الثانية : للصحابة بأسرهم خصيصة ، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم ، بل ذلك أمر مفروغ منه ، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة .
قال الله تبارك وتعالى : (
كنتم خير أمة أخرجت للناس )
[ ص: 295 ] الآية ، قيل : اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وقال تعالى : (
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) . وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ .
وقال سبحانه وتعالى : (
محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ) الآية .
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة ، منها حديث
أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " .
ثم إن الأمة مجمعة على
تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحسانا للظن بهم ، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله - سبحانه وتعالى - أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة ، والله أعلم .