صفحة جزء
4825 - وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " . متفق عليه . وفي رواية لمسلم قال : " إن الصدق بر ، وإن البر يهدي إلى الجنة . وإن الكذب فجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار " .


4825 - ( وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالصدق ) أي : الزموا الصدق ، وهو الإخبار على وفق ما في الواقع ( فإن الصدق ) أي : على وجه ملازمته ومداومته ( يهدي ) أي : صاحبه ( إلى البر ) بكسر الباء وهو جامع الخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات ، ويطلق على العمل الخالص الدائم المستمر معه إلى الموت ( وإن البر يهدي ) أي : يوصل صاحبه ( إلى الجنة ) أي : مراتبها العالية ودرجاتها .

[ ص: 3030 ] الغالية ( وما يزال الرجل ) أي : الشخص ( يصدق ) أي : في قوله وفعله ( ويتحرى الصدق ) أي : يبالغ ويجتهد فيه ( حتى يكتب ) أي : يثبت ( عند الله صديقا ) بكسر الصاد وتشديد الدال أي : مبالغا في الصدق ، ففي القاموس : الصديق ما يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق ، وفي الحديث إشعار بحسن خاتمته ، وإشارة إلى أن الصديق يكون مأمون العاقبة ، وقيل : المراد بالكتابة الحكم عليه بذلك وإظهاره للملأ الأعلى ، وإلقاء ذلك في الأرض ( وإياكم والكذب ) بفتح فكسر وفي نسخة بكسر فسكون والأول هو الأفصح ( فإن الكذب يهدي إلى الفجور ) : بضم الفاء أي : الميل عن الصدق والحق والانبعاث في المعاصي ، وهو أظهر للمقابلة بالبر . وفي القاموس : فجر : فسق ، وكذب وكذب وعصى وخالف . ( وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب ، عند الله كذابا ) . قال النووي : ومعنى " يكتب " هنا يحكم له لذلك ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم أو صفة الكذاب وعقابهم ، والمراد إظهار ذلك للمخلوقين ، وإما بأن يكتب اسمه بخط المصنفين حتى يوضع له القبول ، أو البغضاء بقدرة الله سبحانه وتعالى ( متفق عليه ) وفي الجامع الصغير رواه أحمد والبخاري في الأدب ، ومسلم في صحيحه ، والترمذي عن ابن مسعود .

( وفي رواية لمسلم قال : إن الصدق بر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الكذب فجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ) : وفي الجامع الصغير : " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " رواه الشيخان عن ابن مسعود .

التالي السابق


الخدمات العلمية