[
معنى الضرب وتجويده على الأولين ] : وإما ( بضرب ) على الزائد وهو ( أجود ) من الأمرين المتقدمين ، وقال
الخطيب : إنه المستحب لقول
nindex.php?page=showalam&ids=14347الرامهرمزي : قال أصحابنا : الحك تهمة . يعني : بإسكان الهاء في الأكثر ، وقد تحرك من الاتهام بمعنى الظن ، حيث يتردد الواقف عليه - والله أعلم - أكان الكشط لكتابة شيء بدله ثم لم يتيسر ، أو لا .
ولكن قد يزول الارتياب حينئذ بكتابة ( صح ) في البياض كما رأيت بعضهم يفعله ، نعم ربما يثبت ما كشط في رواية أخرى صحيحة ، فيشق على من رام الجمع بين الروايات عود كتابته ثانيا ، فإذا كان قد خط عليه أولا اكتفى بعلامة الراوي الآخر عليه كما رواه
عياض عن
أبي بحر سفيان بن العاص [ ص: 99 ] الأسدي حكاية عن بعض شيوخه - قال : أعني هذا المبهم - وكان الشيوخ يكرهون حضور السكين مجلس السماع حتى لا يبشر شيء .
ولكن قد اختار
ابن الجزري تفصيلا نشأ له عن هذا التعليل فقال : إن تحقق كونه غلطا سبق إليه القلم فالكشط أولى ; لئلا يوهم بالضرب أن له أصلا ، وإلا فلا . على أنه لا انحصار لتعليل الأجودية فيما ذكر ، فقد رأيت من قال : لما في الكشط من مزيد تعب يضيع به الوقت ، وربما أفسد الورقة وما ينفذ إليه ، بل ليس يخلو بعض الورق عن ذلك ، وما أحسن قول القائل :
حدقك في الكشط دليل على أنك في الخط كثير الغلط
والمحو غالبا مسود للقرطاس ، وأنكر
nindex.php?page=showalam&ids=14074أبو إسحاق الحبال الحافظ المصري الحك في الكتاب من وجهين :
أحدهما : أنه يضعف الكتاب .
والثاني : أنه يوهم ، فإذا ضرب عليه يفهم المكتوب ، ويسلم صاحب الكتاب من التهمة .
ثم إن لكون الضرب علامة بينة في إلغاء المضروب عليه روينا في ( الجامع )
للخطيب من طريق
عبيد الله بن المعتز أنه قال : ( من قرأ سطرا ضرب عليه من كتاب فقد خان ; لأن الخط يخزن ما تحته ) . وإليه أشار
الحافظ اليغموري فقال : قال بعض العلماء : ( قراءة السطر المضروب خيانة ) .