[
الكتب المصنفة في الموضوع ] ويوجد الموضوع كثيرا في الكتب المصنفة في الضعفاء ، وكذا في العلل ، ( و ) لقد ( أكثر الجامع فيه ) مصنفا نحو مجلدين ( إذ خرج ) عن موضوع كتابه ( لمطلق الضعف ) ; حيث أخرج فيه كثيرا من الأحاديث الضعيفة التي لا دليل معه على وضعها .
و ( عنى )
nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح بهذا الجامع الحافظ الشهير (
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبا الفرج ) بن الجوزي ، بل ربما أدرج فيها الحسن ، والصحيح
[ ص: 313 ] مما هو في أحد الصحيحين ، فضلا عن غيرهما ، وهو مع إصابته في أكثر ما عنده توسع منكر ، ينشأ عنه غاية الضرر من ظن ما ليس بموضوع بل هو صحيح موضوعا ، مما قد يقلده فيه العارف تحسينا للظن به ; حيث لم يبحث فضلا عن غيره .
ولذا انتقد العلماء صنيعه إجمالا ، والموقع له فيه إسناده في غالبه بضعف راويه الذي رمي بالكذب مثلا ، غافلا عن مجيئه من وجه آخر .
وربما يكون اعتماده في التفرد قول غيره ممن يكون كلامه فيه محمولا على النسبي ، هذا مع أن مجرد تفرد الكذاب بل الوضاع ، ولو كان بعد الاستقصاء في التفتيش من حافظ متبحر تام الاستقراء - غير مستلزم لذلك ، بل لا بد معه من انضمام شيء مما سيأتي .
ولذا كان الحكم به من المتأخرين عسيرا جدا ، وللنظر فيه مجال ، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه ;
كشعبة والقطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16349وابن مهدي ونحوهم ، وأصحابهم مثل
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16604وابن المديني ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين ،
nindex.php?page=showalam&ids=12418وابن راهويه ، وطائفة ، ثم أصحابهم مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ،
وأبي داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
وهكذا إلى زمن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والبيهقي ، ولم يجئ بعدهم مساو لهم ، ولا مقارب . أفاده
العلائي ، وقال : ( فمتى وجدنا في كلام أحد من المتقدمين الحكم به ، كان معتمدا ; لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير ، وإن اختلف النقل عنهم ، عدل إلى الترجيح ) . انتهى .
وفي جزمه باعتمادهم في جميع ما حكموا به من ذلك توقف ، ثم إن من العجب إيراد
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في كتابه ( العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ) كثيرا مما أورده
[ ص: 314 ] في الموضوعات كما أن في الموضوعات كثيرا من الأحاديث الواهية ، بل قد أكثر في تصانيفه الوعظية ، وما أشبهها من إيراد الموضوع وشبهه .
قال شيخنا : وفاته من نوعي الموضوع والواهي في الكتابين قدر ما كتب .
قال : ( ولو انتدب شخص لتهذيب الكتاب ثم لإلحاق ما فاته ، لكان حسنا ، وإلا فما تقرر عدم الانتفاع به إلا للناقد ; إذ ما من حديث إلا ويمكن ألا يكون موضوعا ، وهو
والحاكم في مستدركه على الصحيحين طرفا نقيض ، يعني فإنه أدرج فيه الحسن ، بل والضعيف ، وربما كان فيه الموضوع .
وممن أفرد بعد
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوع كراسة
الرضي الصغاني اللغوي ، ذكر فيها أحاديث من ( الشهاب )
nindex.php?page=showalam&ids=15007للقضاعي ، و ( النجم )
للإقليشي وغيرهما كـ ( الأربعين )
nindex.php?page=showalam&ids=13625لابن ودعان ، و ( فضائل العلماء )
لمحمد بن سرور البلخي ، و ( الوصية )
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي بن أبي طالب ، و ( خطبة الوداع وآداب النبي - صلى الله عليه وسلم - ) وأحاديث
أبي الدنيا الأشج ،
ونسطور [ ص: 315 ] ،
ويغنم بن سالم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15869ودينار الحبشي ،
وأبي هدبة إبراهيم بن هدبة ، ونسخة
سمعان عن
أنس و ( الفردوس )
للديلمي ، وفيها الكثير أيضا من الصحيح والحسن ، وما فيه ضعف يسير .
وقد أفرده الناظم في جزء ،
وللجوزقاني أيضا " كتاب الأباطيل " أكثر فيه من الحكم بالوضع لمجرد مخالفة السنة .
قال شيخنا : وهو خطأ ، إلا إن تعذر الجمع ; ومن ذلك حديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929845لا يؤمن عبد قوما ، فيخص نفسه بدعوة دونهم . . . . . الحديث ، حكم عليه بعضهم بالوضع ; لأنه قد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=929846اللهم باعد بيني وبين خطاياي ، وهذا خطأ لإمكان حمله على ما لم يشرع للمصلي من الأدعية ، بخلاف ما يشترك فيه الإمام والمأموم .
وكذا صنف
nindex.php?page=showalam&ids=16662عمر بن بدر الموصلي كتابا سماه " المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم : لم يصح شيء في هذا الباب " وعليه فيه مؤاخذات كثيرة ، وإن كان له في كل من أبوابه سلف من الأئمة خصوصا المتقدمين ، [ ونحو هذا أشياء كلية
[ ص: 316 ] منتقد كثير فيها ; كقول : كل حديث فيه : يا حميراء ، وكل حديث فيه زبد البحر ، وأما قولهم : حديث كذا ليس أصلا ، ولا أصل له فقال
ابن تيمية : معناه ليس له إسناد ] .