8316 - حدثنا
محمد بن عمرو بن خالد الحراني ، ثنا أبي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن
أبي الأسود ، عن
عروة ، قال :
وتسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه : nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان ، ومعه امرأته
nindex.php?page=showalam&ids=10733رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=266وأبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه امرأته
سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وولدت له
بأرض الحبشة nindex.php?page=showalam&ids=16891محمد بن أبي حذيفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ،
nindex.php?page=showalam&ids=104ومصعب بن عمير أخي
بني عبد الدار ،
nindex.php?page=showalam&ids=49وعامر بن ربيعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=233وأبي سلمة بن عبد الأسد ، وامرأته
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ،
وأبي سبرة بن أبي رهم ومعه
أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=355وسهيل بن بيضاء ، قال : ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الأولى قبل
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب وأصحابه حين أنزل الله عز وجل السورة التي يذكر فيها :
والنجم إذا هوى ، وقال المشركون من
قريش : لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من
اليهود ،
والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر ، فلما أنزل الله عز
[ ص: 35 ] وجل السورة التي يذكر فيها :
والنجم ، وقرأ :
أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال : " وإنهن لمن الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهم لترتجى " ، وذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك ، وذلت بها ألسنتهم واستبشروا بها ، وقالوا :
إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التي فيها النجم ، سجد وسجد معه كل من حضر من مسلم ومشرك ، غير أن
الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع على كفه ترابا فسجد عليه ، فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين على غير إيمان ولا يقين ، ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين ، وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثهم الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ، ففشت تلك الكلمة في الناس ، وأظهرها الشيطان حتى بلغت
الحبشة ، فلما سمع
nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ومن كان معهم من
أهل مكة أن الناس قد أسلموا وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبلغهم سجود
الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه أقبلوا سراعا ، وكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أمسى أتاه
جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه ، فلما بلغها تبرأ منها
جبريل عليه السلام ، وقال : معاذ الله من هاتين ، ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه ، وقال : " أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله " فنسخ الله عز وجل ما ألقى الشيطان ، وأنزل عليه :
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ،
[ ص: 36 ] فلما برأه الله من سجع الشيطان وفتنته ، انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم ، وبلغ المسلمين ممن كان
بأرض الحبشة وقد شارفوا
مكة ، فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم والجوع والخوف ، خافوا أن يدخلوا
مكة فيبطش بهم ، فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار ، وأجار
الوليد بن المغيرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون ، فلما أبصر
nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون الذي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلاء ، وعذبت طائفة منهم بالنار وبالسياط ،
وعثمان معافى لا يعرض له رجع إلى نفسه فاستحب البلاء على العافية ، وقال : أما من كان في عهد الله وذمته وذمة رسوله الذي اختار لأوليائه من أهل الإسلام ، ومن دخل فيه فهو خائف مبتلى بالشدة والكرب عمد إلى
الوليد بن المغيرة فقال : يا ابن عم ، قد أجرتني فأحسنت جواري ، وإني أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني بين أظهرهم ، فقال له
الوليد : ابن أخي ، لعل أحدا آذاك وشتمك وأنت في ذمتي فأنت تريد من هو أمنع لك مني فأكفيك ذلك ؟ قال : لا والله ما بي ذلك ، وما اعترض لي من أحد ، فلما أبى
عثمان إلا أن يتبرأ منه
الوليد أخرجه إلى المسجد
وقريش فيه كأحفل ما كانوا ،
ولبيد بن ربيعة الشاعر ينشدهم ، فأخذ
الوليد بيد
عثمان فأتى به
قريشا ، فقال : إن هذا غلبني وحملني على أن أبرأ إليه من جواري ، أشهدكم أني منه بريء ، فجلسا مع القوم ، وأخذ
لبيد ينشدهم ، فقال :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
فقال
عثمان : صدقت ، ثم إن
لبيد أنشدهم تمام البيت :
وكل نعيم لا محالة زائل
، فقال : كذبت فأسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته ثم أعادها
[ ص: 37 ] الثانية وأمر بذلك ، فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والآخرة صدقه مرة ، وكذبه مرة ، وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفنى وإذا قال : كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك : إن نعيم أهل الجنة لا يزول ، نزع عند ذلك رجل من
قريش فلطم عين
nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون فاخضرت مكانها ، فقال
الوليد بن المغيرة وأصحابه : قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة ، فخرجت منها إلى هذا ، وكنت عما لقيت غنيا ، ثم ضحكوا ، فقال
عثمان : بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا ، وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة ، لي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة ، فقال له
الوليد : إن شئت أجرتك الثانية ، فقال : لا أرب لي في جوارك .