[ ص: 71 ] الخامس :
الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلا وبعضهم متصلا اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول أو بقبيل المرسل .
مثاله : حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10348120لا نكاح إلا بولي " ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي ، عن
أبي بردة ، عن أبيه ،
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا هكذا متصلا .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ،
وشعبة ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي بردة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا هكذا .
فحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب الحافظ أن أكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل .
وعن بعضهم : أن الحكم للأكثر .
وعن بعضهم : أن الحكم للأحفظ ، فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله ، ثم لا يقدح ذلك في عدالة من وصله وأهليته .
ومنهم من قال : " من أسند حديثا قد أرسله الحفاظ فإرسالهم له يقدح في مسنده وفي عدالته وأهليته " .
ومنهم من قال : " الحكم لمن أسنده إذا كان عدلا ضابطا ، فيقبل خبره وإن خالفه غيره ، سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة " .
قال
الخطيب : " هذا القول هو
[ ص: 72 ] الصحيح " .
قلت : وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله ، وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10348120لا نكاح إلا بولي " المذكور ، فحكم لمن وصله ، وقال : " الزيادة من الثقة مقبولة " ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا ، مع أن من أرسله
شعبة وسفيان ، وهما جبلان لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية .
ويلتحق بهذا ما إذا كان الذي وصله هو الذي أرسله ، وصله في وقت وأرسله في وقت . وهكذا إذا رفع بعضهم الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقفه بعضهم على الصحابي ، أو رفعه واحد في وقت ووقفه هو أيضا في وقت آخر ، فالحكم على الأصح في كل ذلك لما زاده الثقة من الوصل والرفع ؛ لأنه مثبت وغيره ساكت ، ولو كان نافيا فالمثبت مقدم عليه ؛ لأنه علم ما خفي عليه . ولهذا الفصل تعلق بفصل زيادة الثقة في الحديث ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ، وهو أعلم .