معرفة آداب طالب الحديث : قد تقدم منه جمل مفرقة ، ويجب عليه تصحيح النية ، والإخلاص لله تعالى في طلبه ، والحذر من التوصل به إلى أغراض الدنيا ، ويسأل الله تعالى التوفيق والتسديد والتيسير ، ويستعمل الأخلاق الجميلة والآداب ، ثم ليفرغ جهده في تحصيله ويغتنم إمكانه .
ويبدأ بالسماع من أرجح شيوخ بلده إسنادا وعلما وشهرة ودينا ، وغيره ؛ فإذا فرغ من مهماتهم فليرحل على عادة الحفاظ المبرزين ، ولا يحملنه الشره على التساهل في التحمل فيخل بشيء من شروطه . وينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات والآداب ؛ فذلك زكاة الحديث وسبب حفظه .
( النوع الثامن والعشرون : معرفة آداب طالب الحديث ، قد تقدم منه جمل متفرقة ، ويجب عليه تصحيح النية ، والإخلاص لله تعالى في طلبه ، والحذر من التوصل به إلى أغراض الدنيا ) .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة : من طلب الحديث لغير الله مكر به .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري - رضي الله عنه - : ما أعلم عملا هو أفضل من طلب الحديث لمن أراد الله تعالى .
[ ص: 584 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : ومن أقرب الوجوه في إصلاح النية فيه ما روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=13602أبي عمرو بن نجيد أنه : سأل أبا جعفر بن حمدان ، وكانا عبدين صالحين ، فقال له : بأي نية أكتب الحديث ؟ فقال : ألستم ترون أن عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ؟ قال : نعم ، قال : فرسول الله صلى الله عليه وسلم رأس الصالحين .
( ويسأل الله تعالى التوفيق والتسديد ) لذلك ، ( والتيسير ) والإعانة عليه ، ( ويستعمل الأخلاق الجميلة والآداب ) الرضية .
فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم النبيل : من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدين ؛ فيجب أن يكون خير الناس .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يطلب هذا العلم من يطلبه بالتملل وغنى النفس فيفلح ، ولكن من طلبه بذلة النفس ، وضيق العيش ، وخدمة العلم ، أفلح .
[ ص: 585 ] ( ويبدأ بالسماع من أرجح شيوخ بلده إسنادا ، وعلما ، وشهرة ، ودينا ، وغيره ) إلى أن يفرغ منهم ، ويبدأ بأفرادهم فمن تفرد بشيء أخذه عنه أولا ؛ ( فإذا فرغ من مهماتهم ) وسماع عواليهم ( فليرحل ) إلى سائر البلدان ( على عادة الحفاظ المبرزين ) ولا يرحل قبل ذلك .
واستدل البيهقي أيضا برحلة موسى إلى الخضر ، وقصته في الصحيح .
وروي أيضا من طريق عياش بن عباس عن nindex.php?page=showalam&ids=17272واهب بن عبد الله المعافري قال : قدم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار على nindex.php?page=showalam&ids=209مسلمة بن مخلد فألفاه نائما ، فقال : أيقظوه ، قالوا : بل نتركه حتى يستيقظ ، قال : لست فاعلا ، فأيقظوا مسلمة له فرحب به وقال : انزل ، قال : لا ، حتى ترسل إلى nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر لحاجة لي إليه ، فأرسل إلى عقبة فأتاه ، فقال : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10347916من وجد مسلما على عورة فستره ، فكأنما أحيا موءودة من قبرها " ؟ فقال عقبة : قد [ ص: 587 ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .
وسأل عبد الله بن أحمد أباه عمن طلب العلم ، ترى له أن يلزم رجلا عنده علم فيكتب عنه ، أو ترى له أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم ؟ قال : يرحل يكتب عن الكوفيين والبصريين ، وأهل المدينة ومكة ، يشأم الناس يسمع منهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين : أربعة لا تأنس منهم رشدا ، وذكر منهم رجلا يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12358إبراهيم بن أدهم : إن الله يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث .
( ولا يحملنه الشره ) والحرص ( على التساهل في التحمل فيخل بشيء من شروطه ) السابقة ، فإن شهوة السماع لا تنتهي ، ونهمة الطلب لا تنقضي ، والعلم [ ص: 588 ] كالبحار التي يتعذر كيلها ، والمعادن التي لا ينقطع نيلها .
أخرج المروزي في كتاب العلم ، قال : ثنا ابن شعيب بن الحبحاب ، حدثني عمي صالح بن عبد الكبير ، حدثني عمي أبو بكر بن شعيب ، عن قتادة ، قال : قلت لشعيب بن الحبحاب : نزل علي nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية الرياحي فأقللت عنه الحديث ، فقال شعيب : السماع من الرجال أرزاق . ( وينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات والآداب ) وفضائل الأعمال ( فذلك زكاة الحديث وسبب حفظه ) فقد قال nindex.php?page=showalam&ids=15531بشر الحافي : يا أصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث ، اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16717عمرو بن قيس الملائي : إذا بلغك شيء من الخبر فاعمل به ولو مرة ، تكن من أهله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : إذا أردت أن تحفظ الحديث فاعمل به .
وقال إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع : كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي .
[ في الحديث ] أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا ، فاحتجمت وأعطيت الحجام دينارا .