صفحة جزء
9198 حدثنا مفضل ، قال : حدثنا أبو حمة ، قال : حدثنا أبو قرة ، عن زمعة بن صالح ، عن زياد بن سعد ، عن أبي الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي عبيدة بن الجراح ، ونحن ست مائة رجل وبضعة عشر رجلا ، نتلقى عير قريش ، فما وجد لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زاد إلا جرابا من تمر ، فكان يعطينا تمرة تمرة كل يوم ، نمصها ونشرب عليها من الماء ، فوجدنا فقدها حين فنيت ، ثم أقبلنا على الخبط نخبطه بعصينا ، ثم نستفه ونشرب عليه الماء ، حتى سمينا جيش الخبط ، فمررنا بساحل البحر ، فرمى البحر لنا بدابة ، يقال لها : العنبر ، مثل الكثيب ، فقال أبو عبيدة : ميتة لا يحل لنا ، ثم قال بعد : بل نحن في سبيل الله ، ونحن مضطرون ، فأكلنا منها نحوا من نصف شهر وزيادة ، ووشقنا وشقا كثيرا ، فكنا نغرف من موضع عينها الودك بالجرار حتى أنجزناه ، ثم جلس في موضع عينها ثلاثة عشر [ ص: 95 ] رجلا منا ، ثم أخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه ، فأقامه على طرفيه ، وأمر بأطول بعير في الركب فرحله ، فركب عليه رجل ، فأجاز تحته ما مس رأسه ، فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " هل معكم منه شيء ؟ " فقلنا : نعم ، فقال : " أطعمونا منه " فأرسلنا إليه وشيقة ، فأكل منها .

لم يرو هذه الأحاديث عن زياد بن سعد إلا زمعة ، تفرد به أبو قرة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية