ويستحب له إذا أراد حضور مجلس التحديث أن يتطهر ويتطيب ويسرح لحيته ويجلس متمكنا بوقار ، فإن رفع أحد صوته زبره ، ويقبل على الحاضرين كلهم ، ويفتتح مجلسه ويختتمه بتحميد الله تعالى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعاء يليق بالحال ، بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن العظيم ، ولا يسرد الحديث سردا يمنع فهم بعضه .
( فصل :
ويستحب له إذا أراد حضور مجلس التحديث أن يتطهر ) بغسل ووضوء ، ( ويتطيب ) ويتبخر ، ويستاك ، كما ذكره ابن السمعاني ، ( ويسرح لحيته ، ويجلس ) في صدر مجلسه ( متمكنا ) في جلوسه ( بوقار ) وهيبة .
[ ص: 572 ] وقد كان مالك يفعل ذلك ، فقيل له فقال : أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحدث إلا على طهارة متمكنا . وكان يكره أن يحدث في الطريق أو وهو قائم ، أسنده البيهقي .
وأسند عن قتادة قال : لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث إلا على طهارة .
وعن ضرار بن مرة قال : كانوا يكرهون أن يحدثوا على غير طهر .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب أنه سئل عن حديث ، وهو مضطجع في مرضه فجلس وحدث به ; فقيل له : وددت أنك لم تتعن ؛ فقال : كرهت أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر بن الحارث أن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك سئل عن حديث وهو يمشي ، فقال : ليس هذا من توقير العلم .
وعن مالك قال : مجالس العلم يحتضر بالخشوع والسكينة والوقار .
ويكره أن يقوم لأحد ، فقد قيل : إذا قام القارئ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد [ ص: 573 ] فإنه يكتب عليه بخطيئة .
( فإن رفع أحد صوته ) في المجلس ( زبره ) أي انتهره وزجره ؛ فقد كان مالك يفعل ذلك أيضا ، ويقول : قال الله تعالى ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي فمن رفع صوته عند حديثه ؛ فكأنما رفع صوته فوق صوته .
( ويقبل على الحاضرين كلهم ) ، فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت : إن من السنة إذا حدث الرجل القوم أن يقبل عليهم جميعا .
( ويفتتح مجلسه ويختتمه بتحميد الله تعالى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعاء يليق بالحال ، بعد قراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن العظيم ) .
فقد روى الحاكم في " المستدرك " عن أبي سعيد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا تذاكروا العلم وقرءوا سورة .
( ولا يسرد الحديث سردا ) عجلا ( يمنع فهم بعضه ) ، كما روي عن مالك أنه كان لا يستعجل ، ويقول : أحب أن أفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .