[ ص: 402 ] الثانية عشرة : أعرض الناس هذه الأزمان عن اعتبار مجموع الشروط المذكورة لكون المقصود صار إبقاء سلسلة الإسناد المختص بالأمة فليعتبر ما يليق بالمقصود ، وهو كون الشيخ مسلما بالغا ، عاقلا ، غير متظاهر بفسق ، أو سخف ، وفي ضبطه ، بوجود سماعه مثبتا بخط غير متهم ، وبروايته من أصل موافق لأصل شيخه . وقد قال نحو ما ذكرناه nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ أبو بكر البيهقي .
( الثانية عشرة : أعرض الناس ) في ( هذه الأزمان ) المتأخرة ( عن اعتبار [ ص: 403 ] مجموع ) هذه ( الشروط المذكورة ) في رواية الحديث ومشايخه لتعذر الوفاء بها على ما شرط و ( لكون المقصود ) الآن ( صار إبقاء سلسلة الإسناد المختص بالأمة ) المحمدية والمحاذرة من انقطاع سلسلتها .
( فليعتبر ) من الشروط ( ما يليق بالمقصود ) المذكور على تجرده وليكتف بما يذكر ( وهو كون الشيخ مسلما بالغا غير متظاهر بفسق أو سخف ) يخل بمروءته لتحقق عدالته .
( و ) يكتفى ( في ضبطه بوجود سماعه مثبتا بخط ) ثقة ( غير متهم وبروايته من أصل ) صحيح ( موافق لأصل شيخه وقد قال نحو ما ذكرناه nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ أبو بكر البيهقي ) وعبارته : توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زماننا . الذين لا يحفظون حديثهم ولا يحسنون قراءته من كتبهم ولا يعرفون ما يقرأ عليهم بعد أن تكون القراءة عليهم من أصل سماعهم ، وذلك لتدوين الأحاديث في الجوامع التي جمعها أئمة الحديث .
قال : فمن جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لا يقبل منه ، ومن جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه لا ينفرد بروايته ، والحجة قائمة بحديثه برواية غيره ، والقصد من روايته ، والسماع منه أن يصير الحديث مسلسلا بحدثنا وأخبرنا ، وتبقى هذه الكرامة التي خصت بها هذه الأمة شرفا لنبينا صلى الله عليه وسلم .
وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14508السلفي في جزء له في شرط القراءة .
وقال الذهبي في " الميزان " : ليس العمدة في زماننا على الرواة بل على المحدثين [ ص: 404 ] والمقيدين ، الذين عرفت عدالتهم وصدقهم في ضبط أسماء السامعين ، قال : ثم من المعلوم أنه لا بد من صون الراوي وستره . انتهى .
وفي هذا المعنى قال ابن معوذ :
تروي الأحاديث عن كل مسامحة وإنها لمـعـانـيها معـانــيا