المبهمات 948 - ومبهم الرواة ما لم يسمى كامرأة في الحيض وهي أسما 949 - ومن رقى سيد ذاك الحي
راق nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري 950 - ومنه نحو ابن فلان عمه
عمته زوجته ابن أمه
( ومبهم الرواة ) من الرجال والنساء ( ما لم يسمى ) بإسكان ثانيه في بعض الروايات أو جميعها ; إما اختصارا أو شكا أو نحو ذلك ، وهو مهم ، وفائدة البحث عنه زوال الجهالة التي يرد الخبر معها ، حيث يكون الإبهام في أصل الإسناد ، كأن يقال : أخبرني رجل أو شيخ أو فلان أو بعضهم . لأن شرط قبول الخبر - كما علم - عدالة راويه ، ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف عدالته ؟ ! بل ولو فرض تعديل الراوي عنه له مع إبهامه إياه لا يكفي على الأصح كما تقرر في بابه ، وما عداه مما يقع في أصل المتن ونحوه قال فيه
ابن كثير : إنه قليل الجدوى بالنسبة إلى معرفة الحكم من الحديث ، ولكنه شيء يتحلى به كثير من المحدثين وغيرهم . كذا قال ، بل من فوائده أن يكون المبهم سائلا عن حكم عارضه حديث آخر فيستفاد بمعرفته النسخ وعدمه إن عرف زمن إسلام ذلك الصحابي وكان قد أخبر عن قصة قد شاهدها وهو مسلم .
[ ص: 299 ] وقد صنف فيه
nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد ثم
الخطيب مرتبا له على الحروف في المبهم ثم
nindex.php?page=showalam&ids=12996ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات بدون ترتيب ، وهو أجمعها ، وقد اختصر
النووي كتاب
الخطيب مع نفائس ضمها إليه مهذبا محسنا ، لا سيما في ترتيبه على الحروف في راوي الخبر مما سهل به الكشف منه بالنسبة لأصله ، وسماه الإشارات إلى المبهمات ، واختصر
أبو الحسن علي بن السراج بن الملقن والبرهان الحلبي كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12996ابن بشكوال بحذف الأسانيد ، وأتى أولهما فيه بزيادات .
وكذا صنف فيه
nindex.php?page=showalam&ids=16977أبو الفضل بن طاهر ، واعتنى
ابن الأثير في أواخر كتابه ( جامع الأصول ) بتحريرها ، وكذا أورد
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في تلقيحه منها جملة ،
وللقطب القسطلاني ( الإيضاح عن المعجم من الغامض والمبهم ) وللولي
العراقي ( المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ) ، ورتبه على الأبواب ، واعتنى شيخنا بذلك لكن بالنسبة لصحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فأربى فيه على من سبقه ، بحيث كان معول القاضي
جلال الدين البلقيني في تصنيفه المفرد في ذلك ، عليه .
والأصل فيه قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ( لم أزل حريصا على أن أسأل
عمر عن المرأتين اللتين قال الله لهما : ( إن تتوبا إلى الله ) . إلى أن خرج حاجا ، فخرجت معه ، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه ؟ قال : هما
حفصة وعائشة .
ويعرف تعيين المبهم برواية أخرى مصرحة به أو بالتنصيص من أهل السير ونحوهم إن اتفقت الطرق على الإبهام ، وربما استدل له بورود تلك القصة المبهم صاحبها لمعين مع احتمال تعددها كما سيأتي بعد ، وأمثلته في المتن والإسناد كثيرة .
ففي المتن ( كامرأة ) سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها ( في الحيض ) فقال لها : ( خذي
[ ص: 300 ] فرصة ممسكة ) . . . الحديث . متفق عليه من رواية
منصور بن صفية عن أمه ، عن
عائشة ( وهي ) كما أخرجه
مسلم من رواية
شعبة عن
إبراهيم بن مهاجر عن
صفية ، عن
عائشة ( أسما ) ، لكنها مهملة من نسبة تتميز بها ; ولذا اختلف الحفاظ في تعيينها فقال
الخطيب : هي
ابنة يزيد بن السكن الأنصارية ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12996ابن بشكوال : هي
ابنة شكل . وصوب لثبوته في
مسلم أيضا من حديث
أبي الأحوص عن
ابن مهاجر ، ولكن قال
النووي : يجوز أن تكون القصة وقعت لهما معا في مجلس أو مجلسين ، ومال إليه شيخنا فإنه بعد أن حكى أن
الدمياطي يعني في حاشية نسخته لصحيح
مسلم ادعى في رواية
مسلم المعينة التصحيف ، وأن الصواب السكن بالمهملة وآخره نون ; كما جزم به
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في تلقيحه تبعا
للخطيب ، وأنها نسبت لجدها فهي ابنة
يزيد بن السكن ، قال : إنه رد للأخبار الصحيحة بمجرد التوهم ، وإلا فما المانع أن تكونا امرأتين ، خصوصا وقد وقع في مصنف
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة كما في
مسلم ، فانتفى عنه الوهم ، وبذلك جزم
nindex.php?page=showalam&ids=13312ابن طاهر nindex.php?page=showalam&ids=12168وأبو موسى المديني nindex.php?page=showalam&ids=14050وأبو علي الجياني ، وكقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إن رجلا قال : يا رسول الله ، الحج كل عام ؟ فالرجل هو
الأقرع بن حابس .
( و ) منها ( من رقى سيد ذاك الحي ) من العرب الذين مر بهم أناس من الصحابة حين أصيب أو لسع بعد سؤال الحي إياهم : أفيكم من يرقي سيدنا ؟ فامتنعوا إلا بجعل ; لكونهم استضافوهم فلم يضيفوهم ، فـ ( راق ) أي : فاعل الرقية الذي لم يسم في رواية الشيخين وسائر الستة ، قال
الخطيب : هو (
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري ) راوي القصة يعني كما رواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأحمد وعبد وغيرهم مما صححه
ابن [ ص: 301 ] حبان وغيره ، كلهم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أبي سعيد ، ولفظ أحدهم : ( قلت : نعم أنا ، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما ) . وفيه أيضا : ( إن عدتها ثلاثون شاة وعدة السرية كذلك ) . وفي رواية عند
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16030سليمان بن قتة بفتح القاف وتشديد المثناة ، عن
أبي سعيد : ( فأتيته فرقيته بفاتحة الكتاب ) . ولا يخدش في ذلك ما عند
البزار من حديث
جابر : ( فقال رجل من
الأنصار : أنا أرقيه ) ، وكذا ما عند الشيخين من حديث
معبد بن سيرين عن
أبي سعيد حيث قال : ( فقام معها - أي : مع المرأة التي أتت تسأل في ذلك - رجل ما كنا نأبنه ، وهي بكسر الموحدة وضمها ، أي : نتهمه - برقية ، وفي لفظ
لمسلم : رجل منا ما كنا نظنه يحسن رقية ، ثم اتفقنا - واللفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري - ( أنه لما رجع قلنا له : أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي ؟ فقال : لا ، ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب ) . لأنه لا مانع من أن يكنى الرجل عن نفسه
وأبو سعيد أنصاري ، وحينئذ فلعله صرح تارة وكنى أخرى ، وأما احتمال التعدد فقال شيخنا في الفتح : إنه بعيد جدا لا سيما مع اتحاد المخرج والسياق ، والسبب وكون الأصل عدمه ، لكنه مع استبعاده له جوزه في المقدمة فقال مع هذا الاستبعاد : وجاء في رواية أخرى وعنى التي أوردتها أن الراقي غير
أبي سعيد ، فيحتمل التعدد .
واعلم أن أكثر نسخ النظم (
أبي سعيد ) بالجر ، ويظهر في إعرابه أن ( راق ) عطف على كامرأة ، و (
أبي سعيد ) بيان منه ، وقوله : ( ومن رقى ) خبر لمبتدأ
[ ص: 302 ] محذوف ، أي : هو من رقى إلى آخره ، وما تقدم ، وقع في بعض النسخ ، وهو أظهر وإن اختلف الروي فيه فهو جائز .
( ومنه ) أي : المبهم ( نحو ابن فلان ) كحديث : ( ماتت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم ) فهي
nindex.php?page=showalam&ids=437زينب زوجة أبي العاص بن الربيع ،
وكابن مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري ، وهو بكسر الميم وسكون الراء وفتح الموحدة وآخره عين مهملة ، قيل : اسمه
زيد أو عبد الله أو يزيد ،
وكابن اللتبية أو الأتبية بضم أوله على الروايتين ، فاسمه - فيما قال
ابن سعد -
عبد الله .
ونحو ( عمه ) كرواية
خارجة بن الصلت عن عمه ، هو
علاقة بن صحار ، nindex.php?page=showalam&ids=46وكرافع بن خديج بن رافع عن بعض عمومته ، هو
ظهير بن رافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15939وكزياد بن علاقة عن عمه ، هو
قطبة بن مالك ،
وكيحيى بن خلاد بن رافع لحديث
[ ص: 303 ] المسيء صلاته ، عن عم له بدري ، فالعم هو
رفاعة بن رافع الزرقي .
ونحو ( عمته )
كحصين بن محصن عن عمة له ، فهي
أسماء فيما قاله غير واحد ، وكقول
جابر : فجعلت عمتي تبكيه ، يعني أباه ، فهي
فاطمة أو
هند ابنة عمرو بن حرام .
ونحو ( زوجته ) كقول
عقبة بن الحارث : تزوجت امرأة فهي
أم يحيى غنية أو
زينب ابنة أبي إهاب بن قيس ، وكحديث : جاءت
امرأة رفاعة القرظي فهي تميمة بالتكبير أو تميمة بالتصغير أو سهيمة ، كذلك
ابنة وهب أو زوجها كقول
سبيعة الأسلمية : إنها ولدت بعد وفاة زوجها بليال فزوجها هو
سعد بن خولة ونحو ( ابن أمه ) ; كقول
أم هانئ : زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا أجرته ) الحديث . فابن أمها هو أخوها
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، ونحو
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم فهو إما
عبد الله أو
عمرو ، كما تقدم فيمن نسب إلى أمه .
هذا كله فيما يكون الراوي عن المبهم معينا ، وقد يكون مبهما أيضا ، كحديث
nindex.php?page=showalam&ids=15883ربعي بن حراش عن امرأته عن
أخت حذيفة ،
فأخت حذيفة هي فاطمة أو خولة [ ص: 304 ] ابنة اليمان ،
وامرأة ربعي لم تسم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12397وكإبراهيم بن ميسرة عن خالته ، عن امرأة مصدقة ، فالمرأة هي
ميمونة ابنة كردم ، والخالة لم تسم ،
وكهنيدة بن خالد الخزاعي عن امرأته ، وقيل : أمه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بحديث (
nindex.php?page=hadith&LINKID=930161إنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة ) فالزوجة
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة والأخرى لم تسم ، وبسط ذلك له غير هذا المحل .
ومن النكت ما رويناه في خامس عشر المجالسة عن جهة
سعيد بن عثمان ، قال : مر على
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي حمال على ظهره دن يحمله ، فلما رأى
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي وضعه فقال له : ما اسم امرأة إبليس ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : ذاك نكاح لم نشهده .