فائدة : وهي أنه قال : لا أعلم
حديثا كثير الثواب مع قلة العمل أصح من حديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930147من بكر وابتكر ، وغسل واغتسل ، ودنا وأنصت ، كان له بكل خطوة يمشيها كفارة سنة ) الحديث .
سمع ذلك شيخنا من شيخه المصنف ، وثنا به كذلك غير مرة ، وكذا ثنا أن شيخه
ناصر الدين بن الفرات حكى في تاريخه عن ولده
العز عبد الرحيم ، يعني شيخنا مسند عصره ، ويلتحق بهذا رواية المرء عن ابن ابنته ، وفيه قصة
الحبال عن
عبد الغني أنه أرسل ابن ابنته
أبا الحسن بن بقا إلى بعض الشيوخ
بمصر في حديث فحدثه به ، فقرأه
عبد الغني عن ابن ابنته عن ذلك الشيخ .
ومن أغرب ما في هذا الباب أن
القاضي عز الدين بن جماعة أخبر والده
البدر محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة أن ابن أخيه
أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة أنشده قال : أنشدني عمي
عماد الدين إسماعيل قال : حفظت هذين البيتين من والدي في النوم وهما :
ما لي على السلوان عنك معول فعلام تتعب في هواك العذل يزداد حبك كل يوم جدة
فكأن آخره لقلبي أول
فقال
البدر بن جماعة : هذه ظريفة ، أروي هذا عن ولدي - يعني
العز - عن ابن أخي ، يعني
nindex.php?page=showalam&ids=12378إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن أخي ، يعني
إسماعيل ، عن والدي ، يعني
البرهان إبراهيم في المنام . انتهى .
وقد أخبرني بهما
أبو الفتح المراغي : ثنا المصنف لفظا إملاء أنشدنا
أبو إسحاق المذكور كما تقدم ، ويقرب منه رواية
[ ص: 184 ] الشمس بن الجزري ، عن ابنه
أبي الخير ، عن أخيه
أبي القاسم علي ، عن أبيهما المذكور أولا عن
محمود بن خليفة المحدث ، عن
الدمياطي الحافظ ، عن شيخه
nindex.php?page=showalam&ids=17404يوسف بن خليل الحافظ ، فذكر شيئا .
ومن ظريفه ما اجتمع فيه رواية الأبوين عن الابن ; كرواية
أم رومان عن ابنتها
عائشة لحديثين ، ورواية
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق عنها أيضا لحديثين ، أفاد ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في تلقيحه ، ووقعت رواية
أبي بكر عنها في ( المستخرج )
لابن منده .
( أما
أبو بكر ) الذي وقع في رواية
المنجنيقي في كتابه ( الأكابر عن الأصاغر ) ، ( عن الحمراء ) بالحاء المهملة ، لقب جاء في عدة روايات فيها مقال ، لكن بالتصغير لقب لأم المؤمنين (
عائشة ) بالصرف للضرورة ، وقيل : إنه تصغير تقريب ; لأن المراد بها البيضاء ، فكأنها غير كاملة البياض ; للحديث المرفوع ، ( في الحبة السوداء ) وإنها شفاء من كل داء ; ( فإنه ) ; أي :
أبا بكر هذا ( لـ ) هو ( ابن أبي عتيق ) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، كما وقع التصريح بكونه
ابن أبي عتيق في ( صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ) ، بل وفي جل الروايات ، واسمه
عبد الله ،
وعائشة هي عمة والده ، ( وغلط الواصف )
لأبي بكر هذا ( بالصديق ) .
وهو شيء انفرد به
المنجنيقي عن سائر أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى الكوفي أحد الكبار من شيوخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وإن روي هذا الخبر عنه بواسطة
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة ، حيث رواه
المنجنيقي عن
عبيد الله بحيث نشأ عن غلطه إدخاله لذلك في تصنيفه المشار إليه ، بل أدخله
الخطيب في تصنيفه في هذا الباب ، لكن مع التنبيه على الغلط فيه ، قال :
وأبو عتيق كنية أبيه
محمد ، وهو معدود في الصحابة ; لكونه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأبوه وجده وجد أبيه
أبو قحافة صحابة مشهورون . انتهى .
وادعى
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة انفرادهم بذلك فقال : لا نعلم أربعة أدركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هؤلاء الأربعة وذكرهم ، وتبعه غير
[ ص: 185 ] واحد ، وكأنه أراد بقيد الذكور ، وإلا
فعبد الله بن الزبير صحابي ، وهو أسن وأشهر في الصحابة من
محمد ، أمه
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء ابنة أبي بكر بن أبي قحافة ، نعم ذكروا أن
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد الحب ابن الحب ولد له في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وحينئذ فهم أربعة ; إذ
حارثة والد زيد صحابي ، كما جزم به
المنذري في أماليه على ( مختصر
مسلم ) ، وحديث إسلامه في مستدرك
الحاكم ، ونحوه ما في ( صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ) من حديث أسلم عن
عمر في مجيء
ابنة خفاف ، وقوله : إني لأرى أبا هذه وأخاها . إلى آخره ; فإنه يقتضي أن الأخ المبهم كان صحابيا ، وإذا انضم إلى قول
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في ترجمة
خفاف بن إيماء بن رحضة ، أن له ولأبيه وجده صحبة ، صاروا أربعة في نسق ، بل لا يبعد أن يكون للابنة المشار إليها رؤية ; لأنها ابنة صحابي ، وقد وصفت في زمن عمر بأنها ذات أولاد ، وكذا ذكر
الذهبي تبعا لغيره في ترجمة
حذيم الحنفي والد حنيفة أن له ولابنه وابن ابنه ونافلته صحبة .
ونحوه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في
nindex.php?page=showalam&ids=12443إياس بن سلمة بن عمرو بن الأكوع أنه مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - بشعر ، فإن كلا من
سلمة ووالده وجده صحابي باتفاق ، ومنه أن
شافعا جد إمامنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، هو وأبوه
السائب وجده
عبيد ، وجد أبيه
عبد يزيد صحابة ، ولكن يقال : الذي اختص به بيت الصديق كونهم مسمين ، فخرج
ابن أسامة وابن خفاف ، وكونهم باتفاق ، فخرج
حذيم وإياس وعبد يزيد ، ففيهم خلاف ، بل قال
[ ص: 186 ] الذهبي : لعل
إياسا هذا ولد قديم
لسلمة .
وفي الأنبياء عليهم السلام أيضا أربعة في نسق ، وهم
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وقد جمع
nindex.php?page=showalam&ids=13566أبو زكريا بن منده جزءا فيمن روى هو وأبوه وجده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
nindex.php?page=showalam&ids=14004والجعابي فيمن روى هو وأبوه فقط ، وهذه الفائدة إنما ذكرت هنا استطرادا ، وإلا فالأليق بها الصحابة ، وقد أشرت إليها هناك .
ونحو هذا الباب رواية
العباس وحمزة عن ابن أخيهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فالعم بمنزلة الأب ، هكذا ذكره
ابن منده في أمثلة الباب ، وتوقف فيه
البلقيني . وأغرب منه قول
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في كتاب ( الوفاء ) له أن
أبا طالب روى عن ابن أخيه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : حدثني ابن أخي الأمين . وذكر شيئا ، وكذا روى
nindex.php?page=showalam&ids=17095مصعب الزبيري عن ابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ،
وإسحاق بن حنبل عن ابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن محمد بن حنبل ،
ومالك عن ابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، في أمثلة كثيرة ، وربما يكون ابن الأخ أكبر ، فلا يكون مما نحن فيه .