صفحة جزء
[ ص: 218 ] 25 - 34 - 20 - ( باب وقعة الإسكندرية )

10383 عن عمرو بن العاص قال :

خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم ، حتى نزلنا الإسكندرية ، فقال صاحبها : أخرجوا إلي رجلا منكم أكلمه ويكلمني ، فقلت : لا يخرج إليه غيري ، فخرجت ومعي ترجمان ، ومعه ترجمان ، حتى وضع له منبران ، فقال : من أنتم ؟ . فقلنا : نحن العرب ، ونحن أهل الشوك والقرظ ، ونحن أهل بيت الله ، كنا أضيق الناس أرضا ، وأشده عيشا ، نأكل الميتة ، ويغير بعضنا على بعض ، بشر عيش عاش به الناس ، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ، ولا أكثرنا مالا ، فقال : " أنا رسول الله " ، يأمرنا بما لا نعرف ، وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا ، فشنفنا له ، وكذبناه ، ورددنا عليه مقالته ، حتى خرج إليه قوم من غيرنا ، فقالوا : نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ، ونقاتل من قاتلك ، فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فقتلنا ، وظهر علينا وغلبنا ، وتناول من يليه من العرب ، فقاتلهم حتى ظهر عليهم ، فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش . فضحك ثم قال : إن رسولكم قد صدق ، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاءكم به رسولكم ، فكنا عليه ، حتى ظهر فينا ملوك ، فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ، ويتركون أمر الأنبياء ، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم ، لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ، ولم يتناولكم أحد إلا ظهرتم عليه . فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا ، وتركتم أمر الأنبياء ، وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم ، خلي بيننا وبينكم ، فلم تكونوا أكثر منا عددا ، ولا أشد منا قوة . قال عمرو بن العاص : فما كلمت رجلا أذكى منه . .

رواه الطبراني ، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية