المعلل .
193 - وسم ما بعلة مشمول معللا ، ولا تقل : معلول 194 - وهي عبارة عن أسباب طرت
فيها غموض وخفاء أثرت 195 - تدرك بالخلاف والتفرد
مع قرائن تضم يهتدي 196 - جهبذها إلى اطلاعه على
تصويب إرسال لما قد وصلا 197 - أو وقف ما يرفع أو متن دخل
في غيره ، أو وهم واهم حصل 198 - ظن فأمضى ، أو وقف فأحجما
مع كونه ظاهره أن سلما 199 - وهي تجيء غالبا في السند
تقدح في المتن بقطع مسند 200 - أو وقف مرفوع وقد لا تقدح
كالبيعان بالخيار صرحوا 201 - بوهم nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد أبدلا
عمرا بعبد الله حين نقلا 202 - وعلة المتن كنفي البسمله
إذ ظن راو نفيها فنقله 203 - وصح أن أنسا يقول لا
أحفظ شيئا فيه حين سئلا 204 - وكثر التعليل بالإرسال
للوصل إن يقو على اتصال 205 - وقد يعلون بكل قدح
فسق وغفلة ونوع جرح 206 - ومنهم من يطلق اسم العلة
لغير قادح كوصل ثقة 207 - يقول معلول صحيح كالذي
يقول : صح مع شذوذ احتذي 208 - والنسخ سمى الترمذي عله
فإن يرد في عمل فاجنح له .
وفيه تصانيف عدة كما سيأتي في أدب الطالب إن شاء الله تعالى ، ومناسبته للفرد الشامل للشاذ ظاهرة ; لاشتراط الجمهور نفيهما في الصحيح ، ولاشتراطهما
[ ص: 274 ] كما تقدم هناك في كثير .
[
التعريف بالمعلل ، والبحث عن مادة المعلول ] ( وسم ) أيها الطالب ( ما ) هو من الحديث ( بعلة ) أي : خفية من علله الآتية في سنده أو متنه ( مشمول معللا ) كما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ( ولا تقل ) فيه : هو ( معلول ) ، وإن وقع في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وخلق من أئمة الحديث قديما وحديثا .
وكذا الأصوليون في باب القياس ; حيث قالوا : العلة والمعلول ، والمتكلمون بل
nindex.php?page=showalam&ids=14416وأبو إسحاق الزجاج في المتقارب من العروض ; لأن المعلول من عله بالشراب أي : سقاه مرة بعد أخرى .
ومنه " من جزيل عطائك المعلول " إلا أن مما يساعد صنيع المحدثين ، ومن أشير إليهم استعمال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج اللغوي له ، وقول ( الصحاح ) : عل الشيء فهو معلول يعني من العلة ، ونص جماعة
كابن القوطية في الأفعال على أنه ثلاثي ، فإنه قال : عل الإنسان علة مرض ، والشيء أصابته العلة ، ومن ثم سمى شيخنا كتابه الزهر المطلول في معرفة المعلول .
ولكن الأعرف أن فعله من الثلاثي المزيد ، تقول : أعله الله فهو معل ، ولا يقال : معلل ، فإنهم إنما يستعملونه من علله بمعنى ألهاه بالشيء وشغله به ، ومنه تعليل الصبي بالطعام ، وما يقع من استعمال أهل الحديث له ; حيث يقولون : علله فلان ، فعلى طريق الاستعارة .
[ ص: 275 ] [
التعريف بالعلة الخفية وأمثلتها ] ( وهي ) أي : العلة الخفية ( عبارة عن أسباب ) بنقل الهمزة ، جمع سبب ، وهو لغة : ما يتوصل به إلى غيره ، واصطلاحا : ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم .
( طرت ) بحذف الهمزة تخفيفا أي : طلعت ، بمعنى ظهرت للناقد فاطلع عليها ( فيها ) أي في تلك الأسباب ( غموض ) أي : عدم وضوح ( وخفاء أثرت ) أي : قدحت تلك الأسباب في قبوله .
( تدرك ) أي : الأسباب بعد جمع طرق الحديث والفحص عنها ( بالخلاف ) من راوي الحديث لغيره ممن هو أحفظ وأضبط وأكثر عددا ، أو عليه ( و ) بـ ( التفرد ) بذلك وعدم المتابعة عليه ( مع قرائن ) قد يقصر التعبير عنها ( تضم ) لذلك ( يهتدي ) بمجموعه ( جهبذها ) بكسر الجيم والموحدة ثم ذال معجمة ، أي الحاذق في النقد من أهل هذه الصناعة لا كل محدث ( إلى اطلاعه على تصويب إرسال ) يعني خفي ونحوه ( لما قد وصلا ) .
( أو ) تصويب ( وقف ما ) كان ( يرفع أو ) تصويب فصل ( متن ) أو بعض متن ( دخل ) مدرجا ( في ) متن ( غيره ) وكذا بإدراج لفظة أو جملة ليست من الحديث فيه .
( أو ) اطلاعه على ( وهم واهم حصل ) بغير ما ذكر ; كإبدال راو ضعيف بثقة كما اتفق
لابن مردويه في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رفعه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929807إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية فإنه قال : إن راويه غلط في تسميته
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، وإنما هو
nindex.php?page=showalam&ids=17171موسى بن عبيدة ، وذاك ثقة
وابن [ ص: 276 ] عبيدة ضعيف .
وكذا وقع
لأبي سلمة حماد بن أسامة الكوفي أحد الثقات ; حيث روى عن
عبد الرحمن بن يزيد ، وسمى جده
جابرا ، فإنه كما جزم به
أبو حاتم وغيره ، إنما هو
عبد الرحمن بن يزيد المسمى جده تميما ، والأول ثقة ، والثاني منكر الحديث .
( ظن ) الجهبذ قوة ما وقف عليه من ذلك ( فأمضى ) الحكم بما ظنه ; لكون مبنى هذا على غلبة الظن ( أو وقف ) بإدغام فائه في فاء ( فأحجما ) بمهملة ثم جيم ، أي : كف عن الحكم بقبول الحديث وعدمه احتياطا ; لتردده بين إعلاله بذلك أو لا ، ولو كان ظن إعلاله أنقص ، كل ذلك ( مع كونه ) أي : الحديث المعل أو المتوقف فيه ( ظاهره ) قبل الوقوف على العلة ( أن سلما ) أي السلامة منها لجمعه شروط القبول الظاهرة ، ولا يقال : القاعدة أن اليقين لا يترك بالشك ; إذ لا يقين هنا .
و " أن " المصدرية وما بعدها في موضع رفع على الخبرية لقوله : " ظاهره " ، والجملة في موضع نصب ، خبرا لكونه .
وحينئذ فالمعلل أو المعلول : خبر ظاهره السلامة اطلع فيه بعد التفتيش على قادح .
ومن أمثلته حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929808من جلس مجلسا كثر فيه لغطه ; فإن
nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل أبا سلمة المنقري رواه عن
nindex.php?page=showalam&ids=17287وهيب بن خالد الباهلي عن
سهيل المذكور ، فقال : عن
nindex.php?page=showalam&ids=16735عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود التابعي ، وجعله من قوله .
وبذلك أعله
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقضى
لوهيب مع تصريحه بأنه لا يعرف في الدنيا بسند
[ ص: 277 ] nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج هذا إلا هذا الحديث .
وقال : ( لا نذكر
لموسى سماعا من
سهيل ) ، وكذا أعله
أحمد ،
وأبو حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبو زرعة ، والوهم فيه من
سهيل ، فإنه كان قد أصابته علة نسي من أجلها بعض حديثه ،
ووهيب أعرف بحديثه من
ابن عقبة ، على أن هذه العلة قد خفيت على
مسلم حتى بينها له إمامه ، وكذا اغتر غير واحد من الحفاظ بظاهر هذا الإسناد ، وصححوا حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج .
وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة وغيره عن
عكرمة بن خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رفعه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929809من باع عبدا وله مال ، ومن باع نخلا قد أبرت . . . . " الحديث ، فإن بعض الثقات رواه عن
عكرمة ، فقال عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، فرجع الحديث إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري إنما رواه عن
سالم عن أبيه وهو الصواب ، ومع ذلك فهو معل أيضا ; لأن
نافعا رواه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، فجعل الجملة الأولى عن
عمر من قوله ، والثانية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والقول قوله ، كما صرح به
nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
قال : وإن كان
سالم أجل منه ، قال شيخنا : وهذه علة خفية ; فإن
عكرمة [ ص: 278 ] هذا أكبر من
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، وهو معروف بالرواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، فلما وجد الحديث من رواية
حماد وغيره عنه ، كان ظاهره الصحة .
واعتضد بذلك ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
سالم ، عن أبيه ، وترجح به ما رواه
نافع ، ثم فتشنا فبان أن
عكرمة سمعه ممن هو أصغر منه وهو
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري لم يسمعه من
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، إنما سمعه من
سالم ، فوضح أن رواية
حماد مدلسة أو مسواة .
ورجع هذا الإسناد الذي كان يمكن الاعتضاد به إلى الإسناد المحكوم عليه بالوهم .
وكان سبب حكمهم عليه بذلك كون
سالم أو من دونه سلك الجادة ; فإن العادة في الغالب أن الإسناد إذا انتهى إلى الصحابي قيل بعده : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما جاء هنا بعد الصحابي ذكر صحابي آخر ، والحديث من قوله - كان ظنا غالبا على أن من ضبطه هكذا أتقن ضبطا .
[
علة السند وأمثلتها ] : ( وهي ) أي العلة الخفية ( تجيء غالبا في السند ) أي : وقليلا في المتن ، فالتي في السند ( تقدح في ) قبول ( المتن بقطع مسند ) متصل ( أو ) بـ ( وقف مرفوع ) ، أو بغير ذلك من موانع القبول ، وذلك لازم إن كانت من جهة الاختلاف على راوي الحديث الذي لا يعرف من غير جهته ولم يمكن الجمع ، وراويها أرجح ولو في شيء خاص .
وكذا إن تبين أن راوي الطريق الفرد لم يسمع ممن فوقه مع معاصرته له ; كحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12318أشعث بن سوار عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين عن
nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين لم يسمع من
تميم ; لأن مولده لسنتين بقيتا من خلافة
عثمان ، وكان قتل
عثمان - رضي الله عنه - في ذي الحجة سنة خمس
[ ص: 279 ] وثلاثين ،
وتميم مات سنة أربعين ، ويقال قبلها .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين مع أبويه
بالمدينة ، ثم خرجوا إلى
البصرة ، فكان إذ ذاك صغيرا ، وتميم مع ذلك كان
بالمدينة ، ثم سكن
الشام ، وكان انتقاله إليها عند قتل
عثمان .
وحينئذ فهو منقطع بخفي الإرسال ، وقد خفي ذلك على
الضياء مع جلالته ، وأخرج حديث هذه الترجمة في المختارة له ; اعتمادا على ظاهر السند في الاتصال من جهة المعاصرة ، وكون
أشعث ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين أخرج لهما
مسلم .
( وقد لا تقدح ) ; وذلك إذا كان الاختلاف فيما له أكثر من طريق ، أو في تعيين واحد من ثقتين ( كـ ) حديث ( البيعان بالخيار ) المروي من جهة
nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار المدني عن مولاه
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، فقد ( صرحوا ) أي النقاد ( بوهم ) راويه (
nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد ) الطنافسي إذ ( أبدلا
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرا ) هو ابن دينار المكي (
nindex.php?page=showalam&ids=16430بعبد الله ) بن دينار الذي هو الصواب في السند ، فالباء داخلة على المتروك .
( حين نقلا ) أي : روى ذلك
يعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، وشذ بذلك عن سائر أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، فكلهم قالوا :
عبد الله ، بل توبع
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، فرواه جماعة كثيرون عن
عبد الله .
[ ص: 280 ] وقد أفرد الحافظ
أبو نعيم طرقه من جهة
عبد الله خاصة ، فبلغت عدة رواته عنه نحو الخمسين ، وكذا لم ينفرد به
عبد الله ، فقد رواه
مالك وغيره من حديث
نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
وسبب الاشتباه على
يعلى اتفاقهما في اسم الأب ، وفي غير واحد من الشيوخ ، وتقاربهما في الوفاة ، ولكن
عمرو أشهرهما مع اشتراكهما في الثقة .
ونظير هذا تسمية
مالك - كما تقدم في المنكر -
nindex.php?page=showalam&ids=16713عمرو بن عثمان ،
عمر بضم العين على أن إيراده في المقلوب - كما قال شيخنا - أليق ، وكذا إن كان الخلاف على تابعي الحديث ;
كعروة بن الزبير من ضابطين متساويين ; بأن يجعله أحدهما عنه عن
عائشة ، والآخر عنه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة على المعتمد كما سلف عند الصحيح .
[
علة المتن وأمثلتها ] ( وعلة المتن ) القادحة فيه ( كـ ) حديث ( نفي ) قراءة ( البسمله ) في الصلاة
المروي عن
أنس ( إذ ظن راو ) من رواته حين سمع قول
أنس - رضي الله عنه - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929810صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ، فكانوا يستفتحون بـ " الحمد لله رب العالمين " - ( نفيها ) أي : البسملة بذلك ( فنقله ) مصرحا بما ظنه ، وقال : لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها .
وفي لفظ : ( فلم يكونوا يفتتحون القراءة ببسم الله ) ، وصار بمقتضى ذلك حديثا مرفوعا ، والراوي لذلك مخطئ في ظنه ، ولذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - في الأم ونقله عنه
الترمذي في جامعه : المعنى أنهم يبدءون بقراءة أم القرآن قبل ما
[ ص: 281 ] يقرأ بعدها ، لا أنهم يتركون البسملة أصلا ، ويتأيد بثبوت تسمية أم القرآن بجملة الحمد لله رب العالمين في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وكذا بحديث
قتادة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929811سئل أنس : كيف كانت قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : كانت مدا ، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ويمد الرحيم . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه .
وكذا صححه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والحازمي ، وقال : إنه لا علة له ; لأن الظاهر كما أشار إليه
أبو شامة أن
قتادة لما سأل
أنسا عن الاستفتاح في الصلاة بأي سورة ؟ وأجابه بـ " الحمد لله " ، سأله عن كيفية قراءته فيها ، وكأنه لم ير إبهام السائل مانعا من تعيينه بقتادة خصوصا وهو السائل أولا .
( و ) قد ( صح ) حسب ما صرح به
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في صحيحه مما يتأيد به خطأ النافي ( أن
أنسا ) - رضي الله عنه - ( يقول : لا أحفظ شيئا فيه حين سئلا ) من
أبي مسلمة سعيد بن يزيد ; أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح بـ " الحمد لله أو ببسم الله ؟ " .
ولكن قد روى هذا الحديث عن
أنس جماعة منهم
حميد وقتادة ، والتحقيق أن المعل رواية
حميد خاصة ; إذ رفعها وهم من
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن
مالك عنه ، بل ومن بعض أصحاب
حميد أيضا عنه ، فإنها في سائر الموطآت عن
مالك : ( صليت
[ ص: 282 ] وراء
أبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم كان لا يقرأ بسم الله ) ، لا ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيه .
وكذا الذي عند سائر حفاظ أصحاب
حميد عنه ، إنما هو الوقف خاصة ، وبه صرح
nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين عن
nindex.php?page=showalam&ids=16893ابن أبي عدي ; حيث قال : إن
حميدا كان إذا رواه عن
أنس لم يرفعه ، وإذا قال فيه : عن
قتادة عن
أنس رفعه .
وأما رواية
قتادة ، وهي من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : أن
قتادة كتب إليه يخبر أن
أنسا حدثه قال : صليت . . . فذكره بلفظ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929812لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ، ولا في آخرها ، فلم يتفق أصحابه عنه على هذا اللفظ ، بل أكثرهم لا ذكر عندهم للنفي فيه ، وجماعة منهم بلفظ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929813فلم يكونوا يجهرون ببسم الله .
وممن اختلف عليه فيه من أصحابه
شعبة ، فجماعة منهم
nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر لا ذكر عندهم فيه للنفي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود الطيالسي فقط حسب ما وقع من طريق غير واحد عنه بلفظ : " فلم يكونوا يفتتحون القراءة ببسم الله " ، وهي موافقة
nindex.php?page=showalam&ids=13760للأوزاعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14303وأبو عمر الدوري ، وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=14724الطيالسي وغندر أيضا بلفظ : " فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ببسم الله " ، بل كذا اختلف فيه غير
قتادة من أصحاب
أنس فإسحاق بن أبي طلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15603وثابت البناني باختلاف
[ ص: 283 ] عليهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=16871ومالك بن دينار ثلاثتهم عن
أنس بدون نفي ،
وإسحاق وثابت أيضا ،
nindex.php?page=showalam&ids=17154ومنصور بن زاذان ،
وأبو قلابة ،
وأبو نعامة كلهم عنه باللفظ النافي للجهر خاصة ، ولفظ
إسحاق منهم : " يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين فيما يجهر فيه " .
وحينئذ فطريق الجمع بين هذه الروايات - كما قال شيخنا - ممكن يحمل نفي القراءة على نفي السماع ، ونفي السماع على نفي الجهر ، ويؤيده أن لفظ رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17154منصور بن زاذان : " فلم يسمعنا قراءة بسم الله " ، وأصرح منها رواية
الحسن عن
أنس ، كما عند
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة : " كانوا يسرون بسم الله " ، وبهذا الجمع زالت دعوى الاضطراب ، كما أنه ظهر أن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي الذي رواه عن
قتادة مكاتبة ، مع كون
قتادة ولد أكمه ، وكاتبه مجهول لعدم تسميته - لم ينفرد به .
وحينئذ فيجاب عن قول
أنس : لا أحفظ - : بأن المثبت مقدم على النافي ، خصوصا وقد تضمن النفي عدم استحضار
أنس - رضي الله عنه - لأهم شيء يستحضره ، وبإمكان نسيانه حين سؤال
أبي مسلمة له ، وتذكره له بعد ، فإنه ثبت أن
قتادة أيضا سأله : أيقرأ الرجل في الصلاة ببسم الله ؟ فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929814صليت وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر ، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ببسم الله .
ونحتاج إذ استقر محصل
[ ص: 284 ] حديث
أنس على نفي الجهر إلى دليل له ، وإن لم يكن من مباحثنا ، وقد ذكر له الشارح دليلا .
وأرشد شيخنا لما يؤخذ منه ذلك ، بل قال : إن قول
nindex.php?page=showalam&ids=17212نعيم المجمر : " صليت وراء
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين ، فقال : آمين ، وقال الناس آمين ، وكان كلما سجد وإذا قام من الجلوس في الاثنتين ، يقول : الله أكبر ، ويقول إذا سلم : والذي نفسي بيده ، إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصح حديث ورد فيه ، ولا علة له .
وممن صححه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، وقد بوب عليه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ( الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ) ، ولكن تعقب الاستدلال به باحتمال أن يكون
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة أراد بقوله : أشبهكم في معظم الصلاة ، لا في جميع أجزائها ، لا سيما وقد رواه عنه جماعة غير نعيم بدون ذكر البسملة ، وأجيب بأن نعيما ثقة فزيادته مقبولة .
والخبر ظاهر في جميع الأجزاء ، فيحمل على عمومه حتى يثبت دليل يخصصه ، ومع ذلك فيطرقه احتمال أن يكون سماع نعيم لها من
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة حال مخافتته لقربه منه .
وقد قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16785فخر الدين الرازي في تصنيف له في الفاتحة : ( روى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بإسناده أن
معاوية قدم
المدينة فصلى بهم ، ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود ، فلما سلم ناداه
المهاجرون والأنصار : يا
معاوية ، سرقت الصلاة ، أين بسم الله الرحمن الرحيم ؟ ! أين التكبير عند الركوع
[ ص: 285 ] والسجود ؟ ! فأعاد الصلاة مع التسمية والتكبير ) .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : " وكان
معاوية سلطانا عظيم القوة شديد الشوكة ، فلولا أن الجهر بالتسمية كان كالأمر المتقرر عند كل الصحابة من
المهاجرين والأنصار - لما قدروا على إظهار الإنكار عليه بسبب تركه " . انتهى .
وهو حديث حسن ، أخرجه
الحاكم في صحيحه
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وقال : إن رجاله ثقات ، ثم قال الإمام بعد : وقد بينا أن هذا - يعني الإنكار المتقدم - يدل على أن الجهر بهذه الكلمة كالأمر المتواتر فيما بينهم .
وكذا قال
الترمذي عقب إيراده بعد أن ترجم بـ " الجهر بالبسملة " : حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر بن سليمان عن
إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ، عن
أبي خالد الوالبي الكوفي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929815كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم ، ووافقه على تخريجه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ،
وأبو داود وضعفه ، بل وقال
الترمذي : ليس إسناده بذاك ،
والبيهقي في المعرفة .
واستشهد له بحديث
سالم الأفطس عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929816كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بها صوته . . . . . . " الحديث .
وهو عند
الحاكم في مستدركه أيضا ما نصه :
[ ص: 286 ] وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ،
وابن الزبير ، ومن بعدهم من التابعين ، رأوا الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وبه يقول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
[
أمور يعل بها الحديث ] : ( وكثر ) من أهل الحديث حسب ما يقع في كتب العلل وغيرها ( التعليل ) كما عبر به
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ، أو الإعلال كما لغيره ( بالإرسال ) الظاهر ( للوصل ) وبالوقف للرفع ( إن يقو ) الإرسال ، وكذا الوقف بكون راويه أضبط أو أكثر عددا ( على اتصال ) ورفع ، وذلك مع كونه مؤيدا ; لأن القول بتقديم الوصل إنما هو فيما لم يظهر فيه ترجيح ، كما قدمناه في بابه - مناف لتعريف العلة .
ولكن الظاهر أن قصدهم جمع مطلق العلة خفية كانت أو ظاهرة ، لا سيما وهو يفيد الإرشاد لبيان الراجح من غيره بجمع الطرق ، فقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني : الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه .
وكان بعض الحفاظ يقول : إن لم يكن للحديث عندي مائة طريق ، فأنا فيه يتيم . وسيأتي شيء من هذا في آداب طالب الحديث .
ويحتمل أن التعليل بالإرسال من الخفي لخفاء القرائن المرجحة له غالبا ( وقد يعلون ) أي : أهل الحديث - كما في كتبهم - أيضا الحديث ( بكل قدح ) ظاهر ( فسق ) في راويه بكذب أو غيره .
( وغفلة ) منه ( ونوع جرح ) فيه ; كسوء حفظ ، ونحو ذلك من الأمور الوجودية التي يأباها أيضا كون العلة خفية ، ولذا صرح
الحاكم بامتناع الإعلال بالجرح ونحوه ; فإن حديث المجروح ساقط واه ، ولا يعل الحديث
[ ص: 287 ] إلا بما ليس للجرح فيه مدخل . انتهى .
ولكن ذلك منهم بالنسبة للذي قبله قليل ، على أنه يحتمل أيضا أن التعليل بذلك من الخفي ; لخفاء وجود طريق آخر ينجبر بها ما في هذا من ضعف ، فكأن المعلل أشار إلى تفرده ، و " فسق " وما بعده بالجر على البدلية ( ومنهم ) بالضم ، وهو
nindex.php?page=showalam&ids=14251أبو يعلى الخليلي ( من يطلق اسم العلة ) توسعا ( لـ ) شيء ( غير قادح كوصل ثقة ) ضابط أرسله من هو دونه أو مثله .
ولا مرجح حيث ( يقول ) في إرشاده : إن الحديث على أقسام ( معلول صحيح ) ومتفق على صحته ، أي لا علة فيه ، ومختلف فيها ، أي : بالنظر للاختلاف في استجماع شروطها ، ومثل لأولها بحديث
مالك في الموطأ أنه بلغه أن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929777للمملوك طعامه وكسوته ، حيث وصله
مالك خارج ( الموطأ )
nindex.php?page=showalam&ids=17000بمحمد بن عجلان عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ; كما تقدم في المعضل .
وقال : فقد صار الحديث بتبيين الإسناد - أي بعد الفحص عنه - صحيحا يعتمد عليه ، أي : اتفاقا بعد أن كان ظاهره خلاف ذلك .
وحينئذ فهو من الصحيح المبين بحجة ظهرت ، وما سلكه
الخليلي في ذلك هو ( كـ ) الحديث ( الذي يقول ) فيه بعضهم
كالحاكم : ( صح ) أي : يصححه ( مع شذوذ ) فيه مناف عند الجمهور للصحة ( احتذي ) أي : اقتدي في الأولى بهذه ، وبه يتأيد شيخنا في كون الشذوذ يقدح في الاحتجاج ، لا في التسمية ; كما أشير
[ ص: 288 ] إليه في بابه ، وفي الصحيح أيضا .
( والنسخ ) مفعول مقدم ( سمى
الترمذي عله ) زاد الناظم ( فإن يرد )
الترمذي أنه علة ( في عمل ) بمعنى أنه لا يعمل بالمنسوخ ، لا العلة الاصطلاحية ( فاجنح ) بالجيم ثم نون ومهملة أي : مل ( له ) ; لأن في الصحيحين فضلا عن غيرهما من كتب الصحيح الكثير من المنسوخ ، بل وصحح
الترمذي نفسه من ذلك جملة ; فتعين لذلك إرادته .
خاتمة : هذا النوع من أغمض الأنواع وأدقها ، ولذا لم يتكلم فيه كما سلف إلا الجهابذة أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=17383ويعقوب بن شيبة ،
وأبي حاتم ،
وأبي زرعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني .
ولخفائه كان بعض الحفاظ يقول : معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي : هي إلهام ، لو قلت للقيم بالعلل : من أين لك هذا ؟ لم تكن له حجة ، يعني يعبر بها غالبا ، و إلا ففي نفسه حجج للقول وللدفع .
وسئل
أبو زرعة عن الحجة لقوله ، فقال : أن تسألني عن حديث ، ثم تسأل عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13621ابن وارة وأبا حاتم ، وتسمع جواب كل منا ، ولا تخبر واحدا منا بجواب الآخر ، فإن اتفقنا فاعلم حقية ما قلنا ، وإن اختلفنا فاعلم أنا تكلمنا بما أردنا ، ففعل ، فاتفقوا ، فقال السائل : أشهد أن هذا العلم إلهام .
وسأل بعض الأجلاء من أهل الرأي
أبا حاتم عن أحاديث ، فقال في بعضها : هذا خطأ ، دخل لصاحبه حديث في حديث ، وهذا باطل ، وهذا منكر ، وهذا
[ ص: 289 ] صحيح ، فسأله من أين علمت هذا ؟ أأخبرك الراوي بأنه غلط أو كذب ؟ فقال له : لا ، ولكني علمت ذلك .
فقال له الرجل : أتدعي الغيب ؟ فقال : ما هذا ادعاء غيب ، قال : فما الدليل على قولك ؟ فقال : أن تسأل غيري من أصحابنا ، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف .
فذهب الرجل إلى
أبي زرعة وسأله عن تلك الأحاديث بعينها فاتفقا ، فتعجب السائل من اتفاقهما من غير مواطأة .
فقال له
أبو حاتم : أفعلمت أنا لم نجازف ؟ ثم قال : والدليل على صحة قولنا أنك تحمل دينارا بهرجا إلى صيرفي ، فإن أخبرك أنه بهرج ، وقلت له : أكنت حاضرا حين بهرج ، أو هل أخبرك الذي بهرجه بذلك ؟ يقول : لا ، ولكن علم رزقنا معرفته .
وكذلك إذا حملت إلى جوهري فص ياقوت ، وفص زجاج يعرف ذا من ذا ، ونحن نعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه ، وأن يكون كلاما يصلح أن يكون كلام النبوة ، ونعرف سقمه ونكارته بتفرد من لم تصح عدالته .
وهو - كما قال غيره - أمر يهجم على قلوبهم لا يمكنهم رده ، وهيئة نفسانية لا معدل لهم عنها ، ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث
nindex.php?page=showalam&ids=13114كابن خزيمة ،
والإسماعيلي ،
والبيهقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر لا ينكر عليهم ، بل يشاركهم ويحذو حذوهم ، وربما يطالبهم الفقيه أو الأصولي العاري عن الحديث بالأدلة .
هذا مع اتفاق الفقهاء على الرجوع إليهم في التعديل والتجريح ، كما اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله ، ومن تعاطى تحرير فن غير فنه فهو متعن ، فالله تعالى بلطيف عنايته أقام لعلم الحديث رجالا نقادا تفرغوا له ، وأفنوا أعمارهم في تحصيله ، والبحث عن غوامضه ، وعلله ، ورجاله ، ومعرفة مراتبهم في القوة واللين .
فتقليدهم ، والمشي وراءهم ، وإمعان النظر في تواليفهم ، وكثرة مجالسة حفاظ الوقت مع الفهم ، وجودة التصور ، ومداومة الاشتغال ، وملازمة التقوى والتواضع - يوجب لك إن شاء الله معرفة السنن النبوية ، ولا قوة إلا بالله .