[ ص: 135 ] هذا الحديث خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وفيما قاله رحمه الله نظر من وجهين : أحدهما : أنه لم يثبت سماع أبي وائل من معاذ ، وإن كان قد أدركه بالسن وكان معاذ بالشام ، وأبو وائل بالكوفة ، وما زال الأئمة - كأحمد وغيره - يستدلون على انتفاء السماع بمثل هذا ، وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي في سماع أبي وائل من nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء : قد أدركه ، وكان بالكوفة وأبو الدرداء بالشام ، يعني : أنه لم يصح له سماع منه . وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=12011أبو زرعة الدمشقي عن قوم أنهم توقفوا في سماع أبي وائل من عمر ، أو نفوه ، فسماعه من معاذ أبعد .
والثاني : أنه قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن معاذ ، خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد مختصرا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وهو أشبه بالصواب ؛ لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عليه فيه .
قلت : رواية شهر عن معاذ مرسلة يقينا ، وشهر مختلف في توثيقه وتضعيفه ، وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من رواية شهر عن nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم عن معاذ ، وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا من رواية عروة بن النزال أو النزال بن عروة ، وميمون بن أبي شبيب ، كلاهما عن معاذ ، ولم يسمع عروة ولا ميمون من معاذ ، وله طرق أخرى عن معاذ كلها ضعيفة .
[ ص: 142 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . وخرجه أبو نعيم عنه مرفوعا والموقوف أصح .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا ، ولفظه : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أي الصلاة [ ص: 144 ] أفضل ؟ قال : جوف الليل الأوسط قال : أي الدعاء أسمع ؟ قال : دبر المكتوبات .
[ ص: 145 ] وقد قيل : إن جوف الليل إذا أطلق ، فالمراد به وسطه ، وإن قيل : جوف الليل الآخر ، فالمراد وسط النصف الثاني ، وهو السدس الخامس من أسداس الليل ، وهو الوقت الذي ورد فيه النزول الإلهي .
فأما رأس الأمر ، ويعني بالأمر الدين الذي بعث به وهو الإسلام ، وقد جاء تفسيره في الرواية الأخرى بالشهادتين ، فمن لم يقر بهما ظاهرا وباطنا ، فليس من الإسلام في شيء .
وأما ذروة سنامه - وهو أعلى ما فيه وأرفعه - فهو الجهاد ، وهذا يدل على أنه أفضل الأعمال بعد الفرائض ، كما هو قول nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغيره من العلماء .
والمراد بحصائد الألسنة : جزاء الكلام المحرم وعقوباته ؛ فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيرا من قول أو عمل ، حصد الكرامة ، ومن زرع شرا من قول أو عمل ، حصد غدا الندامة .
وظاهر حديث معاذ يدل على أن أكثر ما يدخل به الناس النار النطق بألسنتهم ، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهي أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، ويدخل فيها القول على الله بغير علم ، وهو قرين الشرك ، ويدخل فيها شهادة الزور التي عدلت الإشراك بالله عز وجل ، ويدخل فيها السحر والقذف وغير ذلك من الكبائر والصغائر ؛ كالكذب والغيبة والنميمة ، وسائر المعاصي الفعلية لا يخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها .
وقال ابن بريدة : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس آخذ بلسانه وهو يقول : ويحك قل خيرا تغنم ، أو اسكت عن سوء تسلم ، وإلا فاعلم أنك ستندم ، قال : فقيل له : يا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، لم تقول هذا ؟ قال : إنه بلغني أن الإنسان - أراه قال - ليس على شيء من جسده أشد حنقا أو غيظا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرا ، أو أملى به خيرا .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو : ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .
وقال الحسن : اللسان أمير البدن ، فإذا جنى على الأعضاء شيئا ، جنت ، وإذا عف عفت .
[ ص: 149 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد : ما رأيت أحدا لسانه منه على بال إلا رأيت ذلك صلاحا في سائر عمله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير : ما صلح منطق رجل إلا عرفت ذلك في سائر عمله ، ولا فسد منطق رجل قط ، إلا عرفت ذلك في سائر عمله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16874المبارك بن فضالة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس بن عبيد : لا تجد شيئا من البر واحدا يتبعه البر كله غير اللسان ، فإنك تجد الرجل يصوم النهار ، ويفطر على حرام ، ويقوم الليل ويشهد بالزور بالنهار - وذكر أشياء نحو هذا - ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحق فيخالف ذلك عمله أبدا .