الفصل العاشر : في
الحصر ، وهو : إثبات نقيض حكم المنطوق به للمسكوت عنه بصيغة إنما ونحوها .
وأدواته أربع :
إنما نحو :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10348180إنما الماء من الماء .
وتقدم النفي قبل إلا نحو :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10348181لا يقبل صلاة إلا بطهور .
والمبتدأ مع الخبر نحو قوله عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10348182تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم . فالتحريم محصور في التكبير ، والتحليل محصور في التسليم ، وكذلك :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10348183ذكاة الجنين ذكاة أمه .
وتقديم المعمولات نحو قوله تعالى : (
إياك نعبد ) . (
وهم بأمره يعملون ) . أي لا نعبد إلا إياك ، وهم لا يعملون إلا بأمره .
وهو منقسم إلى حصر الموصوفات في الصفات نحو إنما زيد عالم ، وإلى حصر
[ ص: 65 ] الصفات في الموصوفات نحو إنما العالم زيد ، وعلى التقديرين ، فقد يكون عاما في المتعلق نحو ما تقدم ، وقد يكون خاصا نحو قوله تعالى : (
إنما أنت منذر ) . أي باعتبار من لا يؤمن ، فإن حظه منه الإنذار ليس إلا ، فهو محصور في إنذاره ، ولا وصف له غير الإنذار باعتبار هذه الطائفة ، وإلا فهذه الصيغة تقتضي حصره في النذارة ، فلا يوصف بالبشارة ، ولا بالعلم ، ولا بالشجاعة ، ولا بصفة أخرى ، ومن هذا الباب قولهم زيد صديقي ، وصديقي زيد ، فالأول يقتضي حصر زيد في صداقتك ، فلا يصادق غيرك ، وأنت يجوز أن تصادق غيره ، والثاني يقتضي حصر صداقتك فيه ، وهو غير منحصر في صداقتك بل يجوز أن يصادق غيرك على عكس الأول .