وإن الله أمركم بالصلاة ، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا ، فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده إذا قام يصلي ، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو يصرف .
وأمركم بالصيام ، فإن مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره ، كلهم يشتهي أن يجد ريحها ، وإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
وأمركم بالصدقة ، فإن مثلها كمثل رجل أخذه العدو فأسروه فشدوا يده إلى عنقه فقدموه ليضربوا عنقه ، فقال : لا تقتلوني ، فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال ، فأرسلوه ، فجعل يجمع لهم حتى فدى نفسه ، فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب الله .
وأمركم بكثرة ذكر الله ، وإن مثل ذلك كمثل رجل ظلمه العدو فانطلقوا في طلبه سراعا ، وانطلق حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه ، وكذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد أنفسهم منه إلا بذكر الله " .