[ تدليس المتن والبلاد ] ثم إن جميع ما تقدم تدليس الإسناد ، وأما
تدليس المتن فلم يذكروه ، وهو المدرج ، وتعمده حرام ، كما سيأتي في بابه ، بل فسره
الروياني والماوردي وابن السمعاني بتحريف الكلم عن مواضعه ، يعني بالتقديم والتأخير ونحو ذلك ، مما يخل بالمعنى ، وهو حرام أيضا .
ولهم أيضا
تدليس البلاد ، كأن يقول المصري : حدثنا فلان
بالعراق ، يريد موضعا
بأخميم ، أو
بزبيد ، يريد موضعا
بقوص ، أو
بزقاق حلب ، يريد موضعا
بالقاهرة ، أو
بالأندلس ، يريد موضعا
بالقرافة ، أو بما
وراء النهر ، موهما
دجلة ، وهو أخف من غيره ، لكنه لا يخلو عن كراهة ، وإن كان صحيحا في نفس الأمر ; لإيهامه الكذب بالرحلة ، والتشبع بما لم يعط .