وهي ضربان مجردة عن الإجازة ، ومقرونة بأجزتك ما كتبت لك أو إليك ونحوه من عبارة الإجازة ، ولهذا في الصحة والقوة كالمناولة المقرونة وأما المجردة فمنع الرواية بها قوم ، منهم القاضي الماوردي الشافعي .
وأجازها كثيرون من المتقدمين والمتأخرين ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني ، ومنصور ، والليث ، وغير واحد من الشافعيين وأصحاب الأصول .
وهو الصحيح المشهور بين أهل الحديث ، ويوجد في مصنفاتهم : كتب إلي فلان قال حدثنا فلان ، والمراد به هذا ، وهو معمول به عندهم معدود في الموصول لإشعاره بمعنى الإجازة . وزاد السمعاني فقال : هي أقوى من الإجازة ، ثم يكفي معرفته خط الكاتب ، ومنهم من شرط البينة وهو ضعيف . ثم الصحيح أنه يقول في الرواية بها : كتب إلي فلان قال حدثنا فلان أو أخبرني فلان مكاتبة أو كتابة ونحوه .
ولا يجوز إطلاق حدثنا وأخبرنا ، وجوزه الليث ، ومنصور ، وغير واحد من علماء المحدثين وكبارهم .
( القسم الخامس ) من أقسام التحمل ( الكتابة ) وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح وغيره المكاتبة ( وهي أن يكتب الشيخ مسموعه ) أو شيئا من حديثه ( لحاضر ) عنده ( أو غائب ) عنه سواء كتب ( بخطه أو ) كتب عنه ( بأمره ) .
( وهي ضربان : مجردة عن الإجازة ، ومقرونة بأجزتك ما كتبت [ ص: 481 ] لك أو ) كتبت ( إليك أو ) ما كتبت به إليك ، ( ونحوه من عبارة الإجازة ، وهذا في الصحة والقوة كالمناولة المقرونة ) بالإجازة .
( وأما ) الكتابة ( المجردة ) عن الإجازة ( فمنع الرواية بها قوم منهم القاضي أبو الحسن الماوردي الشافعي ) في الحاوي nindex.php?page=showalam&ids=14552والآمدي وابن القطان .
( وأجازها كثيرون من المتقدمين والمتأخرين منهم nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني ومنصور والليث ) وابن سعد وابن أبى سبرة .
ورواه البيهقي في " المدخل " عنهم ، وقال : في الباب آثار كثيرة عن التابعين فمن بعدهم ، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عماله بالأحكام شاهدة لقولهم .
( وغير واحد من الشافعيين ) منهم nindex.php?page=showalam&ids=14524أبو المظفر السمعاني ، ( وأصحاب الأصول ) [ ص: 482 ] منهم الرازي ( وهو الصحيح المشهور بين أهل الحديث ، ويوجد في مصنفاتهم ) كثيرا ( كتب إلي فلان قال : حدثنا فلان والمراد به هذا وهو معمول به عندهم معدود في الموصول ) من الحديث دون المنقطع ( لإشعاره بمعنى الإجازة .
وزاد السمعاني فقال : هي أقوى من الإجازة ) قلت : وهو المختار ، بل وأقوى من أكثر صور المناولة .
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " في الأيمان والنذور : وكتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، وليس فيه بالمكاتبة عن شيوخه غيره ، وفيه وفي " صحيح مسلم " أحاديث كثيرة بالمكاتبة ، في أثناء السند .
( ثم يكفي ) في الرواية بالكتابة ( معرفته ) أي المكتوب له ( خط الكاتب ) وإن لم تقم البينة عليه .
( ومنهم من شرط البينة ) عليه لأن الخط يشبه الخط ، فلا يجوز الاعتماد على ذلك ( وهو ضعيف ) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : لأن ذلك نادر ، والظاهر أن خط الإنسان لا يشتبه بغيره ، ولا يقع فيه الإلباس وإن كان الكاتب غير الشيخ فلا بد من ثبوت كونه ثقة ، كما تقدمت الإشارة إليه في نوع المعلل .
( ولا يجوز إطلاق حدثنا وأخبرنا ، وجوزه الليث ومنصور ، وغير واحد من علماء المحدثين وكبارهم ) وجوز آخرون أخبرنا دون حدثنا .
روى البيهقي في " المدخل " عن أبي عصمة سعد بن معاذ قال : كنت في مجلس أبي سليمان الجوزقاني فجرى ذكر حدثنا وأخبرنا ، فقلت إن كليهما سواء ، فقال : بينهما فرق ، ألا ترى محمد بن الحسين قال إذا قال رجل لعبده : إن أخبرتني بكذا فأنت حر ، فكتب إليه بذلك صار حرا ، وإن قال إن حدثتني بكذا فأنت حر فكتب إليه بذلك لا يعتق .