[
طريقة إصلاح اللحن اليسير ] :
هذا كله في الخطأ الناشئ عن اللحن والتصحيف ، وأما الناشئ عن سقط خفيف ( فليأت في الأصل ) ونحوه رواية
[ ص: 174 ] وإلحاقا ، ( بما لا يكثر ) مما هو معروف عند الواقف من المحدثين عليه ، ( كابن ) من مثل : ثنا
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . و " أبي " في الكنية ونحوهما إذا غلب على ظنه أنه من الكتاب فقط لا من شيخه ، ( و ) كـ ( حرف حيث لا يغير ) إسقاطه المعنى ، فإن مثل هذا كله لا بأس بروايته .
( و ) إلحاقه من غير تنبيه على سقوطه ، كما نص عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد حيث قال له
أبو داود صاحب السنن : وجدت في كتابي
حجاج ، عن
جريج ، عن
أبي الزبير ; يجوز لي أن أصلحه
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ؟ فقال : أرجو أن يكون هذا لا بأس به .
وسأله ابنه
عبد الله عن
الرجل يسمع الحديث فيسقط من كتابه الحرف مثل الألف واللام ونحو ذلك ، أيصلحه ؟ فقال : لا بأس به أن يصلحه . ونحوه أنه قيل
لمالك : أرأيت حديث النبي صلى الله عليه وسلم يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد ؟ فقال : أرجو أن يكون خفيفا .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12915أبي الحسين بن المنادي قال : كان جدي لا يرى بإصلاح الغلط الذي لا يشك في غلطه بأسا . وربما نبه فاعله عليه ، فقد حدث
nindex.php?page=showalam&ids=14296أبو جعفر الدقيقي بحديث عن
شعبة ، عن
قزعة ، وقال : كذا في كتابي ، والصحيح عن
أبي قزعة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين عن شيخ له حديثا قال فيه : عن بحينة . وقال
أبو نعيم : إنما هو
ابن بحينة ، ولكنه كذا قال .
( والسقط ) أي : الساقط مما ( يدري أن من فوق ) بضم آخره من الرواة ( أتى به يزاد ) أيضا في الأصل لكن ( بعد ) لفظ ( يعني ) حال كونه لها ( مثبتا ) فقد فعله
الخطيب ، إذ روى حديث
عائشة ( كان صلى الله عليه وسلم يدني إلي رأسه فأرجله ) .
عن
أبي عمر [ ص: 175 ] بن مهدي ، عن
المحاملي ، بسنده إلى
عروة ، عن
عمرة ، فقال : يعني عن
عائشة .
ونبه عقبه على أن ذكر
عائشة لم يكن في أصل شيخه مع ثبوته عند
المحاملي ، وأنه لكونه لا بد منه من أجل أنه محفوظ عن
عمرة عنها ، مع استحالة كون
عمرة صحابية ، ألحقه ، ولكن لكون شيخه لم يقله له زاد " يعني " اقتداء بشيوخه ، فقد رأى غير واحد منهم فعله في مثله . بل قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : أنا أستعين في الحديث بـ " يعني " . وصنيع كل منهم ، وكذا
أبو نعيم والدقيقي في البيان حسن .
ولذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وإن كان
الإصلاح بالزيادة يشتمل على معنى مغاير لما وقع في الأصل ، تأكد فيه الحكم بأنه يذكر ما في الأصل مقرونا بالتنبيه على ما سقط ليسلم من معرة الخطأ ، ومن أن يقول على شيخه ما لم يقل . وهو أيضا مقتضى قول
ابن دقيق العيد فيما إذا سقط من كتابه الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أسلفته في كتابة الحديث وضبطه .