4901 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ) أي : البصري ، فإنه المراد عند الإطلاق على اصطلاح المحدثين ، لكن لم يظهر وجه ذكره ، فإن مقتضى العادة هو الاكتفاء بذكر الصحابة إلا لسبب عارض في الإسناد محوج إلى ذكر التابعي ( عن سمرة ) : بفتح وضم ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : الحسب ) : بفتحتين ( المال ) أي : مال الدنيا الحاصل به الجاه غالبا ( والكرم ) أي : الكرم المعتبر في العقبى المترتب عليه الإكرام بالفرجات العلى ( التقوى ) : لقوله تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وفيه تنبيه نبيه على أن الدنيا فانية ، والأخرى باقية فآثروا ما يبقى على ما يفنى ، فإن من أحب آخرته أضر بدنياه ، ومن أحب دنياه أضر بعقباه ، فهما ضدان لا يجتمعان فمثالهما كفتا الميزان ، ونعم ما قال بعض أرباب الحال : زيادة المرء في دنياه نقصان وربحه غير محض الخير خسران
قال شارح : الحسب ما يعده الرجل من مفاخر آبائه ، والكرم ضد اللؤم ، فقيل : معناه الشيء الذي يكون به الرجل عظيم القدر عند الناس وهو المال ، والشيء الذي يكون به عظيم القدر عند الله التقوى ، والافتخار بالآباء ليس بشيء منهما ، وبهذا المعنى يظهر مناسبة إيراد هذا الحديث بعنوان الباب ، وقيل : معناه أن الغني يعظم كما يعظم الحسيب ، وأن الكريم هو المتقي لا من يجود بماله ويخطر بنفسه ليعد جوادا شجاعا . وقالالطيبي : الحسب ما يعد من مآثره ومآثر آبائه ، والكرم الجمع بين أنواع الخير والشرف والفضائل ، وهذا بحسب اللغة . فردهما - صلى الله عليه وسلم - إلى ما هو المتعارف بين الناس وعند الله أي : ليس ذكر الحسب عند الناس للفقير ; حيث لا يوقر ولا يحتفل به ، بل كل الحسب عندهم من رزق الثروة ووقر في العيون ومنه حديث عمر - رضي الله عنه : من حسب الرجل إنقاء ثوبيه ، أي أنه يوقر لذلك من حيث إنه دليل الثروة ، وذو الفضل والشرف عند الناس ، ولا يعد كريما عند الله ، وإنما الكريم عنده من ارتدى برداء التقوى وأنشد :
كانت مودة سلمان له نسبا ولم يكن بين نوح وابنه رحم
( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) : وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ذكره ميرك ، وكذا رواه أحمد والحاكم .