أنا الذي سمتني أمي حيدرة
. قلت : حاصله يرجع إلى تأويل التوربشتي أنه للتعريف لا للافتخار ، ثم قال الطيبي : وكأنه - صلى الله عليه وسلم - يري الكفار شدة جأشه وشجاعته مع كونه مؤيدا من عند الله تعالى حين قل شوكة المسلمين ، وهو السكينة التي أنزلها الله عليه يوم حنين وعلى المسلمين ، وتلخيص الجواب : أن المفاخرة نوعان : مذمومة ومحمودة ، فالمذموم منها : ما كان عليها الجاهلية من الفخر بالآباء والأنساب للسمعة والرياء ، والمحمود منها : ما ضم مع النسب الحسب في الدين لا رياء ، بل إظهارا لأنعمه تعالى عليه ، فقوله : " لا فخرا " احترازا عن المذموم منها ، وكفى به شاهدا قوله في الحديث السابق : " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا " . عباس وكأنه سمع شيئا ، فقام على المنبر فقال : " من أنا ؟ " فقالوا : أنت رسول الله . قال : " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم فرقتين ، فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل ، فجعلني في خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا ، فجعلني في خيرهم بيتا ، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا وقوله - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه " .