هذا الحديث خرجه مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، واعترض عليه غير واحد من الحفاظ في تخريجه ، منهم الفضل الهروي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=12309أسباط بن محمد رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ؛ قال : حدثت عن أبي صالح ، فتبين أن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش لم يسمعه من أبي صالح ولم يذكر من حدثه به عنه ، ورجح الترمذي وغيره هذه الرواية ، وزاد بعض أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش في [ ص: 285 ] متن الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=951319ومن أقال مسلما أقال الله عثرته يوم القيامة .
والكربة : هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الكرب ، وتنفيسها أن يخفف عنه منها ، مأخوذ من تنفيس الخناق ، كأنه يرخى له الخناق حتى يأخذ نفسا ، والتفريج أعظم من ذلك ، وهو أن يزيل عنه الكربة ، فتفرج عنه كربته ، ويزول همه وغمه ، فجزاء التنفيس التنفيس ، وجزاء التفريج التفريج ، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وقد جمع بينهما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة .
[ ص: 287 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط ، وأجوع ما كانوا قط ، وأظمأ ما كانوا قط ، وأنصب ما كانوا قط ، فمن كسا لله عز وجل كساه الله ، ومن أطعم لله عز وجل أطعمه الله ، ومن سقى لله عز وجل سقاه الله ، ومن عفا لله عز وجل أعفاه الله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الأرض كلها يوم القيامة نار ، والجنة من ورائها ترى أكوابها وكواعبها ، فيعرق الرجل حتى يرشح عرقه في الأرض قدر قامة ، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ، وما مسه الحساب ، قال : فمم ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : مما يرى الناس يصنع بهم .
وقال أبو موسى : الشمس فوق رءوس الناس يوم القيامة ، وأعمالهم تظلهم أو تضحيهم .
وقد روي عن بعض السلف أنه قال : أدركت قوما لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس ، فذكر الناس لهم عيوبا ، وأدركت أقواما كانت لهم عيوب ، فكفوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم أو كما قال .
[ ص: 292 ] خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وأبو داود ، وخرج الترمذي معناه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
واعلم أن الناس على ضربين : أحدهما : من كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي ، فإذا وقعت منه هفوة ، أو زلة ، فإنه لا يجوز كشفها ، ولا هتكها ، ولا التحدث بها ، لأن ذلك غيبة محرمة ، وهذا هو الذي وردت فيه النصوص ، وفي ذلك قد قال الله تعالى : إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة [ النور : 19 ] . والمراد : إشاعة الفاحشة على المؤمن المستتر فيما وقع منه ، أو اتهم به وهو بريء منه ، كما في قصة الإفك . قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف : اجتهد أن تستر العصاة ، فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام ، وأولى الأمور ستر العيوب ، ومثل هذا لو جاء تائبا نادما وأقر بحد ، ولم يفسره ، لم يستفسر ، بل يؤمر بأن يرجع ويستر نفسه ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ماعزا والغامدية ، وكما لم يستفسر الذي قال : " أصبت حدا ، فأقمه علي " . ومثل هذا لو أخذ بجريمته ، ولم يبلغ الإمام ، فإنه يشفع له حتى لا يبلغ الإمام . وفي مثله جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=951346أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم . خرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث عائشة .
وكره nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رفع الفساق إلى السلطان بكل حال ، وإنما كرهه لأنهم غالبا لا يقيمون الحدود على وجهها ، ولهذا قال : إن علمت أنه يقيم عليه الحد فارفعه ، ثم ذكر أنهم ضربوا رجلا فمات : يعني أنه لم يكن قتله جائزا .
ولو تاب أحد من الضرب الأول ، كان الأفضل له أن يتوب فيما بينه وبين الله تعالى ، ويستر على نفسه .
وأما الضرب الثاني ، فقيل : إنه كذلك ، وقيل : بل الأولى له أن يأتي الإمام ، ويقر على نفسه بما يوجب الحد حتى يطهره .
وبعث nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قوما من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم : مروا nindex.php?page=showalam&ids=15603بثابت البناني ، فخذوه معكم ، فأتوا ثابتا ، فقال : أنا معتكف ، فرجعوا إلى الحسن فأخبروه ، فقال : قولوا له : يا أعمش أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة ؟ فرجعوا إلى ثابت ، فترك اعتكافه ، وذهب معهم .
[ ص: 295 ] وكان nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق يحلب للحي أغنامهم ، فلما استخلف ، قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر : بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله ، أو كما قال .
وإنما كانوا يقومون بالحلاب ، لأن العرب كانت لا تحلب النساء منهم ، وكانوا يستقبحون ذلك ، فكان الرجال إذا غابوا ، احتاج النساء إلى من يحلب لهن . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لقوم : لا تسقوني حلب امرأة .
وكان عمر يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل ، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها طلحة نهارا ، فإذا هي عجوز عمياء مقعدة ، فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك ؟ قالت : هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني ، ويخرج عني الأذى ، فقال طلحة : ثكلتك أمك طلحة ، عثرات عمر تتبع ؟ !
وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم ، فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن .
وقال مجاهد : صحبت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في السفر لأخدمه ، فكان يخدمني .
وكان كثير من الصالحين يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم .
[ ص: 296 ] وصحب رجل قوما في الجهاد ، فاشترط عليهم أن يخدمهم ، وكان إذا أراد أحد منهم أن يغسل رأسه أو ثوبه ، قال : هذا من شرطي ، فيفعله ، فمات فجردوه للغسل ، فرأوا على يده مكتوبا : من أهل الجنة ، فنظروا ، فإذا هي كتابة بين الجلد واللحم .
ويروى عن رجل من أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بطعام في بعض أسفاره ، فأكل منه وأكل أصحابه ، وقبض الأسلمي يده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك ؟ فقال : إني صائم ، قال : فما حملك على ذلك ؟ قال : معي ابناي يرحلان لي ويخدماني ، فقال : ما زال لهم الفضل عليك بعد .
وفي " مراسيل أبي داود " عن أبي قلابة أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا يثنون على صاحب لهم خيرا ، قالوا : ما رأينا مثل فلان قط ، ما كان في مسير إلا كان في قراءة ، ولا نزلنا منزلا إلا كان في صلاة ، قال : فمن كان يكفيه ضيعته ؟ حتى ذكر : من كان يعلف جمله أو دابته ؟ قالوا : نحن ، قال : فكلكم خير منه .
قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=951355ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى [ ص: 297 ] الجنة ، وقد روى هذا المعنى nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلوك الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي ، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء ، ويدخل فيه سلوك الطرق المعنوية المؤدية إلى حصول العلم ، مثل حفظه ، ودارسته ، ومذاكرته ، ومطالعته ، وكتابته ، والتفهم له ، ونحو ذلك من الطرق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم .
وقد ييسر الله لطالب العلم علوما أخر ينتفع بها ، وتكون موصلة له إلى الجنة ، كما قيل : من عمل بما علم ، أورثه الله علم ما لم يعلم ، وكما قيل : ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، وقد دل على ذلك قوله تعالى : ويزيد الله الذين اهتدوا هدى [ مريم : 76 ] ، وقوله : والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم [ محمد : 17 ] .
وقد يدخل في ذلك أيضا تسهيل طريق الجنة الحسي يوم القيامة - وهو الصراط - وما قبله وما بعده من الأهوال ، فييسر ذلك على طالب العلم للانتفاع [ ص: 298 ] به ، فإن العلم يدل على الله من أقرب الطريق إليه ، فمن سلك طريقه ، ولم يعرج عنه ، وصل إلى الله وإلى الجنة من أقرب الطرق وأسهلها فسهلت عليه الطرق الموصلة إلى الجنة كلها في الدنيا والآخرة ، فلا طريق إلى معرفة الله وإلى الوصول إلى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في الآخرة إلا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله ، وأنزل به كتبه ، فهو الدليل عليه ، وبه يهتدى في ظلمات الجهل والشبه والشكوك ، ولهذا سمى الله كتابه نورا ؛ لأنه يهتدى به في الظلمات . وقال الله تعالى : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم [ المائدة : 15 - 16 ] .
[ ص: 301 ] وإن حمل على ما هو أعم من ذلك ، دخل فيه الاجتماع في المسجد على دراسة القرآن مطلقا ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يأمر من يقرأ القرآن ليسمع قراءته ، كما كان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يقرأ عليه ، وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=951365إني أحب أن أسمعه من غيري وكان عمر يأمر من يقرأ عليه وعلى أصحابه وهم يسمعون ، فتارة يأمر أبا موسى ، وتارة يأمر nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر .
وسئل nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أي العمل أفضل ؟ قال ذكر الله ، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتعاطون فيه كتاب الله فيما بينهم ويتدارسونه ، إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها ، وكانوا أضياف الله ما داموا على ذلك حتى يفيضوا في حديث غيره . وروي مرفوعا والموقوف أصح .
وروى يزيد الرقاشي عن أنس قال : كانوا إذا صلوا الغداة ، قعدوا حلقا حلقا ، يقرءون القرآن ، ويتعلمون الفرائض والسنن ، ويذكرون الله عز وجل .
وروى عطية عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما من قوم صلوا صلاة الغداة ، ثم قعدوا في مصلاهم ، يتعاطون كتاب الله ، ويتدارسونه ، إلا وكل بهم ملائكة يستغفرون لهم حتى يخوضوا في حديث غيره وهذا يدل على استحباب الاجتماع بعد صلاة الغداة لمدارسة القرآن ، ولكن عطية فيه ضعف .
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15703حرب الكرماني بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي أنه سئل عن الدراسة بعد صلاة الصبح ، فقال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15714حسان بن عطية أن أول من أحدثها في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل المخزومي في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان ، فأخذ الناس بذلك .
[ ص: 302 ] وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=15995سعيد بن عبد العزيز ، وإبراهيم بن سليمان : أنهما كانا يدرسان القرآن بعد صلاة الصبح ببيروت nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي في المسجد لا يغير عليهم .
وذكر حرب أنه رأى أهل دمشق وأهل حمص ، وأهل مكة ، وأهل البصرة ، يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح ، لكن أهل الشام يقرءون القرآن كلهم جملة من سورة واحدة بأصوات عالية ، وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون ، فيقرأ أحدهم عشر آيات ، والناس ينصتون ، ثم يقرأ آخر عشر آيات ، حتى يفرغوا . قال حرب : وكل ذلك حسن جميل .
وقد أنكر ذلك مالك على أهل الشام . قال زيد بن عبيد الدمشقي : قال لي nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس : بلغني أنكم تجلسون حلقا تقرءون ، فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا ، فقال مالك : عندنا كان المهاجرون والأنصار ما نعرف هذا ، قال : فقلت : هذا طريف ؟ قال : وطريف رجل يقرأ ويجتمع الناس حوله ، فقال : هذا عن غير رأينا .
قال أبو مصعب nindex.php?page=showalam&ids=14905وإسحاق بن محمد الفروي : سمعنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس يقول : الاجتماع بكرة بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن بدعة ، ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا العلماء بعدهم على هذا ، كانوا إذا صلوا يخلو كل بنفسه ، ويقرأ ، ويذكر الله عز وجل ، ثم ينصرفون من غير أن يكلم بعضهم بعضا ، اشتغالا بذكر الله ، فهذه كلها محدثة .
وقال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : لم تكن القراءة في المسجد من أمر الناس القديم ، وأول من أحدث ذلك في المسجد nindex.php?page=showalam&ids=15699الحجاج بن يوسف ، قال مالك : وأنا أكره ذلك الذي يقرأ في المسجد في المصحف . وقد روى هذا كله أبو بكر النيسابوري في " كتاب مناقب مالك رحمه الله " .
[ ص: 304 ] وخرج الحاكم من حديث معاوية ، قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما فدخل المسجد ، فإذا هو بقوم في المسجد قعود ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أقعدكم ؟ فقالوا : صلينا الصلاة المكتوبة ، ثم قعدنا نتذاكر الله عز وجل ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا ذكر شيئا تعاظم ذكره .
[ ص: 305 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن سعد بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مجلس ، فرفع بصره إلى السماء ، ثم طأطأ بصره ، ثم رفعه ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : إن هؤلاء القوم كانوا يذكرون الله تعالى - يعني أهل مجلس أمامه - فنزلت عليهم السكينة تحملها الملائكة كالقبة ، فلما دنت منهم تكلم رجل منهم بباطل ، فرفعت عنهم وهذا مرسل .
والثالث : أن الملائكة تحف بهم ، وهذا مذكور في الأحاديث التي ذكرناها ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المتقدم : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251للإمام أحمد : علا بعضهم على بعض حتى يبلغوا العرش .
قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : يأمر الله بالصراط ، فيضرب على جهنم ، فيمر الناس على قدر أعمالهم زمرا زمرا ، أوائلهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كمر البهائم ، حتى يمر الرجل سعيا ، وحتى يمر الرجل مشيا ، حتى يمر آخرهم يتلبط على بطنه ، فيقول : يا رب لم أبطأت بي ؟ فيقول إني لم أبطئ بك ، إنما أبطأ بك عملك .
وفي رواية خارج " الصحيحين " : إن أوليائي منكم المتقون لا يأتي الناس بالأعمال ، وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم ، فتقولون : يا محمد ، فأقول : قد بلغت .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن أوليائي المتقون يوم القيامة ، وإن كان نسب أقرب من نسب ، يأتي الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم تقولون : يا محمد ، يا محمد ، فأقول هكذا وهكذا وأعرض في كلا عطفيه .
[ ص: 310 ] ويشهد لهذا كله ما في " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=951385إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ، وإنما وليي الله وصالحو المؤمنين يشير إلى أن ولايته لا تنال بالنسب وإن قرب ، وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح ، فمن كان أكمل إيمانا وعملا ، فهو أعظم ولاية له ، سواء كان له منه نسب قريب ، أو لم يكن ، وفي هذا المعنى يقول بعضهم :
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اتكالا على النسب لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك الشقي أبا لهب