[
تفضيل الصحابة بعضهم على بعض ] والتاسعة : في تفاوتهم في الفضيلة إجمالا ثم تفصيلا . ولم يذكر فيه سوى الخلفاء الأربعة ، وما ذكر بعدهم إلى آخر المسألة .
فمن الأول : ( وهم ) باعتبار سبقهم إلى الإسلام أو الهجرة أو شهود المشاهد الفاضلة ( طباق إن يرد تعديد ) ; أي : عدها . واختلف في مقداره ، فـ ( قيل ) كما
للحاكم في ( علوم الحديث ) : هي ( اثنتا عشرة ) طبقة . فالأولى : من تقدم إسلامه
بمكة ; كالخلفاء الأربعة . الثانية : أصحاب دار الندوة التي خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها بعد أن أظهر
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب إسلامه ، فبايعوه حينئذ فيها . الثالثة : المهاجرة إلى
الحبشة . الرابعة : مبايعة العقبة الأولى . الخامسة : أصحاب العقبة الثانية ، وأكثرهم من
الأنصار . السادسة :
المهاجرون الذين وصلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بقباء قبل أن يدخل
المدينة ويبني المسجد . السابعة : أهل
بدر . الثامنة : المهاجرة بين
بدر والحديبية . التاسعة :
أهل بيعة الرضوان . العاشرة : المهاجرة بين
الحديبية وفتح
مكة . الحادية عشر : مسلمة الفتح . الثانية عشر : صبيان وأطفال رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرهما ، يعني من عقل منهم ومن لم يعقل .
[ ص: 113 ] وقيل كما
لابن سعد في ( الطبقات ) له : خمس . فالأولى : البدريون . الثانية : من أسلم قديما ممن هاجر عامتهم إلى
الحبشة ، وشهدوا أحدا فما بعدها . الثالثة : من شهد الخندق فما بعدها . والرابعة : مسلمة الفتح فما بعدها . الخامسة : الصبيان والأطفال ممن لم يغز ، سواء حفظ عنه - وهم الأكثر - أم لا . ( أو تزيد ) على الاثنتي عشرة ، فضلا عما دونها .
ومن الثاني : (
والأفضل ) منهم مطلقا بإجماع أهل السنة nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ( الصديق ) خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بل هو
أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ; لأدلة يطول ذكرها ، منها
قوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=4لأبي الدرداء وقد رآه يمشي بين يديه : ( يا nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء ، أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة ، ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر ) . وقيل له : الصديق ; لمبادرته إلى تصديق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الناس كلهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
ما دعوت أحدا إلى الإيمان إلا كانت له كبوة إلا أبا بكر ; فإنه لم يتلعثم ) .
واعلم أنه بمقتضى ما قررناه في تعريف الصحابي يلغز فيقال لنا : صحابي أفضل منه ، وهو
عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام . وإليه أشار
التاج السبكي بقوله في قصيدته التي في أواخر القواعد .
[ ص: 114 ] من باتفاق جميع الخلق أفضل من خير الصحاب أبي بكر ومن عمر ومن علي ومن عثمان وهو فتى
من أمة المصطفى المختار من مضر
( ثم ) يلي
أبا بكر (
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ) بن الخطاب بإجماع
أهل السنة أيضا . وممن حكى إجماعهم على ذلك
أبو العباس القرطبي ، فقال : ولم يختلف في ذلك أحد من أئمة السلف ولا الخلف ، قال : ولا مبالاة بأقوال أهل التشيع ولا أهل البدع .
وأسند
البيهقي في الاعتقاد له عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه أيضا قال : ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل
أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة . وكذا جاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال : من أدركت من الصحابة والتابعين لم يختلفوا في
أبي بكر وعمر وفضلهما .
وقال
مالك رحمه الله كما سيأتي : أوفي ذلك شك ؟ ! ( وبعده ) ; أي : بعد
عمر ، إما
nindex.php?page=showalam&ids=7 ( عثمان ) بن عفان ، ( وهو الأكثر ) ; أي : قول الأكثر من
أهل السنة ، كما حكاه
الخطابي وغيره ، وأن ترتيبهم في الأفضلية كترتيبهم في الخلافة . ( أو
nindex.php?page=showalam&ids=8فعلي ) هو ابن أبي طالب ( قبله ) ; أي : قبل
عثمان وبعد
عمر ، ( خلف ) ; أي : خلاف ( حكي ) . وإلى القول بتقديم
علي ذهب أهل
الكوفة وجمع ، كما قاله
الخطابي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة وطائفة قبله وبعده ، كما نقله شيخنا .
وروى
الخطابي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري حكايته عن
أهل السنة من أهل
الكوفة ، وأن
أهل السنة من أهل
البصرة على الأول ، فقيل
nindex.php?page=showalam&ids=16004للثوري : فما تقول أنت ؟ قال : أنا رجل كوفي . ثم قال
الخطابي : لكن قد ثبت عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري في آخر قوليه تقديم
عثمان . زاد غيره : ونقل مثله عن صاحبه
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع . قال
ابن كثير : وهو - أي : هذا المذهب - ضعيف مردود وإن نصره
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة والخطابي . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : من قدم
عليا على
عثمان فقد أزرى
بالمهاجرين والأنصار . وسبقه إليه
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري كما حكيته في الثامنة في
[ ص: 115 ] إحصائهم .
وصدق - رحمه الله - وأكرم مثواه ; فإن
عمر لما جعل الأمر من بعده شورى بين ستة انحصر في
عثمان وعلي ، فاجتهد فيهما
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام بلياليها ، حتى سأل النساء في خدورهن والصبيان في المكاتب ، فلم يرهم يعدلون
بعثمان أحدا ، فقدمه على
علي ، وولاه الأمر قبله .
nindex.php?page=hadith&LINKID=930116وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : ( كنا في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نعدل بأبي بكر أحدا ، ثم عمر ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم ) .
وفي لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=13948للترمذي ، وقال : إنه صحيح غريب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=930117 ( كنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي : أبو بكر وعمر وعثمان ) .
وفي آخر عند
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وغيره مما هو أصرح مع ما فيه من اطلاعه - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=930118 ( كنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي : أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان ، فيسمع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره ) .
قال
الخطابي : وجه ذلك أنه أراد به الشيوخ وذوي الأسنان منهم ، الذين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حركه أمر شاورهم فيه ، وكان
علي في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدث السن . ولم يرد
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الإزراء
بعلي ولا تأخره ودفعه عن الفضيلة بعد
عثمان ، ففضله مشهور لا ينكره
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ولا غيره من الصحابة ، وإنما اختلفوا في تقديم
عثمان عليه . انتهى .
وإلى القول بتفضيل
عثمان ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأحمد ، كما رواه
البيهقي في اعتقاده عنهما ، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن إجماع الصحابة والتابعين ، وهو المشهور عن
مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وكافة أئمة الحديث والفقه وكثير من المتكلمين كما قال القاضي
[ ص: 116 ] عياض . وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=12604والقاضي أبو بكر الباقلاني ، ولكنهما اختلفا في التفضيل ، أهو قطعي أو ظني ؟ فالذي مال إليه
الأشعري أنه قطعي ، وعليه يدل قول
مالك الآتي نقله من ( المدونة ) . والذي مال إليه
الباقلاني واختاره إمام الحرمين في ( الإرشاد ) الثاني ، وعبارته : لم يقم عندنا دليل قاطع على تفضيل بعض الأئمة على بعض ; إذ العقل لا يشهد على ذلك ، والأخبار الواردة في فضائلهم متعارضة ، ولا يمكن تلقي التفضيل من منع إمامة المفضول .
ولكن الغالب على الظن أن
أبا بكر أفضل الخلائق بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم
عمر أفضلهم بعده ، وتتعارض الظنون في
عثمان وعلي . وبكونه ظنيا جزم صاحب ( المفهم ) .
( قلت : وقول الوقف ) عن تفضيل أحدهما على الآخر ( جا ) بالقصر ( عن
مالك ) حسبما عزاه
المازري لنص ( المدونة ) ، يعني في آخر الديات منها ، وأنه سئل : أي الناس أفضل بعد نبيهم ؟ فقال :
أبو بكر .
زاد
عياض فيما عزاه إليها : ثم
عمر . ثم قال فيما اتفقا عليه : أوفي ذلك شك ؟ قيل له :
فعلي وعثمان ؟ قال : ما أدركت أحدا ممن أقتدي به يفضل أحدهما على صاحبه ، ونرى الكف عن ذلك . وتبعه جماعة ; منهم
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ، ومن المتأخرين
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم . وقول إمام الحرمين الماضي : وتتعارض الظنون في
عثمان وعلي ، يميل أيضا إلى التوقف . لكن قد حكى
عياض أيضا قولا عن
مالك بالرجوع عن الوقف إلى تفضيل
عثمان . قال
القرطبي : وهو الأصح إن شاء الله . قال
عياض : ويحتمل أن يكون كفه وكف من اقتدى به لما كان شجر في ذلك من الاختلاف والتعصب . بل حكى
المازري قولا بالإمساك عن التفضيل مطلقا ، وعزاه
الخطابي لقوم ، وحكى هو قولا آخر بتقديم
أبي بكر من جهة الصحابة ،
وعلي من جهة القرابة ، قال : وكان
[ ص: 117 ] بعض مشايخنا يقول :
أبو بكر خير ،
وعلي أفضل . قال المصنف : وهذا تهافت في القول . ووجهه بعضهم فقال : يمكن حمل الأفضلية على العلم ، فلا تهافت ، خصوصا وقد مشى عليه المؤلف ، لكن في التابعين كما سيأتي ، حيث وجه قول
أحمد بتفضيل
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب مع النص في
أويس بقوله : فلعله أراد بالأفضلية في العلم ، لا الخيرية ، كما سلكه بعض شيوخ
الخطابي . انتهى .
وبقية كلام
الخطابي : وباب الخيرية غير باب الفضيلة ، قال : وهذا كما تقول : إن الحر الهاشمي أفضل من العبد الرومي أو الحبشي ، وقد يكون العبد الحبشي خيرا من هاشمي في معنى الطاعة والمنفعة للناس ، فباب الخيرية متعد ، وباب الفضيلة لازم ، ونحوه من كان يقدم
عليا لفضيلته وفضل أهل بيته ، مع اعترافه بفضل الشيخين ;
nindex.php?page=showalam&ids=11948كأبي بكر بن عياش ; فإنه قال : لو أتاني
أبو بكر وعمر وعلي لبدأت بحاجة
علي قبلهما ; لقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقدمه عليهما .
وكما حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عامر بن واثلة ; ولذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : كانت
الخوارج يرمونه باتصاله
بعلي وقوله بفضله وفضل أهل بيته . وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : إنه كان يعترف بفضل
أبي بكر وعمر ، لكنه يقدم
عليا . وقد قال
السراج : ثنا
خشيش الصوفي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب قال : كان رأي
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري رأي أصحابه الكوفيين ، يفضل
عليا على
أبي بكر وعمر ، فلما صار إلى
البصرة رجع وهو يفضل
عمر على
علي ، ويفضله على
عثمان . أخرجه
أبو نعيم في ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري من ( الحلية ) . وكذا حكى
المازري عن
[ ص: 118 ] الشيعة تفضيله ، وعن
الخطابية تفضيل
عمر ، وعن
الراوندية تفضيل
العباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14961والقاضي عياض أن
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وطائفة ذهبوا إلى أن من توفي من الصحابة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل ممن بقي بعده ; لقوله - صلى الله عليه وسلم - في بعضهم : ( أنا شهيد على هؤلاء ) ، وعين بعضهم ; منهم
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب . وكل هذا مردود بما تقدم من حكاية إجماع الصحابة والتابعين على أفضلية
أبي بكر وعمر على سائر الصحابة ، ثم
عثمان ثم
علي ، وهو المذكور في المجامع والمشاهد وعلى المنابر . ولبعضهم :
أبو بكر على السنه
وفاروق فتى الجنه وعثمان به المنه
علي حبه جنه
.
ولذا قال شيخنا عقب القول بتفضيل
عمر تمسكا بالحديث في المنام الذي فيه في حق
أبي بكر وفي نزعه ضعف ما نصه : وهو تمسك واه . وعقب القول بتفضيل
العباس أنه مرغوب عنه ، ليس قائله من أهل السنة ، بل ولا من أهل الإيمان . وقال
النووي عقب آخرها : وهذا الإطلاق غير مرضي ولا مقبول .
وقد روى
البيهقي في ( الدلائل ) وغيره من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين قال : ذكر رجال على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -
عمر ، فكأنهم فضلوه على
أبي بكر ، فبلغ ذلك
عمر ، يعني بعد موته - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : والله وددت لو أن عملي كله مثل عمله يوما واحدا من أيامه وليلة واحدة من لياليه ، أما ليلته فذكر قصة الغار ، وأما يومه فذكر الردة .
وثبت عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، كما في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره ، أنه قال : خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أبو بكر ، ثم
عمر ، ثم رجل آخر . فقال له ابنه
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد ابن الحنفية : ثم أنت يا أبت ؟ فقال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . ولأجل هذا قال
أبو الأزهر : سمعت
[ ص: 119 ] عبد الرزاق يقول : أفضل الشيخين بتفضيل
علي إياهما على نفسه ، ولو لم يفضلهما ما فضلتهما ، كفى بي إزراء أن أحب
عليا ثم أخالف قوله .
ولا يخدش في ذلك ما أخرجه
الترمذي ، وقال : إنه حسن صحيح ، وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وغيره من حديث
أبي قلابة عن
أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930119أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أبي ، وأفرضهم nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ) .
وكذا ما أخرجه
الترمذي أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم من حديث
حبشي بن جنادة رضي الله عنه مرفوعا : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930120علي مني ، وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي ) . وأخرجه
الترمذي وغيره من حديث
علي ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930121أنا دار الحكمة ، وعلي بابها ) . فما انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أعلى وأغلى وأشمل وأكمل ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني حسبما أورده
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في ( نوادر الأصول ) له عنه ، بل أورده
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في العلم من ( الإحياء ) مرفوعا : (
ما فضل أبو بكر الناس بكثرة صلاة ولا بكثرة صيام ، ولكن بشيء وقر في قلبه ) .
واعلم أنه قد أفرد مناقب
أبي بكر وعمر nindex.php?page=showalam&ids=16935أبو جعفر الطبري nindex.php?page=showalam&ids=12310وأسد بن موسى ، ومن المتأخرين
المحب الطبري . ومناقب
أبي بكر وحده
nindex.php?page=showalam&ids=14787أبو طالب العشاري وابن كثير ، وهي في مجلد لطيف من تاريخ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر .
ولأبي بكر جعفر بن محمد [ ص: 120 ] الفريابي جزء فيه سوابق
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق وفضائله ، وما خصه الله به دون سائر المسلمين .
وعمر وحده
أبو عمر عبد الله بن أحمد بن ذي زيل الدمشقي الحنبلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11890وابن الجوزي . ومناقب
عثمان ابن حبيب . ومناقب
علي nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في ( الخصائص ) . ومناقب الخلفاء الأربعة
ابن زنجويه وأبو نعيم ، في الآخرين لكل منهم . وفضائل العشرة
المحب الطبري . وفضائل الصحابة مطلقا
nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى ،
وبكر القاضي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12586وأبو سعيد بن الأعرابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13424وأبو المطرف عبد الرحمن بن فطيس قاضي
قرطبة ، وهو في مائتين وخمسين جزءا حديثية . وهذا باب لا انتهاء له .
( فـ ) يلي الخلفاء الأربعة ( الستة الباقون ) من
العشرة الذين بشرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وهم :
طلحة ،
والزبير ،
وسعد ،
وسعيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=5وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين .
وقد نظمهم شيخنا مع الأربعة في بيت مفرد لم يسبق إليه ، فقال فيما أنشدنيه غير مرة :
لقد بشر الهادي من الصحب زمرة بجنات عدن كلهم فضـله اشتهر
سعيد ، زبير ، سعد ، طلحة ، عامر أبو بكر ، عثمان ، ابن عوف ، علي ، عمر
ولغيره ممن تقدم :
خيار عباد الله بعد نبيهم هم العشر طرا بشروا بجنان
زبير ، وطلح ، وابن عوف ، وعامر وسعدان والصهران والختنان
قال
الإمام أبو منصور عبد القاهر التميمي البغدادي : أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة ، ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة . ( فـ ) يليهم الطائفة ( البدريه ) أي : الذين شهدوا بدرا ، وهم ثلاثمائة وبضعة عشر ، فالمهاجرون نيف
[ ص: 121 ] على ستين ، والأنصار نيف وأربعون ومائتان ; فقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=930123قال - صلى الله عليه وسلم - لعمر في بعض من شهدها : ( أليس من أهل بدر ؟ لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ; فقد وجبت لكم الجنة ، أو : قد غفرت لكم ) ، فدمعت عين عمر .
قال العلماء : والترجي في كلام الله وكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للوقوع . ويتأيد بوقوعه بالجزم في بعض الروايات أن الله اطلع على أهل بدر فقال . . . . . وذكره . وفي حديث آخر : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930124لن يدخل النار أحد شهد بدرا ) .
( فـ ) يليهم ( أحد ) ; أي : أهل أحد الذين شهدوها . وكانوا فيما قاله
عروة حين خروجهم ألفا ، فرجع
عبد الله بن أبي بثلاثمائة ، وبقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعمائة ، استشهد منهم الكثير . ( فـ ) يليهم ( البيعة المرضيه ) ; أي : أهل بيعة الرضوان
بالحديبية التي نزل فيها : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) الآية [ الفتح : 18 ] .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في أواخر خطبة الاستيعاب : وليس في غزواته ما يعدل بها - يعني بدرا - في الفضل ويقرب منها إلا غزوة
الحديبية ، حيث كانت بيعة الرضوان ، وكانوا ألفا وأربعمائة على المعتمد ، وقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930125أنتم خير أهل الأرض ) .
( قال )
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : ( وفضل السابقين ) الأولين من
المهاجرين والأنصار ( قد ورد ) في القرآن إيماء لا نصا . نعم ، النص الصريح في تفضيل من أنفق من قبل الفتح وقاتل . وقد اختلف في السابقين ( فقيل ) كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : ( هم ) ; أي : الذين شهدوا بيعة الرضوان عام
الحديبية ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد وعبد في تفسيره بسند صحيح عنه . ( وقيل ) كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار : ( بدري ) ; أي : أهل بدر . حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد بسند ضعيف إليهما . ( وقد قيل : بل اهل ) بالنقل ( القبلتين ) الذين صلوا إليهما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد وعبد أيضا بسند صحيح عن
[ ص: 122 ] nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين وقتادة . وهو عند
عبد الرزاق في تفسيره ، ومن طريقه
عبد عن
قتادة وحده . وكذا روي عن
الحسن . بل عن
الحسن كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد بسند صحيح عنه أنهم الذين كان إسلامهم قبل فتح
مكة .
وصحح بعض المتأخرين أنهم الذين آمنوا وهاجروا قبل بيعة الرضوان وصلح
الحديبية ; لقوله تعالى : (
لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ) الآية [ الحديد : 10 ] قال : والفتح هو صلح الحديبية على الأرجح ، وفيها نزلت : (
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) [ الفتح : 1 ] ; ولذا لما سئل
ابن تيمية عن المفاضلة بين
العباس وبلال رضي الله عنهما ، قال :
بلال وأمثاله من السابقين الأولين أفضل من
العباس وأمثاله من التابعين له بإحسان ; لأنه قيد التابعين بشرط الإحسان .
والحاصل أن من قاتل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أو في زمانه بأمره ، أو أنفق شيئا من ماله بسببه ، لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان . ولكن لم يوافق
ابن تيمية على أفضلية
بلال مع قول
nindex.php?page=showalam&ids=9809أبي سفيان بن الحارث : كان
العباس أعظم الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والصحابة يعترفون
للعباس بفضله ، ويشاورونه ويأخذون برأيه ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930126عم الرجل صنو أبيه ) ، إلى غير ذلك من المناقب المفردة في عدة تآليف ; كاستسقاء
عمر به رضي الله عنهما ، وإن كان إنما أسلم وهاجر قبيل الفتح ، وكم له رضي الله عنه من مآثر حسنة قبل إسلامه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال : ( مر
عمر برجل يقرأ :
[ ص: 123 ] (
والسابقون ) الآية . فأخذ بيده فقال : من أقرأك هذا ؟ فقال :
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، فقال : لا تفارقني حتى أذهب بك إليه . فلما جاءه قال له
عمر : أأنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا ؟ قال : نعم ، قال : سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ، قال : لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا . فقال
أبي : تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة : (
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ) ، وفي سورة الحشر : (
والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) ، وفي الأنفال : (
والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ) الآية .
( و ) العاشرة : في أولهم إسلاما وآخرهم موتا . فأما الأول فـ ( اختلف أيهم ) بالنصب ( أسلم قبل من سلف ) ; أي : اختلف السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في
أي الصحابة أول إسلاما ، على أقوال . ( فقيل ) كما
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس والنخعي وغيرهما ممن سأحكي عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=1 ( أبو بكر ) الصديق ; لقوله كما في
الترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عنه : ( ألست أول من أسلم ) .
nindex.php?page=hadith&LINKID=930127ولقوله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=81لعمرو بن عبسة حين سأله من معك على هذا الأمر : ( حر وعبد ) ; يعني أبا بكر وبلالا . ولقول
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي لمن سأله عن ذلك : أما سمعت قول
حسان :
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خـير البرية أتقـاها وأعدلها بعـد النبي وأوفاها بما حملا
والثاني والتالي المحمود مشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا
ولقول
أبي محجن الثقفي :
[ ص: 124 ] وسميت صديقا وكل مهاجر سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد وكنت جليسا في العريش المشهر
( وقيل : بل ) أولهم إسلاما
nindex.php?page=showalam&ids=8 ( علي ) بن أبي طالب ; لقوله على المنبر : ( اللهم لا أعرف عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا ) . وسنده حسن . ولقوله مما أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=15007القضاعي :
سبقتكم إلى الإسلام طرا صغيرا ما بلغت أوان حلمي
ولما روي في ذلك عن
أنس وجابر وخباب وخزيمة nindex.php?page=showalam&ids=68وزيد بن أرقم وسلمان nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أيضا ،
وعفيف الكندي nindex.php?page=showalam&ids=249ومعقل بن يسار nindex.php?page=showalam&ids=53والمقداد بن الأسود ويعلى بن مرة وأبي أيوب وأبي ذر وأبي رافع nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري ، في آخرين ، منهم
مسلم الملائي . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=15197أبو عبيد الله المرزباني لخزيمة :
ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتهـم وأعلم النـاس بالفرقان والسنن
وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر لبكر بن حماد التاهرتي :
قل لابن ملجم والأقدار غالبة هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم وأول الناس إسلاما وإيمانا
وأنشد
الفرغاني في الذيل
لعبد الله بن المعتز يذكر
عليا وسابقته مع كونه يرمى
[ ص: 125 ] بأنه ناصبي :
فأول من ضل في موقف يصلي مع الطاهر الطيب
( و ) لكن ( مدعي إجماعه ) ; أي : الإجماع في هذا القول ، وهو
الحاكم ; حيث قال في ( علوم الحديث ) له : لا أعلم فيه خلافا بين أصحاب التواريخ ، وإنما اختلفوا في بلوغ
علي ، ( لم يقبل ) ، بل استنكر منه كما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح . وقال
ابن كثير : إنه لا دليل على إطلاق الأولية فيه من وجه يصح ، هذا مع أن
الحاكم قال بعد حكايته الإجماع : والصحيح عند الجماعة أن
أبا بكر أول من أسلم من الرجال البالغين ; لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة الماضي .
( وقيل ) حسبما ذكره
معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : أولهم إسلاما
nindex.php?page=showalam&ids=138 ( زيد ) هو ابن حارثة ، ( وادعى ) حال كونه ( وفاقا ) ; أي : موافقا لمن سبقه إلى مطلق القول به ;
كقتادة وابن إسحاق صاحب ( المغازي ) . بل روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
وعائشة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=17193ونافع بن جبير بن مطعم ( بعض ) ;
nindex.php?page=showalam&ids=13332كابن عبد البر والثعلبي ، ( على
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ) أم المؤمنين في أنها أول الخلق إسلاما ( اتفاقا ) . زاد
الثعلبي : وإن الاختلاف إنما هو فيمن بعدها . وزاد
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر حكاية الاتفاق على أن إسلام علي بعدها .
قال
ابن كثير : وكونها أول الناس إسلاما هو ظاهر السياقات في أول البعثة . وقال
النووي : إنه الصواب عند جماعة المحققين .
وجمع
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بين الاختلاف في ذلك بالنسبة إلى
أبي بكر وعلي بأن الصحيح أن
أبا بكر أول من أظهر إسلامه ، ثم روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي أن
[ ص: 126 ] عليا أخفى إسلامه من أبيه
أبي طالب ، وأظهر
أبو بكر إسلامه ; ولذلك شبه على الناس . ونحوه قول شيخنا في قول
عمار : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930128رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر ) ، مراده ممن أظهر إسلامه ، وإلا فقد كان حينئذ جماعة ممن أسلم ، لكنهم كانوا يخفونه من أقاربهم .
وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : أول من آمن
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ، ثم
علي . قال : فكان أول ذكر آمن ، وهو ابن عشر سنين ، ثم
زيد ، فكان أول ذكر أسلم بعد
علي ، ثم
أبو بكر فأظهر إسلامه ودعا إلى الله ، فأسلم بدعائه
عثمان والزبير nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص وطلحة ، فكأن هؤلاء النفر الثمانية أسبق الناس بالإسلام . وقيل فيما نقله
أبو الحسن المسعودي عن بعضهم : أولهم إسلاما بلال ; لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة الماضي .
وقد جمع
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح بين هذه الأقوال فقال : والأورع أن يقال : أول من أسلم من الرجال الأحرار
أبو بكر ، ومن الصبيان
علي ، ومن النساء
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ، ومن الموالي
زيد ، ومن العبيد
بلال . وهو أحسن ما قيل ; لاجتماع الأقوال به . على أنه قد سبق به ما عدا
بلالا ، فذكر
ابن قتيبة أن
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق ابن راهويه ذكر الاختلاف في أول من أسلم ، فقال : الخبر في كل ذلك صحيح ، أما أول من أسلم من النساء
فخديجة ، وأما أول من أسلم من الرجال
فأبو بكر ، وأما أول من أسلم من الموالي
فزيد ، وأما أول من أسلم من الصبيان
فعلي .
وكذا جاء بدونه وبدون
[ ص: 127 ] زيد أيضا عن
أبي حنيفة ، فروى
الحاكم في ترجمة
أحمد بن عباس بن حمزة الواعظ من تاريخ نيسابور من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12153أبي مسهر : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15995سعيد بن عبد العزيز قال : كان
أبو حنيفة يقول : أول من أسلم من الرجال
أبو بكر ، ومن النساء
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ، ومن الصبيان
علي . وكان
البرهان التنوخي يقول : الأولى أن يقال : ومن غير البالغين
علي ، وهو حسن .
وفي المسألة أقوال أخر ، فعند
nindex.php?page=showalam&ids=16670عمر بن شبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد بن العاص قال : أسلمت قبل
علي ، لكني كنت أفرق
أبا أحيحة ، يعني والده ، وكان لا يفرق
أبا طالب . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16240ضمرة بن ربيعة أن إسلام
خالد كان مع إسلام
أبي بكر .
nindex.php?page=showalam&ids=14269وللدارقطني في ( الأفراد ) بسند ضعيف من طريق ابنته
أم خالد قالت : ( أبي أول من أسلم ) . لكن في رواية عنها : ( كان أبي خامسا ، سبقه
أبو بكر وعلي nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ) .
وعن بعضهم كما حكاه
المسعودي : أولهم
nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت ، وكأنه تمسك بما قيل : إنه أول من أظهر إسلامه . لكن روى
الباوردي أنه أسلم سادس ستة . وعن
ابن قتيبة فيما نقله
الماوردي في ( أعلام النبوة ) له : أولهم
أبو بكر بن أسعد الحميري . ويحتاج هذا النقل إلى تحرير . ونقل
ابن سبع في الخصائص النبوية عن
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف قال : ( كنت أولهم إسلاما ) . وهو غريب . والمعروف من هذا كله الأول ، لكن قال المصنف في ( التقييد ) : ينبغي أن يقال : أول من آمن من
[ ص: 128 ] الرجال
ورقة ، يعني بناء على ذكر
ابن منده وغيره له في الصحابة .