قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : ومعنى الشهرة مفهوم ، فاكتفي بذلك عن حده .
وقال البلقيني : لم يذكر له ضابطا ، وفي كتب الأصول المشهورة : ويقال له المستفيض الذي تزيد نقلته على ثلاثة .
وقال شيخ الإسلام : المشهور ما له طرق محصورة بأكثر من اثنين ، ولم يبلغ حد التواتر ، سمي بذلك لوضوحه ، وسماه جماعة من الفقهاء المستفيض لانتشاره ، من فاض الماء يفيض فيضا .
ومنهم من غاير بينهما : بأن المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه سواء ، والمشهور أهم من ذلك ، ومنهم من عكس .
( هو قسمان : صحيح ، وغيره ) أي حسن وضعيف ، ( ومشهور بين أهل الحديث خاصة ، و ) مشهور ( بينهم وبين غيرهم ) من العلماء والعامة .
وقد يراد به ما اشتهر على الألسنة ، وهذا يطلق على ما له إسناد واحد فصاعدا ، [ ص: 622 ] بل ما لا يوجد له إسناد أصلا .
وقد صنف في هذا القسم الزركشي : " التذكرة في الأحاديث المشتهرة " ، وألفت فيه كتابا مرتبا على حروف المعجم استدركت فيه مما فاته الجم الغفير .
أخرجه الشيخان من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن أنس .
وقد رواه عن أنس غير أبي مجلز ، وعن أبي مجلز غير سليمان ، وعن سليمان جماعة ، وهو مشهور بين أهل الحديث ، وقد يستغربه غيرهم ، لأن الغالب على رواية التيمي عن أنس كونها بلا واسطة .
" أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم " ، وكلها ضعيفة .
[ ص: 626 ] " من عرف نفسه فقد عرف ربه " .
" كنت كنزا لا أعرف " .
" الباذنجان لما أكل له " .
" يوم صومكم يوم نحركم " .
" من بشرني بآذار بشرته بالجنة " .
وكلها باطلة لا أصل لها ، وكتابنا الذي أشرنا إليه كافل ببيان هذا النوع من الأحاديث والآثار والموقوفات بيانا شافيا ولله الحمد .
( ومنه ) أي من المشهور ( المتواتر المعروف في الفقه وأصوله ولا يذكره المحدثون ) باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص ، وإن وقع في كلام الخطيب ؛ ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث ؛ قاله nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح .
قيل : وقد ذكره الحاكم ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، nindex.php?page=showalam&ids=13064وابن حزم .
وأجاب العراقي بأنهم لم يذكروه باسمه المشعر بمعناه ، بل وقع في كلامهم تواترا [ ص: 627 ] عنه صلى الله عليه وسلم كذا ، وأن الحديث الفلاني متواتر .
( وهو قليل لا يكاد يوجد في رواياتهم ، وهو ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة ) بأن يكونوا جمعا لا يمكن تواطؤهم على الكذب ، ( عن مثلهم من أوله ) أي الإسناد ( إلى آخره ) ؛ ولذلك يجب العمل به من غير بحث عن رجاله ، ولا يعتبر فيه عدد معين في الأصح .
قال القاضي الباقلاني : ولا يكفي الأربعة ، وما فوقها صالح ، وتوقف في الخمسة .
وقال الإصطخري : أقله عشرة ، وهو المختار ، لأنه أول جموع الكثرة .
وقيل : اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل .
وقيل : عشرون .
وقيل : أربعون .
وقيل : سبعون عدة أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام .
وقيل : ثلاثمائة وبضعة عشر ، عدة أصحاب طالوت وأهل بدر ، لأن كل ما ذكر من العدد المذكور في الأدلة المذكورة أفاد العلم .
[ ص: 628 ] وفي شرح مسلم للمصنف : رواه نحو مائتين .
قال العراقي : وليس في هذا المتن بعينه ، ولكنه في مطلق الكذب ، والخاص بهذا المتن رواية بضعة وسبعين صحابيا : العشرة المشهود لهم بالجنة ، أسامة " قا " ، nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك " خ م " ، أوس بن أوس " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب " طب " ، بريدة " عد " ، جابر بن حابس " نع " ، nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله " م " ، حذيفة بن أسد " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان " طب " ، خالد بن عرفطة " حم " ، nindex.php?page=showalam&ids=46رافع بن خديج " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم " حم " ، nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت " خل " ، nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد " طب " ، سعد بن المدحاس " خل " ، nindex.php?page=showalam&ids=3571سفينة " عد " ، سليمان بن خالد الخزاعي " قط " ، nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي " قط " ، nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع " خ " ، nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بن سنان " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى " قا " ، عبد الله بن زغب " نع " ، ابن الزبير " قط " ، nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر " حم " ، ابن عمرو " خ " ، nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " ت ن " ، nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان " طب " ، العرس بن عميرة " طب " ، عفان بن حبيب " ك " ، nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر " حم " ، nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين " بز " ، nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة " طب " ، عمرو بن عوف " طب " ، عمرو بن مرة الجهني " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد بن عبادة " حم " ، كعب بن قطبة " خل " ، nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل " طب " ، معاوية بن حيدة " خل " ، nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان " حم " ، nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة " نع " ، المنقع التميمي " خل " ، نبيط بن شريط " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=105واثلة بن الأسقع " عد " ، يزيد بن أسد " قط " ، يعلى بن مرة " مي " ، أبو أمامة " طب " ، أبو الحمراء " طب " ، أبو ذر " قط " ، أبو رافع " قط " ، أبو رمثة " قط " ، nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري " حم " ، nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة ، أبو قرصافة " عد " ، أبو كبشة الأنماري " خل " ، nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري " طب " ، أبو موسى الغافقي [ ص: 629 ] " حم " ، أبو ميمون الكردي " طب " ، nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ، والد أبي العشراء الدارمي " خل " ، والد أبي مالك الأشجعي " بز " ، عائشة " قط " ، أم أيمن " قط " ، وقد أعلمت على كل واحد رمز من أخرج حديثه من الأئمة ؛ " حم " في مسنده لأحمد ، و " طب " nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني ، و " قط " nindex.php?page=showalam&ids=14269للدارقطني ، و " عد " nindex.php?page=showalam&ids=13357لابن عدي في " الكامل " ، و " بز " لمسند البزار ، و " قا " لابن قانع في معجمه ، و " خل " nindex.php?page=showalam&ids=17404للحافظ يوسف بن خليل في كتابه الذي جمع فيه طرق هذا الحديث ، و " نع " لأبي نعيم ، و " مي " لمسند الدارمي ، و " ك " لمستدرك الحاكم ، و " ت " nindex.php?page=showalam&ids=13948للترمذي ، و " ن " nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي ، و " خ م " nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري ومسلم . ( لا حديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=10347749إنما الأعمال بالنيات " ) أي ليس بمتواتر كما تقدم تحقيقه في نوع الشاذ .
قال : ومن أحسن ما يقرر به كون المتواتر موجودا وجود كثرة في الأحاديث ، أن الكتب المشهورة المتداولة بأيدي أهل العلم شرقا وغربا المقطوع عندهم بصحة نسبتها إلى مؤلفيها ، إذا اجتمعت على إخراج حديث ، وتعددت طرقه تعددا تحيل العادة تواطؤهم على الكذب ؛ أفاد العلم اليقيني بصحته إلى قائله .
قال : ومثل ذلك في الكتب المشهورة كثير .
قلت : قد ألفت في هذا النوع كتابا لم أسبق إلى مثله سميته : " الأزهار المتناثرة [ ص: 630 ] في الأخبار المتواترة " مرتبا على أبواب ، أوردت فيه كل حديث بأسانيد من خرجه . وطرقه .
ثم لخصته في جزء لطيف سميته : " قطف الأزهار " ، اقتصرت فيه على عزو كل طريق لمن أخرجها من الأئمة ، وأوردت فيه أحاديث كثيرة .
ومعنوي : وهو أن ينقل جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب وقائع مختلفة تشترك في أمر ، يتواتر ذلك القدر المشترك .
كما إذا نقل رجل عن حاتم مثلا أنه أعطى جملا ، وآخر أنه أعطى فرسا ، وآخر أنه أعطى دينارا ، وهلم جرا ؛ فيتواتر القدر المشترك بين أخبارهم ، وهو الإعطاء ، لأن وجوده مشترك من جميع هذه القضايا .
قلت : وذلك أيضا يتأتى في الحديث ، فمنه ما تواتر لفظه كالأمثلة السابقة ، ومنه ما تواتر معناه كأحاديث رفع اليدين في الدعاء .
فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث ، فيه رفع يديه في الدعاء ، وقد جمعتها في جزء لكنها في قضايا مختلفة ؛ فكل قضية منها لم تتواتر ، والقدر المشترك فيها وهو [ ص: 632 ] الرفع عند الدعاء ، تواتر باعتبار المجموع .