المراسيل الخفي إرسالها هو فن مهم عظيم الفائدة ، يدرك بالاتساع في الرواية وجمع الطرق مع المعرفة التامة . وللخطيب فيه كتاب وهو ما عرف إرساله لعدم اللقاء أو السماع ، ومنه ما يحكم بإرساله لمجيئه من وجه آخر بزيادة شخص ، وهذا القسم مع النوع السابق يعترض بكل واحد منهما على الآخر وقد يجاب بنحو ما تقدم .
( النوع الثامن والثلاثون ، المراسيل الخفي إرسالها ) أي انقطاعها ، ( هو فن مهم عظيم الفائدة يدرك بالاتساع في الرواية وجمع الطرق ) للأحاديث ، ( مع المعرفة التامة ، وللخطيب فيه كتاب ) سماه : " التفصيل لمبهم المراسيل " .
وأصل الإرسال ، ظاهر : كرواية الرجل عمن لم يعاصره ، كرواية nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، ومالك عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب .
وخفي : وهو المذكور هاهنا .
( وهو ما عرف إرساله لعدم اللقاء ) لمن روى عنه مع المعاصرة ، ( أو ) لعدم ( السماع ) مع ثبوت اللقاء ، أو لعدم سماع ذلك الخبر بعينه مع سماع غيره ، ويعرف ما ذكر إما بنص بعض الأئمة عليه ، أو بوجه صحيح ؛ كإخباره عن نفسه بذلك ، في بعض طرق الحديث ونحو ذلك .
كحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر ، مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=10347996رحم الله حارس الحرس .
[ ص: 664 ] فإن عمر لم يلق عقبة ، كما قال المزي في الأطراف .
وكأحاديث أبي عبيدة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ؛ فقد روى الترمذي أن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة قال لأبي عبيدة : هل تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا .
( ومنه ما يحكم بإرساله لمجيئه من وجه آخر بزيادة شخص ) بينهما كحديث رواه عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيغ ، عن حذيفة مرفوعا : إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين .
فهو منقطع في موضعين ؛ لأنه روى عن عبد الرزاق قال : حدثني النعمان بن أبي شيبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري .
وروى أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، عن شريك ، عن أبي إسحاق .
( وهذا القسم مع النوع السابق ) وهو المزيد في متصل الأسانيد ( يعترض بكل منهما على الآخر ) ، لأنه ربما كان الحكم للزائد ، وربما كان للناقص ، والزائد وهم ، وهو يشتبه على كثير من أهل الحديث ، ولا يدركه إلا النقاد ، ( وقد يجاب بنحو ما تقدم ) .