إذا كان الحديث عنده عن اثنين أو أكثر واتفقا في المعنى دون اللفظ فله جمعهما في الإسناد ثم يسوق الحديث على لفظ أحدهما ، فيقول أخبرنا فلان وفلان واللفظ لفلان أو وهذا لفظ فلان قال أو قالا : أخبرنا فلان ونحوه من العبارات ، ولمسلم في صحيحه عبارة حسنة كقوله : حدثنا أبو بكر وأبو سعيد كلاهما عن أبي خالد قال أبو بكر ، حدثنا أبو خالد عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش فظاهره أن اللفظ لأبي بكر ، فإن لم يخص فقال : أخبرنا فلان وفلان وتقاربا في اللفظ قالا : حدثنا فلان جاز على جواز الرواية بالمعنى ، فإن لم يقل تقاربا فلا بأس به على جواز الرواية بالمعنى ، وإن كـان قد عيب به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أو غيره ، وإذا سمع من جماعة مصنفا فقابل نسخته بأصل بعضهم ثم رواه عنهم وقال : اللفظ لفلان فيحتمل جوازه ومنعه .
وله أن يخص فعل القول من له اللفظ ، وأن يأتي به لهما فيقول بعدما تقدم : ( قال أو قالا : أخبرنا فلان ونحوه من العبارات .
ولمسلم في صحيحه عبارة حسنة ) أفصح مما تقدم ( كقوله : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر ) بن أبي شيبة ، ( nindex.php?page=showalam&ids=13708وأبو سعيد ) الأشج ، ( كلاهما عن أبي خالد قال أبو بكر : حدثنا أبو خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، فظاهره ) حيث أعاده ثانيا ( أن اللفظ لأبي بكر ) .
قال العراقي : ويحتمل أنه أعاده لبيان التصريح بالتحديث ، وأن الأشج لم يصرح .
( فإن لم يخص ) أحدهما بنسبة اللفظ إليه ، بل أتى ببعض لفظ هذا وبعض لفظ الآخر ( فقال : أخبرنا فلان ، وفلان ، وتقاربا في اللفظ ) ، أو والمعنى واحد ( قالا حدثنا فلان ، جاز على جواز الرواية بالمعنى ) دون ما إذا لم يجوزها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : وقول أبي داود : حدثنا مسدد وأبو توبة المعنى ، قالا : [ ص: 549 ] حدثنا أبو الأحوص .
يحتمل أن يكون من قبيل الأول فيكون اللفظ لمسدد ، ويوافقه أبو توبة في المعنى ، ويحتمل أن يكون من قبيل الثاني فلا يكون أورد لفظ أحدهما خاصة ، بل رواه عنهما بالمعنى ، قال وهذا الاحتمال يقرب في قول مسلم : المعنى واحد .
( فإن لم يقل ) تقاربا ولا شبهه ( فلا بأس به ) أيضا ( على جواز الرواية بالمعنى وإن كان قد عيب به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أو غيره .
وإذا سمع من جماعة ) كتابا ( مصنفا فقابل نسخته بأصل بعضهم ) دون الباقي ( ثم رواه عنهم ) كلهم ، ( وقال اللفظ لفلان ) المقابل بأصله ، ( فيحتمل جوازه ) كالأول ، لأن ما أورده قد سمعه بنصه ممن يذكر أنه بلفظه ، ( و ) يحتمل ( منعه ) لأنه لا علم عنده بكيفية رواية الآخرين حتى يخبر عنها ، بخلاف ما سبق فإنه اطلع فيه على موافقة المعنى ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ، وحكاه أيضا العراقي ولم يرجح شيئا من الاحتمالين ، وقال البدر بن جماعة في المنهل الروي يحتمل تفصيلا آخر ، وهو النظر إلى [ ص: 550 ] الطرق ، فإن كانت متباينة بأحاديث مستقلة لم يجز ، وإن كان تفاوتها في ألفاظ أو لغات أو اختلاف ضبط جاز .