كم منزل للمرء يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
ولبعض شيوخنا : فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيموقد زعموا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها أضحت الأعداء فينا تحكم
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ولا بد من زاد لكل مسافر
ولا بد للإنسان من حمل عدة ولا سيما إن خاف صولة قاهر
وإن امرأ قد سار ستين حجة إلى منهل من ورده لقريب
وما هذه الأيام إلا مراحل يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء - لو تأملت - أنها منازل تطوى والمسافر قاعد
أيا ويح نفسي من نهار يقودها إلى عسكر الموتى وليل يذودها
نسير إلى الآجال في كل لحظة وأيامنا تطوى وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا فكيف به والشيب للرأس شامل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيام وهن قلائل
وما أدري وإن أملت عمرا لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر أن كل صباح يوم وعمرك فيه أقصر منه أمس
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فإنما الربح والخسران في العمل
اغتنم في الفراغ فضل ركوع فعسى أن يكون موتك بغتة كم صحيح مات من غير سقم
ذهبت نفسه الصحيحة فلتة
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة فثن بإحسان وأنت حميد
فيومك إن أعقبته عاد نفعه عليك وماضي الأمس ليس يعود ولا
ترج فعل الخير يوما إلى غد لعل غدا يأتي وأنت فقيد