الأول : الصحيح في سن سيدنا محمد سيد البشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه أبي بكر ، وعمر - رضي الله عنهما - ثلاث وستون ، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ، ومنها التاريخ .
وأبو بكر في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، وعمر في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وعثمان - رضي الله عنه - فيه سنة خمس وثلاثين ابن اثنتين وثمانين سنة ، وقيل : ابن تسعين ، وقيل غيره . وعلي - رضي الله تعالى عنه - في شهر رمضان سنة أربعين ابن ثلاث وستين ، وقيل : أربع ، وقيل : خمس . وطلحة والزبير في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ، قال الحاكم : كانا ابني أربع وستين ، وقيل غير قوله ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح ، ابن ثلاث وسبعين . وسعيد سنة إحدى وخمسين ابن ثلاث أو أربع وسبعين ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين ابن خمس وسبعين ، وأبو عبيدة سنة ثماني عشرة ابن ثمان وخمسين ، وفي بعض هذا خلاف - رضي الله عنهم أجمعين .
( الصحيح في سن سيدنا محمد سيد البشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه أبي بكر ، وعمر - رضي الله عنهما - ثلاث وستون ) سنة .
قاله الجمهور من الصحابة ، والتابعين ، فمن بعدهم ، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، والجمهور .
[ ص: 868 ] وقيل : سن النبي - صلى الله عليه وسلم - ستون ، روي عن أنس ، وفاطمة البتول ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير ، ومالك .
وقيل : خمس وستون ، روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وأنس أيضا ، ودغفل بن طلحة .
وقيل : اثنتان وستون ، قاله قتادة .
وحكى الآخران أيضا في أبي بكر ، وحكى الأول في عمر .
وقيل : عاش عمر ستا وستين .
وقيل : إحدى وستين .
وقيل : تسعا وخمسين .
وقيل : سبعا وخمسين .
وقيل : ستا وخمسين .
وقيل : خمسا وخمسين .
( وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى ) يوم ( الاثنين ، لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة ) لا خلاف بين أهل السير في ذلك ، إلا في تعيين اليوم من الشهر ، فالجمهور على ما ذكره المصنف ، أنه في يوم الثاني عشر .
[ ص: 869 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد : مستهل الشهر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي : ثانيه .
قال العراقي : والقول الأول ، وإن كان قول الجمهور فقد استشكله السهيلي من حيث التاريخ ، وذلك لأن يوم عرفة في حجة الوداع كان يوم الجمعة بالإجماع ، لحديث عمر المتفق عليه ، وحينئذ فلا يمكن أن يكون ثاني عشر ربيع الأول من السنة التي تليها يوم الاثنين ، لا على تقدير كمال الشهور ولا نقصها ، ولا كمال بعض ونقص بعض ، لأن ذا الحجة أوله الخميس ، فإن نقص هو والمحرم وصفر كان ثاني عشر ربيع الأول يوم الخميس ، وإن كملت الثلاثة فثاني عشرة الأحد ، وإن نقص بعض وكمل بعض فثاني عشرة الجمعة أو السبت .
قال : وقد رأيت بعض أهل العلم يجيب ، بأن تفرض الشهور الثلاثة كوامل ، ويكون قولهم لاثنتي عشرة ليلة خلت منه ، أي بأيامها كاملة ، فيكون وفاته بعد استكمال ذلك ، والدخول في الثالث عشر .
قال : وفيه نظر من حيث إن الذي يظهر من كلام أهل السير نقصان الثلاثة أو اثنين منهما ، بدليل ما رواه البيهقي بسند صحيح إلى nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صفر ، وكان أول يوم مرض فيه يوم السبت ، وكانت وفاته اليوم العاشر يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول ، وهذا يدل على أن أول صفر السبت ، فلزم نقصان ذي الحجة والمحرم ، وقوله : كانت وفاته - صلى الله عليه وسلم - يوم العاشر ، أي من مرضه فيدل على نقصان صفر أيضا .
[ ص: 870 ] روى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال : اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأربعاء لإحدى عشرة بقيت من صفر إلى أن قال : اشتكى ثلاثة عشرة يوما ، وتوفي يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع .
فهذا يدل على نقص الشهر أيضا ، إلا أنه جعل مدة مرضه أكثر مما في حديث التيمي .
ويجمع بينهما بأن المراد بهذا ابتداء مرضه ، وبالأول اشتداده ، nindex.php?page=showalam&ids=15472والواقدي وإن ضعف في الحديث فهو من أئمة السير ، وأبو معشر نجيح مختلف فيه .
وروى الخطيب في الرواة عن مالك ، من رواية سعيد بن مسلمة بن قتيبة الباهلي : ثنا مالك ، عن نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرض ثمانية ، فتوفي لليلتين خلتا من ربيع الأول ، الحديث .
فاتضح أن قول التيمي ومن وافقه راجح من حيث التاريخ .
قال : وقول المصنف nindex.php?page=showalam&ids=12795كابن الصلاح : ضحى ، يشكل عليه ما في صحيح مسلم من رواية أنس : nindex.php?page=hadith&LINKID=10348066آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث ، وفيه توفي من آخر ذلك اليوم ، وهذا يدل على أنه تأخر بعد الضحى ، ويجمع بينهما بأن المراد أول النصف الثاني فهو آخر وقت الضحى وهو آخر النهار باعتبار أنه من النصف الثاني ، ويدل عليه ما رواهnindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بسنده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتفاع الضحى ، وانتصاف النهار يوم الإثنين .
[ ص: 871 ] وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة في مغازيه عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، توفي يوم الإثنين حين زالت الشمس .
( ومنها ) أي من الهجرة ( التاريخ ) هذه فائدة زادها المصنف .
روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال : ما عدوا من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من متوفاه ، إنما عدوا من مقدمه المدينة .
وروى في تاريخه الصغير عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان التاريخ في السنة التي قدم فيها النبي - صلى الله عليه وسلم .
وروى أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب قال : عمر متى نكتب التاريخ ؟ فجمع المهاجرين ، فقال له علي : من يوم هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فكتب التاريخ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12211ابن أبي خيثمة في تاريخه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين أن رجلا من المسلمين قدم من أرض اليمن ، فقال لعمر : رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ ، يكتبون من عام كذا وشهر كذا ، فقال عمر : إن هذا لحسن ، فأرخوا ، فلما أجمع على أن يؤرخ شاور .
فقال قوم : بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم .
وقال قوم : بالمبعث .
وقال قوم : حين خرج مهاجرا من مكة .
وقال قائل : بالوفاة حين توفي .
فقال : أرخوا خروجه من مكة إلى المدينة .
[ ص: 872 ] ثم قال : بأي شهر نبدأ ، فنصيره أول السنة ، فقالوا : رجب فإن أهل الجاهلية كانوا يعظمونه .
وقال آخرون : شهر رمضان .
وقال آخرون : ذو الحجة فيه الحج .
وقال آخرون : الشهر الذي خرج فيه من مكة .
وقال آخرون : الشهر الذي قدم فيه .
فقال عثمان : أرخوا من المحرم أول السنة ، وهو شهر حرام ، وهو أول الشهور في العدة ، وهو منصرف الناس عن الحج .
فصيروا أول السنة المحرم ، وكان ذلك في سنة سبع عشرة .
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور في سننه بسند حسن عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - في قوله تعالى ( والفجر ) قال : الفجر شهر المحرم . وهو فجر السنة .
قال شيخ الإسلام ابن حجر في أماليه : بهذا يحصل الجواب عن الحكمة في تأخر التاريخ من ربيع الأول إلى المحرم . بعد أن اتفقوا علىجعل التاريخ من الهجرة . وإنما كانت في ربيع الأول . انتهى
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في تاريخه بسنده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران قال : رفع إلى عمر صك سجله شعبان فقال : أي شعبان ! الذي نحن فيه ؟ أم الذي مضى أم [ ص: 873 ] الذي هو آت ؟ ثم قال للصحابة : ضعوا للناس شيئا يعرفونه من التاريخ ، فأجمعوا على الهجرة .
لكن رأيت في مجموع بخط ابن القماح عن nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح أنه قال : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13498أبو طاهر بن محمش الزيادي في كتاب الشروط : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران ، وأمر عليا أن يكتب فيه : إنه كتب لخمس من الهجرة .
قال : فالمؤرخ بها إذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر تبعه في ذلك ، وقد أشبعت الكلام في ذلك في مؤلف مستقل يختص بهذه المسألة .
( سنة أربعين ) وقال ابن زبر : سنة تسع وثلاثين ، وهو وهم لم يتابع عليه .
وهو ( ابن ثلاث وستين .
وقيل : أربع ) وستين .
( وقيل : خمس ) وستين .
وقيل : اثنتين وستين .
وقيل : ثمان وخمسين .
وقيل : سبع وخمسين .
( وطلحة والزبير ) ماتا معا ( في ) يوم واحد قتلا في وقعة الجمل .
وقيل الآخر يوم الخميس .
وقيل : يوم الجمعة عاشر ( جمادى الأولى ) وعليه الجمهور ( سنة ست وثلاثين ) ومن قال في رجب ، أو ربيع فقولان مرجوحان .
( قال الحاكم : كانا ابني أربع وستين ) سنة ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان .
[ ص: 876 ] ( وقيل غير قوله ) فقال أبو نعيم : كان لطلحة ثلاث وستون .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16745عيسى بن طلحة : اثنتان وستون .
وقال المديني : ستون
وقيل : خمس وسبعون .
وقيل : كان للزبير سبع وستون .
وقيل : ست وستون .
وقيل : ستون .
وقيل : بضع وخمسون .
وقيل : خمس وسبعون .
فائدة :
قال nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار : أعرق الناس في القتل عمارة بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ، قتل عمارة وأبوه حمزة يوم قديد وقتل مصعبا عبد الملك بن مروان ، وقتل الزبير يوم الجمل ، وقتل العوام يوم الفجار .
زاد nindex.php?page=showalam&ids=13967أبو منصور الثعالبي في كتابه : لطائف المعارف : وقتل خويلد أبو العوام في حرب خزاعة .
قال : ولا نعرف من العرب والعجم ستة مقتولين في نسب إلا في آل الزبير .
[ ص: 877 ] ( و ) توفي ( nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين على الأصح ) وقيل : سنة خمسين ، وقيل : إحدى وقيل : أربع ، وقيل : ست ، وقيل : سبع ، وقيل : ثمان .
( ابن ثلاث وسبعين ) وقيل : أربع وسبعين ، وقيل : اثنتين وثمانين ، وقيل : ثلاث وثمانين ، وهو آخر العشرة موتا .
( و ) توفي ( سعيد ) ابن زيد ( سنة إحدى وخمسين ) وقيل : اثنتين ، وقيل : ثمان وخمسين .
( ابن ثلاث وسبعين ) أو أربع وسبعين قال الأول المديني ، والثاني nindex.php?page=showalam&ids=14923الفلاس .
( و ) توفي ( nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين ) وقيل : إحدى ، وقيل : ثلاث .
( ابن خمس وسبعين ) وقيل : اثنتين وسبعين ، وقيل : ثمان وسبعين .
( و ) توفي ( أبو عبيدة ) بطاعون عمواس ( سنة ثماني عشرة ) ، وهو ( ابن ثمان وخمسين ) بلا خلاف في الأمرين . ( وفي بعض هذا خلاف ) كما تقدم التنبيه عليه ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) .