" اجتويت البلاد " إذا كرهتها ، وإن كانت موافقة " واستو بأنها " إذا لم توافقك . استدل بالحديث على طهارة أبوال الإبل ، للإذن في شربها . والقائلون بنجاستها ، اعتذروا عن هذا بأنه للتداوي وهو جائز بجميع النجاسات إلا بالخمر . واعترض عليهم الأولون بأنها لو كانت محرمة الشرب لما جاز التداوي [ ص: 620 ] بها ; لأن الله لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها ، وقد وقع في هذا الحديث التمثيل بهم ، واختلف الناس في ذلك فقال بعضهم : هو منسوخ بالحدود ، فعن قتادة : أنه قال : فحدثني nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : أن ذلك قبل أن تنزل الحدود وقال nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب - بعد أن ذكر قصتهم - وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } الآية والتي بعدها " وروى محمد بن الفضل بإسناد صحيح منه إلى nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين - قال " كان شأن العرنيين قبل أن تنزل الحدود التي أنزل الله عز وجل في المائدة من شأن المحاربين أن يقتلوا أو يصلبوا فكان شأن العرنيين منسوخا بالآية التي يصف فيها إقامة حدودهم " وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن عبد الكريم - وسئل عن أبوال الإبل ؟ - فقال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن المحاربين - فذكر الحديث - وفي آخره " فما مثل النبي صلى الله عليه وسلم قبل ولا بعد ، ونهى عن المثلة وقال : لا تمثلوا بشيء " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12378إبراهيم بن عبد الرحمن عن محمد بن الفضل الطبري بإسناد فيه موسى بن عبيدة الربذي - بسنده إلى nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي بقصتهم - وفي آخره { فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم سمل الأعين فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } الآية } وروى nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في كتابه حديثا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12065صالح بن رستم عن كثير بن شنظير عن الحسن عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=23025ما قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة } وقال قال ابن شاهين : هذا الحديث ينسخ كل مثلة كانت في الإسلام ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : وادعاء النسخ محتاج إلى تاريخ وقد قال بعض العلماء : إنما سمل أعين أولئك ; لأنهم سملوا أعين الرعاة فاقتص منهم بمثل ما فعلوا والحكم ثابت . قلت : هنا تقصير ; لأن الحديث ورد فيه المثلة من جهات عديدة ، وبأشياء كثيرة فهب أنه ثبت القصاص في سمل الأعين ، فماذا يصنع بباقي ما جرى من المثلة ؟ فلا بد فيه من جواب عن هذا ، وقد رأيت عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في قصة العرنيين أنه ذكر " أنهم قتلوا يسارا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مثلوا به " فلو ذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي هذا : كان أقرب إلى مقصوده مما ذكره من سمل الأعين فقط ، على أنه أيضا بعد [ ص: 621 ] ذلك يبقى نظر في بعض ما حكي في القصة و " عكل " بضم العين المهملة وسكون الكاف وآخره لام و " عرينة " بضم العين المهملة وفتح الراء المهملة وسكون آخر الحروف بعدها نون وقال بعضهم : هم ناس من بني سليم وناس من بني بجيلة ، وبني عرينة . و " اللقاح " النوق ذوات اللبن .