المقابلة .
( 577 ) ثم عليه العرض بالأصل ولو إجازة أو أصل أصل الشيخ أو ( 578 ) فرع مقابل وخير العرض مع
أستاذه بنفسه إذ يسمع ( 579 ) وقيل بل مع نفسه واشترطا
بعضهم هذا وفيه غلطا ( 580 ) ولينظر السامع حين يطلب
في نسخة وقال يحيى يجب ( 581 ) وجوز الأستاذ أن يروي من
غير مقابل وللخطيب إن ( 582 ) بين والنسخ من أصل وليزد
صحة نقل ناسخ فالشيخ قد ( 583 ) شرطه ثم اعتبر ما ذكرا
في أصل الأصل لا تكن مهورا
[ ص: 76 ] [
معنى المقابلة ] :
المقابلة وما ألحق بها من المسائل ، ويقال لها أيضا : المعارضة . تقول : قابلت بالكتاب قبالا ومقابلة . أي : جعلته قبالته ، وصيرت في أحدهما كل ما في الآخر ، ومنه منازل القوم تتقابل . أي : يقابل بعضها بعضا ، وعارضت بالكتاب الكتاب . أي : جعلت ما في أحدهما مثل ما في الآخر . مأخوذ من : عارضت بالثوب . إذا أعطيته وأخذت ثوبا غيره .
[
أصل المقابلة ] :
والأصل فيها ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في ( الكبير )
nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني في ( رياضة المتعلمين ) كلاهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12752أبي الطاهر بن السرح قال : ( وجدت في كتاب خالي - يعني
عبد الرحمن بن عبد الحميد - حدثني
عقيل ، عن
سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ، عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929920كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا فرغت يقول لي : ( اقرأه ) . فأقرأه ، فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس ) . وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أيضا ، وكذا
الخطيب في ( جامعه ) ، من طريق
نافع بن يزيد عن
عقيل ، فقال : عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
سعيد بنحوه .
[ ص: 77 ] [
حكم المقابلة ] :
( ثم ) بعد تحصيل الطالب للمروي بخطه أو بخط غيره ( عليه العرض ) وجوبا كما صرح به
الخطيب وقال : إنه شرط في صحة الرواية ، وكذا قال
عياض : إنه متعين لا بد منه . وهو مقتضى قول
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : إنه
لا غنى لمجلس الإملاء عن العرض . كما سيأتي ، ويشير إليه ما أخرجه
الخطيب في ( جامعه ) عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة قال : قال لي أبي : أكتبت ؟ قلت : نعم . قال : عارضت ؟ قلت : لا . قال : فلم تكتب .
وفي ( كفايته ) عن
أفلح بن بسام قال : كنت عند
nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي فقال لي : كتبت ؟ قلت : نعم . قال : عارضت ؟ قلت : لا . قال : لم تصنع شيئا . وهذا عند
ابن السمعاني في ( أدب الإملاء من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار مرسلا قال :
كتب رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : ( كتبت ؟ ) قال : نعم . قال : ( عرضت ؟ ) قال : لا . قال : ( لم تكتب حتى تعرضه ) .
وفي ( الكفاية ) و ( الجامع ) معا عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير قال : مثل الذي يكتب ولا يعارض مثل الذي يقضي حاجته ولا يستنجي بالماء . وكذا جاء
[ ص: 78 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي كما
nindex.php?page=showalam&ids=13332لابن عبد البر في ( جامع العلم ثم
عياض في ( الإلماع ) .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي كما عزاه إليه
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ، وفي صحة عزوه إليه نظر ، والتشبيه في مطلق النقص مع قطع النظر عن شرف أحدهما وخسة الآخر ، كما في تشبيه الوحي بصلصلة الجرس .
وكذا ليس قول القائل : (
اكتب ولا تقابل وارم على المزابل
) على ظاهره . ولذا كان أحسن منه قول بعضهم : (
من كتب ولم يقابل كمن غزا ولم يقاتل
) ، وقول
الخلال الحنبلي : ( من لم يعارض لم يدر كيف يضع رجله ) .
وفي ( جامع
الخطيب ) عن
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد قال : إذا نسخ الكتاب ثلاث مرات ولم يعارض تحول بالفارسية من كثرة سقطه .
وفي ( كفايته ) نحوه عن
الأخفش قال : ( إذا نسخ الكتاب ولم يعارض ثم نسخ منه ولم يعارض - يعني المنسوخ أيضا - خرج أعجميا ) .
والظاهر أن محل الوجوب حيث لم يثق بصحة كتابته أو نسخته ، أما من عرف بالاستقراء ندور السقط والتحريف منه فلا .
لا سيما وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في
[ ص: 79 ] ( جامع العلم ) عن
معمر أنه قال : لو عرض الكتاب مائة مرة ما كاد يسلم من أن يكون فيه سقط . أو قال : خطأ ، ولكنه قد بالغ كما أن قول القائل : الأصل عدم الغلط . معارض بقول غيره : بل الأصل عدم نقل كل ما كان في الأصل . نعم لا يخلو الكاتب من غلط وإن قل ، كما هو معروف من العرف والتجربة ، ولذا قال بعضهم : ما قرمطنا ندمنا ، وما انتخبنا ندمنا ، وما كتبنا بدون مقابلة ندمنا .