[
تعريف المخضرم وعدده ] ( و ) أما ( المدركون جاهلية ) قبل البعثة أو بعدها ، صغارا كانوا أو كبارا ، في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن لم يره بعد البعثة ، أو رآه لكن غير مسلم ، وأسلم في حياته أو بعده ، ( فسم ) هؤلاء ( مخضرمين ) بالخاء والضاد المعجمتين وفتح الراء ، كما عزاه
nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني في آخر ذيله للمحدثين ، على أنه اسم مفعول . وحكى بعض اللغويين فيها بالكسر أيضا . وما حكاه
الحاكم عن بعض أدباء مشايخه من أن اشتقاقه - يعني أخذه - من كون أهل الجاهلية ممن أسلم ولم يهاجر كانوا يخضرمون آذان الإبل ; أي : يقطعونها ; لتكون علامة لإسلامهم إن أغير عليهم أو حوربوا ، محتمل لهما . فللكسر من أجل أنهم خضرموا آذان الإبل ، فسموا - كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني - مخضرمين ، يعني بكسر الراء على الفاعلية ، ومحتمل للفتح من أجل أنهم خضرموا ; أي : قطعوا عن نظرائهم . واقتصر
ابن خلكان في الوفيات على كسر الراء ، لكن من إهمال الحاء ، وأغرب في ذلك ، ونصه : قد سمع محضرم بالحاء المهملة وبكسر الراء . انتهى .
وخصهم
ابن قتيبة بمن أدرك الإسلام في الكبر ثم أسلم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ;
كجبير بن نفير ; فإنه أسلم وهو بالغ في خلافة
أبي بكر كما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11981أبو حسان الزيادي . وبعضهم بمن أسلم في حياته - صلى الله عليه وسلم - ;
nindex.php?page=showalam&ids=15950كزيد بن وهب ; فإنه رحل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الطريق . وكذا وقع
nindex.php?page=showalam&ids=16834لقيس بن أبي حازم nindex.php?page=showalam&ids=12150وأبي مسلم الخولاني وأبي عبد الله [ ص: 158 ] الصنابحي ، مات النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل قدومهم بليال . وأقرب من هؤلاء
nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة ، قدم حين نفضت الأيدي من دفنه - صلى الله عليه وسلم - على الأصح ، في آخرين .
وقال صاحب ( المحكم ) : رجل مخضرم إذا كان نصف عمره في الجاهلية ، ونصفه في الإسلام . وشاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ، فلم يشترط نفي الصحبة .
ومقتضى هذا أن
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام وشبهه في ذلك مخضرم . ونحوه قول
الجوهري : المخضرم أيضا الشاعر الذي أدرك الجاهلية والإسلام ; مثل
لبيد . فإنه ، وإن كان مطلقا ، فتمثيله
بلبيد أحد الصحابة مقيد له مع احتماله موافقة الذي قبله . وليس كذلك في الاصطلاح الموافق لمدلول الخضرمة ; فقد قال صاحب ( المحكم ) : مخضرم : ناقص الحسب . وقيل : هو الذي ليس بكريم الحسب . وقيل : هو الدعي . وقيل : هو الذي لا يعرف أبواه . وقيل : من أبوه أبيض ، وهو أسود . وقيل : هو الذي ولدته السراري . والخضرمة قطع إحدى الأذنين . وامرأة مخضرمة : مختونة . ولحم مخضرم بفتح الراء : لا يدرى من ذكر هو أو أنثى . وكذا قال في ( الصحاح ) : رجل مخضرم النسب ; أي : دعي . وناقة مخضرمة ; أي : مخفوضة . ولحم مخضرم . . . إلى آخره . والشاهد في جملة : ولحم مخضرم . . . إلى آخره . وكثير مما في ( المحكم ) ; إذ المخضرمون كذلك مترددون بين الصحابة للمعاصرة ، وبين التابعين لعدم الرؤية . ونحوه قول
العسكري في ( الدلائل ) : المخضرمة من الإبل : التي نتجت بين العراب والبخاتي ، فقيل : رجل مخضرم : إذا عاش في الجاهلية والإسلام . قال : وهنا أعجب الأمرين إلي . وكأنه متردد بين أمرين : هل هو من هذا أو من هذا ، وهو كما قال
البلقيني : يقرب منه ما اشتهر في العرف من إطلاق هذا الاسم على من يشتغل بهذا الفن وهذا الفن ، ولا يمعن في واحد منهما . قال : ويطلق المخضرم على من لم يحج . وسبقه
nindex.php?page=showalam&ids=13974عمرو بن بحر الجاحظ فقال في كتاب ( الحيوان ) : وقد علمنا أن قولهم : مخضرم لمن لم يحج صرورة ، ولمن أدرك
[ ص: 159 ] الجاهلية والإسلام . وقال غيره : ويجوز أن يكون مأخوذا من النقص ; لكونه ناقص الرتبة عن الصحابة ; لعدم وجود ما يصير به صحابيا ، مع إدراكه ما يمكن به وجود ذلك . ومنه : ناقص الحسب ، ونحوه مما تقدم . وفي النهاية : وأصل الخضرمة أن يجعل الشيء بين بين ، فإذا قطع بعض الأذن فهي بين الوافرة والناقصة . وقيل : هي المنتوجة بين النجائب والعكاظيات ، قال : وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم ، فلما جاء الإسلام أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخضرموا من غير هذا الموضع الذي يخضرم منه أهل الجاهلية . ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والإسلام : مخضرم ; لأنه أدرك الخضرمتين .
على أن في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في ( صحيحه ) ما قد يوافق قول صاحب ( المحكم ) . ومن لعله وافقه من اللغويين فإنه قال : الرجل إذا كان له في الكفر ستون سنة ، وفي الإسلام ستون يدعى مخضرما . ولكن لعله أراد ممن ليست له صحبة ; لأنه ذكر ذلك عند
nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني . أو أراد أنه يسمى مخضرما لغة ، لا اصطلاحا . ثم إن ظاهره التقيد بهذا السن المخصوص ، وليس كذلك ، بل مجرد إدراك الجاهلية ولو كان صغيرا كاف . ولكن ما المراد بالجاهلية ؟ أهي ما قبل البعثة أم لا ؟ قال
النووي في ( شرح
مسلم ) عند
قول مسلم : وهذا
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي nindex.php?page=showalam&ids=12003وأبو رافع الصائغ ، وهما ممن أدرك الجاهلية ; أي : كانا رجلين قبل البعثة ، ما نصه : والجاهلية ما قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - ، سموا بذلك لكثرة جهالاتهم . وقيل : ذلك إدراك قومه أو غيرهم على الكفر ، لكن قبل فتح
مكة ; لزوال أمر الجاهلية حين خطب - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وأبطل أمور الجاهلية ، إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة الكعبة .
قلت : وصنيع
مسلم وغيره يقتضي ما هو أعم من ذلك لذكره المشار
[ ص: 160 ] إليهما فيهم . وكذا
يسير بن عمرو ، وهو إنما ولد بعد زمن الهجرة ، وكان له عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - دون عشر سنين ، فأدرك بعض زمن الجاهلية في قومه . بل ذكر شيخنا تبعا لغيره في القسم الذي عقد لهم من إصابته : كل من له إدراك ما للزمن النبوي . وهو ظاهر ، مع أنه لا يفصح غالبا بالوصف بذلك في الترجمة إلا لمن طال إدراكه ، ومن عداهم يقتصر على قوله : له إدراك .
وأما
الحاكم ، فجعل الذين ولدوا في الزمن النبوي ممن لم يسمع منه طبقة بعد المخضرمين ، وذكر فيهم
الصنابحي nindex.php?page=showalam&ids=16588وعلقمة بن قيس . بل وأدرج فيهم من له رؤية ، وهو صنيع منتقد ، فمن له رؤية إما أن يذكر في الصحابة ، أو يكون طبقة أعلى من المخضرمين . والمخضرمون باتفاق من أهل العلم بالحديث ليسوا صحابة ، بل معدودون في كبار التابعين . وقد جعلهم
الحاكم طبقة مستقلة من التابعين ، سواء أعرف أن الواحد منهم كان مسلما في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ;
nindex.php?page=showalam&ids=888كالنجاشي ، أم لا . لكن من كان منهم مؤمنا به في زمن الإسراء يأتي فيه ما قدمته في تعريف الصحابي عن شيخنا . وعد
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر لهم في الصحابة ، لا لكونه يقول : إنهم صحابة ، كما نسبه إليه
عياض وغيره ، بل لكونه كما أفصح به في خطبة كتابه رام أن يكون كتابه به جامعا مستوعبا لأهل القرن الأول . ونحوه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13260أبي حفص بن شاهين معتذرا عن إخراجه ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي : إنه صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته . وغير ذلك . ولو كان من هذا سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار .
وكذا عد غير واحد من مصنفي الصحابة جماعة منهم ; لكون أمرهم على الاحتمال ، حتى إن بعضهم يصرح بقوله : لا أدري أله رؤية أم لا . وأحاديثهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث . وقد صرح
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر نفسه بذلك في
[ ص: 161 ] ( التمهيد ) وغيره من كتبه . نعم ، لو حفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حال رؤيته له ، ثم أداه بعد إسلامه ، كان محكوما له بالاتصال ، كما قدمته في المرسل .
وهم كثيرون ; (
كسويد ) بمهملة مصغر ،
وابن غفلة بمعجمة وفاء مفتوحتين ، ( في أمم ) بلغ بهم
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج عشرين ،
ومغلطاي أزيد من مائة . ومن طالع ( الإصابة ) لشيخنا وجد منهم كما قدمت خلقا . وأفردهم
البرهان الحلبي الحافظ في جزء سماه ( تذكرة الطالب المعلم فيمن يقال : إنه مخضرم ) . ورأيت أن أسرد منهم جملة على الحروف أستوعب فيها من عند
مسلم ، راقما له ( م ) .
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس ، بل يروى بسند لين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له .
nindex.php?page=showalam&ids=12313أسلم مولى عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13704الأسود بن هلال المحاربي ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن يزيد النخعي ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني ،
أوسط البجلي ،
ثمامة بن حزم القشيري ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير الحضرمي ( م ) ،
حجر بن عنبس ،
خالد بن عمير العدوي ( م ) ،
الربيع بن ضبع بن وهب الفزاري الآتي في المعمرين بين الوفيات ( م ) ،
ربيعة بن زرارة ، أبو الحلال العتكي ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب الجهني ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=12112سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة ( م ) ،
شبل بن عوف الأحمسي ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16097شريح بن الحارث القاضي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16099شريح بن هانئ ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق بن سلمة أبو وائل ،
nindex.php?page=showalam&ids=12150عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=4939عبد الله بن عكيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=5152عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله الصنابحي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم الأشعري أحد من تفقه به
أهل دمشق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12081عبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي ( م ) ،
عبد الرحمن بن يربوع ،
[ ص: 162 ] عبد خير بن يزيد الخيواني ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16536عبيدة السلماني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة بن قيس ،
عمران بن ملحان أبو رجاء العطاردي ( م ) ،
عمرو بن عبد الله بن الأصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون الأودي ( م ) ،
غنيم بن أبي قيس ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار ،
مالك بن عمير ( م ) ،
مرة بن شراحيل الطيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق بن الأجدع ،
مسعود بن خراش أخو ربعي ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=15277المعرور بن سويد ( م ) ،
nindex.php?page=showalam&ids=12003نفيع أبو رافع الصائغ ( م ) ،
يسير أو أسير بن عمرو بن جابر ( م ) ،
أبو أمية الشعباني .
وذكر
مسلم لمسعود بن حراش بناء على عدم صحبته كما ذهب إليه غيره ، وإلا فقد أثبتها
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . كما أدخل غيره في المخضرمين
nindex.php?page=showalam&ids=1471جبير بن الحويرث وحابسا اليمامي nindex.php?page=showalam&ids=16243وطارق بن شهاب الأحمسي وغيرهم ممن له رؤية أو صحبة بناء على عدم ثبوته عنده أو لعدم الاطلاع عليه . وهذه مسألة أخرى لها تعلق بكل من الصحابة والتابعين ; فلذا أخرت عنهما .
( و ) من فروعها أنه ( قد يعد في الطباق ) التي يجعل كل طبقة منها للمشتركين في السند ; كما سيأتي في طبقات الرواة ، ( التابع ) لبعض الصحابة ( في تابعيهم ) ; أي : تابعي التابعين ; ( إذ يكون الشائع ) الغالب عن ذاك التابعي ( الحمل عنهم ) ; أي : عن التابعين ; (
كأبي الزناد ) بكسر الزاء المعجمة المشددة ثم نون خفيفة ، وآخره دال مهملة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11863عبد الله بن ذكوان ; فإنه كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة بن خياط : قد لقي
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وأنسا وأبا أمامة بن سهل بن حنيف ، ومع ذلك فعداده عند أكثر الناس في أتباع التابعين . نعم ، قال
العجلي : تابعي ثقة . وذكره
مسلم في الطبقة الثالثة من التابعين ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في التابعين .
nindex.php?page=showalam&ids=17245وكهشام بن عروة فإنه أدخل على
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فرآه ومسح
[ ص: 163 ] رأسه ودعا له ، ورأى
جابرا nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد وأنسا ، وروى عن عمه
عبد الله بن الزبير .
nindex.php?page=showalam&ids=17177وكموسى بن عقبة ; فإنه أدرك
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد وأنسا ، وروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11503أم خالد ابنة خالد بن سعيد بن العاص الصحابية . ومع ذلك فهما عندهم كما أشار إليه
الحاكم في عداد أتباع التابعين .
nindex.php?page=showalam&ids=16709وكعمرو بن شعيب ; فإنه قد سمع
nindex.php?page=showalam&ids=170زينب ابنة أبي سلمة nindex.php?page=showalam&ids=10718والربيع ابنة معوذ بن عفراء الصحابيتين مع عد غير واحد له في أتباع التابعين ;
nindex.php?page=showalam&ids=15426كأبي بكر النقاش nindex.php?page=showalam&ids=16390وعبد الغني بن سعيد nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني وأبي محمد عبد الرزاق الطبسي وغيرهم ، بحيث أدرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح في أمثلة رواية الأكابر عن الأصاغر ، فقال :
nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب لم يكن من التابعين ، وروى عنه أكثر من عشرين نفسا من التابعين . وهو منتقد بما قررناه . وحاصل هذا أنه أخرج من التابعين من هو معدود فيهم . ( والعكس جاء ) ، وهو عد أصحاب الطباق في التابعين من لم يصح سماعه ، بل ولا لقيه لأحد من الصحابة ، وهو من أتباع التابعين جزما حسبما أشار إليه
الحاكم ;
كإبراهيم بن سويد النخعي ، وليس
بابن يزيد الشهير ،
وكبكير بن أبي السميط المسمعي ،
وسعيد وواصل أبي حرة ابني عبد الرحمن البصري . ( وهو ) ; أي : العكس ، الذي هو الإدخال في التابعين لمن ليس منهم ، كما زاده الناظم ، ( ذو فساد ) ; يعني : أشد من الذي قبله ، وإلا فذاك أيضا خطأ ممن صنعه .
( و ) نحو الأول ، وهو الإخراج عن التابعين لمن هو منهم ، أنه ( قد يعد ) في الطباق
[ ص: 164 ] أيضا ( تابعيا صاحب ) ; أي : بأن يذكر في التابعين بعض الصحابة ( كـ )
نعمان وسويد ( ابني مقرن ) بضم الميم وفتح القاف وتشديد الراء المكسورة وآخره نون ،
المزني ; فقد عدهما
الحاكم غلطا في الآخرة من التابعين ، وهما صحابيان معروفان من جملة المهاجرين ، كما سيأتي في نوع الإخوة والأخوات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وعده لهما في التابعين من أعجب ذلك ، يعني : الأمثلة فيه . زاد الناظم : ( و ) كـ ( من يقارب ) التابعين في طبقتهم من أجل أن روايته أو جلها عن الصحابة ; فقد عد
مسلم وابن سعد في التابعين من طبقاتهما
nindex.php?page=showalam&ids=9228يوسف بن عبد الله بن سلام nindex.php?page=showalam&ids=17053ومحمود بن لبيد .
وابن سعد وحده
nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع . وعكسه وهو عد بعض التابعين صحابيا ;
nindex.php?page=showalam&ids=16345كعبد الرحمن بن غنم الأشعري ; فقد عده
محمد بن الربيع الجيزي فيمن دخل
مصر من الصحابة . فوهم فيما قاله المصنف ، وليس كذلك ،
وابن الربيع إنما نقله عن غيره ، فقال : أخبرني
يحيى بن عثمان أن
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة والليث قالا : له صحبة . وكذا حكاه
ابن منده عن
nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير عنهما ، وأثبتها أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وابن يونس وغيرهما ، وأخرج
أحمد وغيره من أحاديثه ما يدل - كما قال شيخنا - لصحبته . نعم لهم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم الأشعري آخر تفقه به
أهل دمشق ، فلعله الذي ظنه المؤلف ، ومع ذلك فله إدراك ، بحيث عد في مخضرمين ، وقال فيه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : زعموا أن له صحبة ، وليس ذلك بصحيح عندي . ولكن لذلك أمثلة كثيرة ، منها
إبراهيم بن عبد الرحمن العذري راوي حديث : (
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ) . ذكره
ابن منده وغيره في الصحابة ، وهو تابعي أرسل . وكثيرا ما يقع ذلك
[ ص: 165 ] فيمن يرسل من التابعين ; إذ اعتمادهم غالبا إنما هو على ما يقع لهم من الروايات بحسب مبلغ علمهم واطلاعهم ،
وفوق كل ذي علم عليم .