[ ص: 139 ] المقطوع .
103 - وسم بالمقطوع قول التابعي وفعله وقد رأى nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي 104 - تعبيره به عن المنقطع
قلت وعكسه اصطلاح البردعي
.
ويجوز في جمعه المقاطيع والمقاطع بإثبات التحتانية وحذفها اختيارا ; كـ ( المسانيد ) و ( المراسيل ) ، لكن المنقول في مثل ( المقاطيع ) عن
البصريين سوى
الجرمي الإثبات جزما ،
والجرمي مع
الكوفيين في جواز الحذف ، واختاره
ابن مالك .
(
وسم بالمقطوع قول التابعي وفعله
) ; حيث لا قرينة للرفع فيه ، كالذي قبله ; ليخرج ما هو بحسب اللفظ قول تابعي أو صحابي ، ويحكم له بالرفع للقرينة ; كما سيأتي قريبا في سادس الفروع .
وبذلك يندفع منع إدخالهما في أنواع الحديث بكون أقوال الصحابة والتابعين ومذاهبهم لا مدخل لها فيه ، بل قال
الخطيب في جامعه : إنه يلزم كتبها والنظر فيها ; ليتميز من أقوالهم ، ولا يشذ عن مذاهبهم .
قلت : لا سيما وهي أحد ما يعتضد به المرسل ، وربما يتضح بها المعنى المحتمل من المرفوع .
وقال
الخطيب في
الموقوفات على الصحابة : جعلها كثير من الفقهاء بمنزلة المرفوعات إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في لزوم العمل بها ، وتقديمها على القياس وإلحاقها بالسنن . انتهى .
ومسألة الاحتجاج بالصحابي مبسوطة في غير هذا المحل ، ثم إن شيخنا أدرج في المقطوع ما جاء عمن دون التابعي ، وعبارته : ومن دون التابعي من أتباع التابعين فمن بعدهم فيه ، أي : في الاسم بالمقطوع مثله ، أي : مثل ما ينتهي إلى التابعي .
( وقد رأى ) أي :
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح (
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ) رحمه الله ( تعبيره به ) أي :
[ ص: 140 ] بالمقطوع ( عن المنقطع ) أي : الذي لم يتصل إسناده ، ولكنه وإن كان سابقا حدوث الاصطلاح ، فقد أفاد
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح أنه رأى ذلك أيضا في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وغيره ممن تأخر ، يعني
nindex.php?page=showalam&ids=14269كالدارقطني ،
والحميدي ،
وابن الحصار ; فالتعبير بالمقطوع في مقام المنقطع موجود في كلامهم أيضا .
( قلت : وعكسه ) أي : عكس ما
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ومن معه ( اصطلاح ) الحافظ الثقة
nindex.php?page=showalam&ids=13849أبي بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي ( البردعي ) - بإهمال داله ، نسبة
لبردعة ، بلدة من أقصى بلاد
أذربيجان ، بينها وبين
برديجة أربعة عشر فرسخا - المتوفى في رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ( 301 هـ ) .
حيث قال في جزء له لطيف تكلم فيه على المنقطع والمرسل : المنقطع هو قول التابعي . وهذا - وإن حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح - فإنه لم يعين قائله ، بل قال - كما سيأتي في المنقطع - ، وحكى
الخطيب عن بعض أهل العلم بالحديث أن المنقطع : ما روي عن التابعي أو من دونه ، موقوفا عليه من قوله أو فعله . وحينئذ فهو أعم .
ولكن قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : إنه غريب بعيد ، ويشبهه أن يكون سلف شيخنا فيما أسلفته عنه قريبا .