هذا الحديث خرجه الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن قرة بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنهم ، وقال الترمذي : غريب ، وقد حسنه الشيخ المصنف رحمه الله ، لأن رجال إسناده ثقات ، وقرة بن عبد الرحمن بن حيويل وثقه قوم وضعفه آخرون ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذا الحديث محفوظ عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري بهذا الإسناد من رواية الثقات ، وهذا موافق لتحسين الشيخ له ، وأما أكثر الأئمة ، فقالوا : ليس هو بمحفوظ بهذا الإسناد وإنما هو محفوظ عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن علي بن حسين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، كذلك رواه الثقات ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، منهم مالك في الموطأ ، ويونس ، ومعمر ، وإبراهيم بن سعد إلا أنه قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950387من إيمان المرء تركه ما لا يعنيه " وممن قال : إنه لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلا nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، [ ص: 288 ] nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وقد خلط الضعفاء في إسناده على nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري تخليطا فاحشا ، والصحيح فيه المرسل ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16452عبد الله بن عمر العمري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن علي بن حسين ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فوصله وجعله من مسند الحسين بن علي ، وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في " مسنده " من هذا الوجه ، والعمري ليس بالحافظ ، وخرجه أيضا من وجه آخر عن الحسين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " تاريخه " من هذا الوجه أيضا ، وقال : لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلا ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر وكلها ضعيفة .
ومعنى هذا الحديث : أن من حسن إسلامه تركه ما لا يعنيه من قول وفعل ، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال ؛ ومعنى يعنيه : أنه تتعلق عنايته به ، ويكون من مقصده ومطلوبه ، والعناية : شدة الاهتمام بالشيء ، يقال عناه يعنيه : إذا اهتم به وطلبه ، وليس المراد أنه يترك ما لا عناية له به ولا إرادة بحكم الهوى وطلب النفس ، بل بحكم الشرع والإسلام ولهذا جعله من حسن الإسلام ، فإذا حسن إسلام المرء ، ترك ما لا يعنيه في الإسلام من الأقوال [ ص: 289 ] والأفعال ، فإن الإسلام يقتضي فعل الواجبات كما سبق ذكره في شرح حديث جبريل عليه السلام .
وإن الإسلام الكامل الممدوح يدخل فيه ترك المحرمات ، كما قال صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950103المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وإذا حسن الإسلام ، اقتضى ترك ما لا يعني كله من المحرمات والمشتبهات والمكروهات ، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها ، فإن هذا كله لا يعني المسلم إذا كمل إسلامه ، وبلغ إلى درجة الإحسان ، وهو أن يعبد الله تعالى كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه ، فإن الله يراه ، فمن عبد الله على استحضار قربه ومشاهدته بقلبه ، أو على استحضار قرب الله منه واطلاعه عليه ، فقد حسن إسلامه ، ولزم من ذلك أن يترك كل ما لا يعنيه في الإسلام ، ويشتغل بما يعنيه فيه ، فإنه يتولد من هذين المقامين الاستحياء من الله وترك كل ما يستحيا منه كما وصى صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحيي من الله كما يستحيي من رجل من صالحي عشيرته لا يفارقه . وفي " المسند " nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950391الاستحياء من الله تعالى أن تحفظ الرأس وما حوى ، وتحفظ البطن وما وعى ، ولتذكر الموت والبلى ، فمن فعل ذلك ، فقد استحيا من الله حق الحياء " . [ ص: 290 ] قال بعضهم : استحي من الله على قدر قربه منك ، وخف الله على قدر قدرته عليك .
وقال بعض العارفين : إذا تكلمت ، فاذكر سمع الله لك ، وإذا سكت ، فاذكر نظره إليك .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال : يا رسول الله إني مطاع في قومي فما آمرهم ؟ قال له : مرهم بإفشاء السلام ، وقلة الكلام إلا فيما يعنيهم .
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان " عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان في صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر فيها في صنع الله ، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم ؛ وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، ومن حسب كلامه من عمله ، قل كلامه إلا فيما يعنيه .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13890أبو القاسم البغوي في " معجمه " من حديث شهاب بن مالك وكان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له امرأة : يا رسول الله ألا تسلم علينا ؟ فقال : إنك من قبيل يقللن الكثير ، وتمنع ما لا يغنيها ، وتسأل عما لا يعنيها .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا : " أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس الملائي : مر رجل بلقمان والناس عنده ، فقال له : ألست عبد بني فلان ؟ قال بلى ، قال : الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا ؟ قال : بلى ، فقال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال صدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : كان في بني إسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهما أن مشيا على الماء ، فبينما هما يمشيان في البحر إذ هما برجل يمشي على الهواء ، [ ص: 294 ] فقالا له : يا عبد الله بأي شيء أدركت هذه المنزلة ؟ قال : بيسير من الدنيا : فطمت نفسي عن الشهوات ، وكففت لساني عما لا يعنيني ، ورغبت فيما دعاني إليه ، ولزمت الصمت ، فإن أقسمت على الله ، أبر قسمي ، وإن سألته أعطاني .
دخلوا على بعض الصحابة في مرضه ووجهه يتهلل ، فسألوه ، عن سبب تهلل وجهه ، فقال ما من عمل أوثق عندي من خصلتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، وكان قلبي سليما للمسلمين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17167مورق العجلي : أمر أنا في طلبه منذ كذا وكذا سنة لم أقدر عليه ولست بتارك طلبه أبدا ، قالوا : وما هو ؟ قال : الكف عما لا يعنيني . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى ، حدثنا أبو معشر عن nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول من يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فدخل nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، فقام إليه ناس ، فأخبروه ، وقالوا : أخبرنا بأوثق عملك في نفسك ، قال : إن عملي لضعيف ، وأوثق ما أرجو به سلامة الصدر ، وتركي ما لا يعنيني .
وروى أبو عبيدة عن الحسن قال : من علامة إعراض الله تعالى ، عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله التستري : من تكلم فيما [ ص: 295 ] لا يعنيه ، حرم الصدق ، وقال معروف : كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله عز وجل .
وقد قيل : إن سيئاته في الشرك تبدل حسنات ، ويثاب عليها أخذا من قوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات [ الفرقان 68 - 69 - 70 ] ، وقد اختلف المفسرون في هذا التبديل على قولين : فمنهم من قال : هو في الدنيا بمعنى أن الله يبدل من أسلم وتاب إليه ، بدل ما كان عليه من الكفر والمعاصي : الإيمان والأعمال الصالحة ، وحكى هذا القول nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي في " غريب الحديث " عن أكثر المفسرين ، وسمى منهم nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وعطاء ، وقتادة ، والسدي ، وعكرمة قلت : وهو المشهور عن الحسن .
قال : وقال الحسن وأبو مالك وغيرهما : هي في أهل الشرك خاصة ليس هي في أهل الإسلام . قلت : إنما يصح هذا القول على أن يكون التبديل في الآخرة كما سيأتي ، وأما إن قيل : إنه في الدنيا ، فالكافر إذا أسلم والمسلم إذا تاب في ذلك سواء ، بل المسلم إذا تاب ، فهو أحسن حالا من الكافر إذا أسلم .
قال : وقال آخرون : التبديل في الآخرة : جعلت لهم مكان كل سيئة حسنة ، منهم عمرو بن ميمون ، ومكحول ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب ، وعلي بن الحسين قال : وأنكره أبو العالية ، ومجاهد ، وخالد سبلان ، وفيه موضع إنكار ، ثم ذكر ما حاصله [ ص: 298 ] أنه يلزم من ذلك أن يكون من كثرت سيئاته أحسن حالا ممن قلت سيئاته حيث يعطي مكان كل سيئة حسنة ، ثم قال : ولو قال قائل : إنما ذكر الله أن يبدل السيئات حسنات ولم يذكر العدد كيف تبدل ، فيجوز أن معنى تبدل : أن من عمل سيئة واحدة وتاب منها يبدله الله مائة ألف حسنة ، ومن عمل ألف سيئة أن تبدل ألف حسنة ، فيكون حينئذ من قلت سيئاته أحسن حالا .
فإذا بدلت السيئات بالحسنات في حق من عوقب على ذنوبه بالنار ، ففي حق من محيت سيئاته بالإسلام والتوبة النصوح أولى ، لأن محوها بذلك أحب إلى الله من محوها بالعقاب .
وخرج الحاكم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14553الفضل بن موسى عن أبي العنبس ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليتمنين أقوام أنهم أكثروا من السيئات قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : الذين بدل الله سيئاتهم حسنات ، وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم من طريق سليمان بن داود الزهري عن أبي العنبس ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة موقوفا ، وهو أشبه من المرفوع ، ويروى مثل هذا ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري أيضا ويخالف قوله المشهور : إن التبديل في الدنيا [ ص: 300 ] وأما ما ذكره الحربي في التبديل ، وأن من قلت سيئاته يزاد في حسناته ، ومن كثرت سيئاته يقلل من حسناته ، فحديث أبي ذر صريح في رد هذا ، وأنه يعطى مكان كل سيئة حسنة .
وأما قوله : يلزم من ذلك أن يكون من كثرت سيئاته أحسن حالا ممن قلت سيئاته ، فيقال : إنما التبديل في حق من ندم على سيئاته ، وجعلها نصب عينيه ، فكلما ذكرها ازداد خوفا ، ووجلا ، وحياء من الله ، ومسارعة إلى الأعمال الصالحة المكفرة كما قال تعالى : إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ( الفرقان : 70 ) وما ذكرناه كله داخل في العمل الصالح ومن كانت هذه حاله ، فإنه يتجرع من مرارة الندم والأسف على ذنوبه أضعاف ما ذاق من حلاوتها عند فعلها ، ويصير كل ذنب من ذنوبه سببا لأعمال صالحة ماحية له ، فلا يستنكر بعد هذا تبديل هذه الذنوب حسنات .
وخرجه من وجه آخر بإسناد ضعيف عن أبي نفيل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم نحوه من حديث مكحول مرسلا ، وخرج البزار الحديث الأول وعنده : عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بمعناه ، وكذا خرجه أبو القاسم البغوي في " معجمه " وذكر أن الصواب عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير مرسلا أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم طوي شطب ، والشطب في اللغة : الممدود ، فصحفه بعض الرواة ، وظنه اسم رجل .