[ ص: 140 ] باب ما جاء في مس الذكر
حديث
طلق بن علي - ذكر مذاهب أهل العلم - ذكر من ذهب إلى ترك
الوضوء من مس الذكر - ذكر من ذهب إلى إيجاب الوضوء - هل حديث
طلق منسوخ ، وأن حديث
بسرة ناسخ له ؟ - حديثان آخران عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو - أدلة من ذهب إلى الرخصة - أدلة من ذهب إلى حديث
بسرة - هل سمع
طلق الناسخ والمنسوخ ؟ .
أخبرني
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الفارسي ، أخبرنا
يحيى بن عبد الوهاب العبدي ، أخبرنا
محمد بن أحمد الكاتب ، أخبرنا
عمر بن أحمد الواعظ ، أخبرنا
أحمد بن محمد بن يزيد بن يحيى الزعفراني ، [ ص: 141 ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13460محمد بن عثمان بن كرامة ، حدثنا
أبو نعيم أيوب بن عتبة قاضي
اليمامة ، حدثني
قيس بن طلق ، حدثني أبي أنه كان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945485سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مس الذكر ؟ فقال : ما هو إلا بضعة من جسدك .
رواه
أبو نعيم ، وتابعه
أحمد بن يونس ، وقال : سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والباقي مثله .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=11881أبو العلاء الحافظ ، أخبرنا
الحسن بن أحمد ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله ، أخبرنا
عبد الله بن محمد ، حدثنا
أبو القاسم الرازي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن
محمد بن جابر ، عن
[ ص: 142 ] قيس بن طلق عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=945486أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل من مس الذكر الوضوء ؟ قال : لا .
قرأت على
أبي موسى الحافظ ، أخبرك
أبو علي ، أخبرنا
أبو نعيم ، أخبرنا
عبد الله بن جعفر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17417يونس بن حبيب ، حدثنا
أبو داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة ، عن
قيس بن طلق ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945487قلت : يا رسول الله ، يكون أحدنا في الصلاة فيمس ذكره ، يعيد الوضوء ؟ قال : لا إنما هو منك .
وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب : فذهب بعضهم إلى هذه الأحاديث ، ورأوا ترك الوضوء من مس الذكر : روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة بن اليمان ، nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن حصين ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص في إحدى الروايتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب في إحدى الروايتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=15885وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ، وأبي حنيفة ، وأصحابه ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، وأهل الكوفة .
[ ص: 143 ] وخالفهم في ذلك آخرون : فذهبوا إلى إيجاب الوضوء من مس الذكر ، وبعض من ذهب إلى هذا القول ادعى أن حديث
طلق منسوخ على ما سيأتي بيانه ، وممن روي عنه الإيجاب من الصحابة :
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وابنه
عبد الله ، nindex.php?page=showalam&ids=50وأبو أيوب الأنصاري ، وزيد بن خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وجابر ، وعائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة ،
وبسرة بنت صفوان ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص في إحدى الروايتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في إحدى الروايتين .
ومن التابعين ؛
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رياح ، nindex.php?page=showalam&ids=11795وأبان بن عثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=17092ومصعب بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير عن رجال
الأنصار ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب في أصح الروايتين ،
nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، وأكثر
أهل الشام ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، والمشهور من قول
مالك أنه كان يوجب منه الوضوء .
ومن ذهب إلى هذا القول ادعى أن حديث
طلق على تقدير ثبوته منسوخ ، وناسخه ما أخبرني
عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ، أخبرنا
أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين التاجر ، أخبرنا
أحمد بن الحسن ، أخبرنا
محمد بن يعقوب ، أخبرنا
الربيع ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، أخبرنا
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير يقول : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء ؟ فقال
مروان : من مس الذكر الوضوء .
[ ص: 144 ] قال
عروة : ما علمت ذلك ! قال
مروان : أخبرتني
بسرة ابنة صفوان ، أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945488إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ .
أخرجه
أبو داود في كتابه عن
nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، عن
مالك ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17220هارون بن عبد الله ، عن
معن ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14061الحارث بن مسكين ، كلاهما عن
مالك . وأخرجه
الترمذي أيضا من غير وجه .
وبالإسناد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أخبرنا
سليمان بن عمرو ، ومحمد بن عبد الله ، عن
يزيد بن عبد الملك الهاشمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945489إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس بينه وبينه شيء فليتوضأ .
[ ص: 145 ] هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في كتاب الطهارة ، ورواه في سنن
حرملة ، عن
عبد الله بن نافع ، عن
يزيد بن عبد الملك النوفلي ، عن
أبي موسى الخياط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد ، وقد روى هذا الحديث :
عبد الرحمن بن القاسم المصري ، nindex.php?page=showalam&ids=17126ومعن بن عيسى ، nindex.php?page=showalam&ids=14905وإسحاق الفروي ، وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17369يزيد بن عبد الملك ، عن
سعيد .
كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أولا ،
ويزيد هو ابن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، سئل عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل فقال : شيخ من
أهل المدينة ، ليس به بأس ، وقد روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=17194نافع بن عمر الجمحي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17369يزيد بن عبد الملك . وإذا اجتمعت هذه الطرق دلتنا على أن هذا الحديث له أصل من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
أخبرني
أبو موسى الحافظ ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14082أبو علي الحداد ، أخبرنا
أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14859أبو أحمد الغطريفي ، أخبرنا
محمد بن عبد الله بن شيرويه ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد ، حدثني
الزبيدي ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945490أيما رجل مس فرجه فليتوضأ ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ .
هذا إسناد صحيح ؛ لأن
إسحاق بن إبراهيم إمام غير مدافع ، وقد خرجه
[ ص: 146 ] في مسنده ،
nindex.php?page=showalam&ids=15550وبقية بن الوليد ثقة في نفسه ، وإذا روى عن المعروفين فيحتج به .
[ ص: 147 ] وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج فمن بعده من أصحاب الصحاح حديثه محتجين به .
والزبيدي هو محمد بن الوليد قاضي دمشق ، من ثقات الشاميين ، محتج به في الصحاح كلها .
[ ص: 148 ] nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب ثقة باتفاق أئمة الحديث ، وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به ، وأما روايته عن أبيه ، عن جده ، فالأكثرون على أنها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع ، وقد روى عنه خلق من التابعين .
[ ص: 149 ] وذكر
الترمذي في كتاب " العلل " عن
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري أنه قال : حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح ، وقد روي هذا الحديث عن
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب من غير وجه ، فلا يظن ظان أنه من مفاريد بقية ، فيحتمل أن يكون قد أخذه عن مجهول ، والغرض من تبيين هذا الحديث زجر من لم يتقن معرفة مخارج الحديث عن الطعن في الحديث من غير تتبع وبحث عن مطالعه .
وقال بعض من ذهب إلى الرخصة : المصير إلى حديث
طلق أولى لأسباب :
منها : اشتهار
طلق بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ومنها : طول صحبته ، وكثرة روايته .
وأما
بسرة فغير مشهورة ، واختلاف الرواة في نسبها يدل على جهالتها ؛ لأن بعضهم يقول : هي كنانية ، وبعضهم يقول : أسدية . ثم لو قدرنا انتفاء الجهالة عنها ما كانت أيضا توازي طلقا في كثرة روايته ؛ إذ قلة روايتها تدل على قلة صحبتها ، ثم اختلاف الرواة في حديثها يدل على ضعف حديثها ، ثم حديث النساء إلى الضعف ما هو !
قالوا : وقد روينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، ومحله من هذا الشأن ما قد عرف أنه قال
nindex.php?page=showalam&ids=17336ليحيى بن معين : كيف تتقلد إسناد
بسرة ومروان أرسل شرطيا حتى رد جوابها إليه .
وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14923أبي حفص الفلاس أنه قال : حديث
قيس بن طلق عندنا أثبت من حديث
بسرة .
[ ص: 150 ] ثم لو سلمنا ثبوت الحديث فمن أين لكم ادعاء النسخ في ذلك ؟ إذ ليس في حديث
بسرة ما يدل على النسخ ، بل أولى الطرق أن يجمع بين الحديثين ، كما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16860لوين عن
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة قال : تفسير حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945440من مس ذكره فليتوضأ معناه : أن يغسل يده إذا مسه ، أجاب من ذهب إلى الإيجاب ، وقال : لا ينكر اشتهار
بسرة بنت صفوان بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومتانة حديثها إلا من جهل مذاهب التحديث ، ولم يحط علمه بأحوال الرواة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : قد روينا قولنا عن غير
بسرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي يعيب علينا الرواية عن
بسرة يروي عن
عائشة بنت عجرد ، وأم خداش ، وعدة من النساء لسن بمعروفات في العامة ، ويحتج بروايتهن ، ويضعف
بسرة مع سابقتها وقديم هجرتها وصحبتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حدثت بهذا في دار
المهاجرين والأنصار ، وهم متوافرون ، ولم يدفعه منهم أحد ، بل علمنا بعضهم صار إليه عن روايتها منهم :
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، وقد دفع وأنكر الوضوء من مس الذكر قبل أن يسمع الخبر ، فلما علم أن
بسرة روته قال به وترك قوله ، وسمعها
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر تحدث به فلم يزل يتوضأ من مس الذكر حتى مات ، وهذه طريقة الفقه والعلم .
وقال
أحمد بن شعيب النسوي : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15177محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17155منصور بن سلمة الخزاعي ، قال : قال لنا
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس : أتدرون من
بسرة بنت صفوان ؟ هي جدة
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان أم أمه ، فاعرفوها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17094مصعب بن عبد الله الزبيري :
بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد من المبايعات ،
وورقة بن نوفل عمها ، وليس
لصفوان بن نوفل عقب إلا من قبل
بسرة ، هي زوجة
معاوية بن المغيرة بن أبي العاص .
[ ص: 151 ] قالوا : وأما ما ذكرتموه من اختلاف الرواة في حديثها فقد وجد في حديث
طلق نحو ذلك وأولى .
ثم إذا صح للحديث طريق ، وسلم من شوائب الطعن تعين المصير إليه ، ولا عبرة باختلاف الباقين ، وحديث
مالك الذي مر سنده لا يختلف في عدالة رواته .
وأما ما روي بأن
عروة جعل يماري
مروان في ذلك حتى دعا رجلا من حرسه فأرسله إلى
بسرة يسألها ، فغير قادح في المقصود ؛ لصيرورة
عروة إلى هذا الحديث ، ولولا ثقة الحرسي عنده لما صار إليه ، ثم قد روي عن
عروة أنه سأل
بسرة عن ذلك فصدقته ، نحو ذلك رواه
ربيعة بن عثمان ، والمنذر بن عبد الله الحزامي ، وعنبسة بن عبد الواحد ، وحميد بن الأسود ، وغيرهم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن
بسرة ، قالوا : وأما حديث
طلق فلا يقاوم هذا الحديث ؛ لأسباب :
منها : نكارة سنده ، وركاكة روايته . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في القديم : وزعم - يعني من خالفه - أن قاضي
اليمامة ، ومحمد بن جابر ذكرا عن
قيس بن طلق ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على أن لا وضوء منه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : قد سألنا عن
قيس فلم نجد من يعرفه ، فما يكون لنا فيه قبول خبره ، وقد عارضه من وصفنا نعته ورجاحته في الحديث وثبته .
[ ص: 152 ] وأشار
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة قاضي
اليمامة ، nindex.php?page=showalam&ids=16930ومحمد بن جابر السحيمي ، عن
قيس بن طلق ، وقد مر حديثهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=12348وأيوب بن عتبة ، ومحمد بن جابر ضعيفان عند أهل العلم بالحديث .
وقد روى حديث
طلق أيضا
ملازم بن عمرو ، عن
عبد الله بن بدر ، عن
قيس ، إلا أن صاحبي الصحيح لم يحتجا بشيء من روايته .
ورواه أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، عن
قيس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ،
وعكرمة أقوى من رواه عن
قيس ، إلا أنه رواه منقطعا .
قالوا : وقد روينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين أنه قال : لقد أكثر الناس في
[ ص: 153 ] قيس بن طلق ، وأنه لا يحتج بحديثه .
وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم أنه قال : سألت أبي
وأبا زرعة عن هذا الحديث ؛ فقالا :
قيس بن طلق ليس ممن تقوم به حجة ، ووهناه ، ولم يثبتاه . قالوا : وحديث
قيس بن طلق كما لم يخرجه صاحبا الصحيح في الصحيح لم يحتجا أيضا بشيء من رواياته ، ولا بروايات أكثر رواة حديثه في غير هذا الحديث .
وحديث
بسرة وإن لم يخرجاه لاختلاف وقع في سماع
عروة من
بسرة ، أو هو عن
مروان ، عن
بسرة ، فقد احتجا بسائر رواة حديثها ؛
مروان فمن دونه ، قالوا : فهذا وجه رجحان حديثها على حديث
قيس من طريق الإسناد ، كما أشار إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ؛ لأن الرجحان إنما يقع بوجود شرائط الصحة ، والعدالة في حق هؤلاء الرواة دون من خالفهم ، وأما منعهم ادعاء النسخ قالوا : الدليل على ذلك من جهة التاريخ ؛ لأن حديث
طلق كان في أول الهجرة زمن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبني المسجد ، وحديث
بسرة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، كان بعد ذلك لتأخرهم في الإسلام .
[ ص: 154 ] ذكر خبر يدل على أن قدوم
طلق كان أول الهجرة
أخبرني
محمد بن إبراهيم بن علي الخطيب ، أخبرنا
يحيى بن عبد الله ، أخبرنا
محمد بن أحمد الكاتب ، أخبرنا
عبد الله بن محمد الحياني ، حدثنا
علي بن رستم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16860لوين ، عن
محمد بن جابر ، عن
عبد الله بن بدر ، عن
طلق بن علي ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945491قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يبنون المسجد ، فقال : يا يمامي أنت أرفق بتخليط الطين فلدغتني عقرب ، فرقاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . كذا روي من هذا الوجه مختصرا .
وقد روي من وجه آخر أتم من هذا ، وفيه ذكر الرخصة في مس الذكر ، قالوا : إذا ثبت أن حديث
طلق متقدم ، وأحاديث المنع متأخرة وجب المصير إليها ، وصح ادعاء النسخ في ذلك ، ثم نظرنا : هل نجد أمرا يؤكد ما صرنا إليه ، فوجدنا
طلقا روى حديثا في المنع ، فدلنا ذلك على صحة النقل في إثبات النسخ ، وأن
طلقا قد شاهد الحالتين ، وروى الناسخ والمنسوخ .
أخبرنا
أبو العلا الحافظ ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15636أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070محمد بن عبد الله الضبي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14687سليمان بن أحمد ، حدثنا
الحسن بن علي النسوي ، حدثنا
حماد بن محمد الحنفي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12348أيوب بن عتبة ، عن
قيس بن طلق ، عن أبيه
طلق بن علي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945492من مس فرجه فليتوضأ .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن
أيوب عن
عتبة إلا
حماد [ ص: 155 ] بن محمد ، وهما عندي صحيحان ، يشبه أن يكون سمع الحديث الأول من النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هذا ، ثم سمع هذا بعد ؛ فوافق حديث
بسرة ، nindex.php?page=showalam&ids=10583وأم حبيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وزيد بن خالد الجهني ، وغيرهم ممن روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمر بالوضوء من مس الذكر فسمع الناسخ والمنسوخ .
أخبرنا
أبو موسي الحافظ ، أخبرنا
أبو علي ، أخبرنا
أبو إبراهيم ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14859أبو أحمد الغطريفي ، حدثنا
أحمد بن موسى العدوي ، أخبرنا
إسماعيل بن سعيد الكسائي الفقيه قال : المذهب في ذلك عندي من يرى الوضوء من ذلك ، يقولون : قد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوضوء من مس الذكر من وجوه شتى ، فلا يرد ذلك الحديث
ملازم بن عمرو ، nindex.php?page=showalam&ids=12348وأيوب بن عتبة ، ولو كانت روايتهما مثبتة لكان في ذلك مقال لكثرة من روى بخلاف روايتهما ، ومع ذلك الاحتياط في ذلك أبلغ .
ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد صحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=945493أنه نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه ، أفلا يرون أن الذكر لا يشبه سائر الجسد ، ولو كان ذلك بمنزلة الإبهام والأنف والأذن ، ما هو منا لكان لا بأس علينا أن نمسه بأيماننا ، فكيف يشبه الذكر بما وصفوا من الإبهام وغير ذلك ؟ ولو كان ذلك شرعا سواء لكان سبيله في المس سبيل ما سمينا ، ولكن ههنا علة قد غابت عنا معرفتها ، ولعل ذلك أن يكون عقوبة لكي يترك الناس مس الذكر ، فيصير من ذلك الاحتياط .