4822 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الرجل : هلك الناس ) أي : استوجبوا النار بسوء أعمالهم ( فهو أهلكهم ) : بضم الكاف ويفتح ، ففي النهاية : يروى بفتح الكاف .
[ ص: 3029 ] وضمها ، فمن فتحها كان فعلا ماضيا ، ومعناه : أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون : هلك الناس . فإذا قال الرجل ذلك ، فهو الذي أوجبه لهم لا الله تعالى يعني ، ولا عبرة بإيجابه لهم فإن فضل الله واسع ورحمته تعمهم ، ثم قال أو هو الذي لما قال لهم ذلك وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي ، فهو الذي أوقعهم في الهلاك ، وأما الضم معناه : أنه إذا قال لهم فهو أهلكهم أي : أكثرهم هلاكا ، وهو الرجل يولع بعيب الناس ، ويذهب بنفسه عجبا ، ويرى له فضلا عليهم ، وزاد في شرح السنة : إنه روى معنى هذا عن مالك ؛ حيث قال : إذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي نهى عنه ، وأما إذا قال ذلك تحزنا أو تحذيرا لما يرى في الناس من أمر دينهم فلا أرى به بأسا اهـ . وقيل : المراد به أهل البدع الذين يؤيسون الناس من رحمة الله ، ويوجبون الخلود بذنوبهم إذا قالوا ذلك في أهل السنة والجماعة ، فهم أهلكهم أي : هم بهذا الاعتقاد الفاسد أنجس من المؤمن الفاسق . ( رواه مسلم ) .