فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
وعن بعضهم : هو من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واختص به اختصاص الصاحب ، وإن لم يرو عنه ولم يتعلم منه . قاله القاضي أبو عبد الله الصيمري من الحنفية .

وعن بعضهم : هو من ظهر منه مع الصحبة الاتصاف بالعدالة ، فمن لم يظهر منه ذلك لا يطلق عليه اسم الصحبة . قاله أبو الحسين بن القطان كما سيأتي في المسألة بعدها . وقيل : هو من أدرك زمنه - صلى الله عليه وسلم - مسلما وإن لم يره . وهو قول يحيى بن عثمان بن صالح المصري ; فإنه قال : وممن دفن ; أي : بمصر ، من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن أدركه ولم يسمع منه : أبو تميم الجيشاني ، واسمه عبد الله بن مالك . وكذا ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة ، وهو إنما قدم المدينة في خلافة عمر باتفاق أهل السير . على أنه يجوز أن يكون ذكرهما له في الصحابة لإدراكه ; لكون أمره عندهما على الاحتمال ، ولم يطلعا على تأخر قدومه ، ولا يلزم من تصريح أولهما بأنه لم يسمع أن لا يكون عنده أنه رآه . وممن حكى هذا القول من الأصوليين القرافي في ( شرح التنقيح ) . وعليه عمل ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) وابن منده في ( الصحابة ) ; حيث ذكر الصغير المحكوم بإسلامه تبعا لأحد أبويه وإن لم يقفا له على رؤية ، وكأن حجتهما توفر همم الصحابة رضوان الله عليهم على إحضار من يولد لهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعو له ; كما سيأتي نقله بعد . بل صرح أولهما بأنه رام بذلك استكمال القرن الذي أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : ( خير الناس قرني ) . ومما ينبه عليه إخراج بعضهم عن الصحابة من هو منهم ، أو إدخال من ليس منهم فيهم ; كما سيأتي في آخر التابعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية