الأولى أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه لسنه أو علمه أو غيره ، وقيل : يكره أن يحدث في بلد فيه أولى منه ، وينبغي له إذا طلب منه ما يعلمه عند أرجح منه أن يرشد إليه ؛ فالدين النصيحة .
ولا يمتنع من تحديث أحد لكونه غير صحيح النية فإنه يرجى صحتها ، وليحرص على نشره مبتغيا جزيل أجره .
( فصل :
الأولى أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه لسنه أو علمه ، أو غيره ) . كأنه يكون أعلى سندا ، أو سماعه متصلا وفي طريقه هو إجازة ، ونحو ذلك .
[ ص: 569 ] فقد كان nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي لا يتكلم بحضرة nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي بشيء .
( وقيل ) أبلغ من ذلك ( يكره أن يحدث في بلد فيه أولى منه ) .
فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : إن من فعل ذلك فهو أحمق .
( وينبغي له إذا طلب منه ما يعلمه عند أرجح منه أن يرشد إليه ؛ فالدين النصيحة ) .
قال في " الاقتراح " : ينبغي أن يكون هذا عند الاستواء ، فيما عدا الصفة المرجحة ، أما مع التفاوت بأن يكون الأعلى إسنادا عاميا ، والأنزل عارف ضابط فقد يتوقف في الإرشاد إليه ، لأنه قد يكون في الرواية عنه ما يوجب خللا .
قلت : الصواب إطلاق أن التحديث بحضرة الأولى ليس بمكروه ، ولا خلاف الأولى ، فقد استنبط العلماء من حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=10347902إن ابني كان عسيفا الحديث ، وقوله : سألت أهل العلم فأخبروني أن الصحابة كانوا يفتون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي بلده .
وقد عقد محمد بن سعد في " الطبقات " بابا لذلك ، وأخرج بأسانيد فيها nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أن أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب ، nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل ، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ، كانوا يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى البيهقي في " المدخل " بسند صحيح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ؛ أنه قال لسعيد بن [ ص: 570 ] جبير : حدث ، قال : أحدث وأنت شاهد ، قال : أوليس من نعم الله عليك أن تحدث وأنا شاهد ؛ فإن أخطأت علمتك .
تنبيه
إذا كانت جماعة مشتركين في سماع ؛ فالإسماع منهم فرض كفاية ، ولو طلب من أحدهم فامتنع لم يأثم ، فإن انحصر فيه أثم .
( ولا يمتنع من تحديث أحد لكونه غير صحيح النية ؛ فإنه يرجى ) له ( صحتها ) بعد ذلك .
قال معمر nindex.php?page=showalam&ids=15683وحبيب بن أبي ثابت : طلبنا الحديث وما لنا فيه نية ، ثم رزق الله النية بعد .
وقال معمر : إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : ما كان في الناس أفضل من طلب الحديث ؛ فقيل : يطلبونه بغير نية ؟ فقال : طلبهم إياه نية .
( وليحرص على نشره مبتغيا جزيل أجره ) ؛ فقد كان في السلف من يتألف الناس [ ص: 571 ] على حديثه ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير .