الترفه والتبسط في الدنيا والركون إليها . وقال الطيبي : يعني أنهما إذا وفوا بما عاهدوا الله ورسوله جازاهم مجازاة ليس بعدها ، ولا يكون ذلك إلا في الآخرة . ( فاغفر للأنصار والمهاجرة ) أي : فاغفر لهم الآن ليكون ذلك سببا للمطلوب اهـ . ضمن اغفر معنى استر ، وفي نسخة للأنصار فيقرأ بالنقل مراعاة للوزن ، والتاء في المهاجرة للجمع يريد جماعة المهاجرين . ( متفق عليه ) : رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .