كيف أصبحت كيف أمسيت مما
والمراد بذلك كيف أصبحت وكيف أمسيت . وهذا أولا إسقاط للواو العاطفة في عطف الجمل . ومسألتنا في إسقاطها في عطف المفردات وهو أضعف من إسقاطها في عطف الجمل ولو كان غير ضعيف لم يمتنع الترجيح بوقوع التصريح بما يقتضي تعدد الثناء ، بخلاف ما لم يصرح به فيه . [ ص: 308 ] وترجيح آخر لتشهد : وهو أن " السلام " معرف في تشهد ابن مسعود ، منكر في تشهد ابن مسعود . والتعريف أعم . واختار ابن عباس مالك تشهد رضي الله عنه الذي علمه الناس على المنبر ورجحه أصحابه بشهرة هذا التعليم ، ووقوعه على رءوس الصحابة ، من غير نكير فيكون كالإجماع . ويترجح عليه تشهد عمر بن الخطاب ابن مسعود بأن رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مصرح به . ورفع تشهد وابن عباس عمر بطريق استدلالي . وقد رجح اختيار لتشهد الشافعي : بأن اللفظ الذي وقع فيه مما يدل على العناية بتعلمه وتعليمه . وهو قوله " كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن " وهذا ترجيح مشترك . لأن هذا أيضا ورد في تشهد ابن عباس ، كما ذكر ابن مسعود المصنف . ورجح اختيار بأن فيه زيادة " المباركات " وبأنه أقرب إلى لفظ القرآن قال الله تعالى { الشافعي تحية من عند الله مباركة طيبة } . " والتحيات " جمع التحية . وهي الملك . وقيل : السلام . وقيل : العظمة . وقيل : البقاء . فإذا حمل على " السلام " فيكون التقدير : التحيات التي تعظم بها الملوك - مثلا - مستحقة لله تعالى . وإذا حمل على " البقاء " فلا شك في اختصاص الله تعالى به . وإذا حمل على " الملك والعظمة " فيكون معناه : الملك الحقيقي التام لله . والعظمة الكاملة لله . لأن ما سوى ملكه وعظمته تعالى فهو ناقص . " والصلوات " يحتمل أن يراد بها الصلوات المعهودة . ويكون التقدير : إنها واجبة لله تعالى . لا يجوز أن يقصد بها غيره ، أو يكون ذلك إخبارا عن إخلاصنا الصلوات له ، أي إن صلواتنا مخلصة له لا لغيره .