( غريب ألفاظ الحديث )
759 - والنضر أو معمر خلف أول من صنف الغريب فيما نقلوا 760 - ثم تلى أبو عبيد واقتفى
القتبي ثم حمد صنفا 761 - فاعن به ولا تخض بالظن
ولا تقلد غير أهل الفن 762 - وخير ما فسرته بالوارد
كالدخ بالدخان لابن صائد 763 - كذاك عند الترمذي والحاكم
فسره الجماع وهو واهم
[
تعريف غريب الحديث وأمثلته ] ( غريب ألفاظ الحديث ) النبوي ، وهو خلاف الغريب الماضي قريبا ، فذاك يرجع إلى الانفراد من جهة الرواية ، وأما هنا فهو ما يخفى معناه من المتون ; لقلة استعماله ودورانه ، بحيث يبعد فهمه ولا يظهر إلا بالتنقير عنه من كتب اللغة ، وهو من مهمات الفن ; لتوقف التلفظ ببعض الألفاظ فضلا عن فهمها عليه . وتتأكد العناية به لمن يروي بالمعنى . والقصد من هذا النوع بيان التصانيف فيه ، ولو أضيف لذلك أمثلة كغيره من الأنواع ، بل كما فعله
البرشنسي في ألفيته الاصطلاحية في هذا نفسه ; حيث ذكر جانبا منه . بل
وابن الجزري في هدايته التي شرحتها ، وأشار إلى أنه كالأسماء ، منه ما هو فرد كالجعظري : الفظ الغليظ ، ومنه ما هو كالمؤتلف والمختلف ، كأن تأتي كلمة لمعنى ويصحفها لمعنى آخر ، فيأتلفا في الخط ويختلفا في النطق ; كقدح
[ ص: 25 ] الراكب بفتحتين : الآنية المعروفة مع تسوية الصف ، كالقدح بالكسر ثم سكون : السهم . وكالمنصف ، فهو بفتح الميم : الموضع الوسط بين الموضعين ، وبكسرها : الخادم . وكحذف بتحريك الذال المعجمة في قوله : كبنات حذف ، وهي الغنم الصغار الحجازية ، وبإسكانها في قوله : ( حذف السلام سنة ) ، وهو تخفيفه وعدم إطالته .
وكالشعفة وهي بالشين المعجمة والعين المهملة المفتوحتين في قوله : ( ورجل في شعفة من الشعاف ) ، يريد به رأس جبل من الجبال ، مع السعفة وهي بالسين المهملة المفتوحة والعين المهملة الساكنة في قوله : ( إنه رأى جارية بها سعفة ) ; أي : قروح تخرج على رأس الصبي . والسعفة مثله ، لكن بتحريك العين : أغصان النخيل . ومنه ما هو كالمتفق والمفترق ، بأن تأتي كلمة في موضعين لمعنيين ، كالطبق في قوله : ( فجاء طبق من جراد ) : القطيع ، وفي قوله : ( بدأ طبق القرن ) . ومنه ما فيه الإعجام والإهمال ; كالتشميت ، و : ( مصمصوا من اللبن ) - لكان أفيد . ونحوه تقديم بعض حروف الكلمة وتأخيرها ; كالطبيخ والبطيخ ، وجذب في جبذ ، وأنعم في أمعن .
ومما رأيته مفرقا وهو نافع مع مشاححة في بعضه : لا تحرك الإبط فيفوح ، ولا تفتح الجراب ، ولا تكسر القصعة ، ولا تمد القفا ، وإذا دخلت كوى فافتح ، وإذا خرجت فضم ، والجنازة بالفتح والكسر ، فالأعلى للأعلى والأسفل للأسفل . وملك بكسر اللام في الأرض ، وبفتحها في السماء .