[ ص: 375 ] الباب الحادي عشر
في
القدوم على ضريحه
وقد كره
مالك أن يقال : زرنا النبي عليه السلام ، وأن يسمى زيارة ، قال صاحب ( تهذيب الطالب ) : لأن شأن الزائر الفضل والتفضيل على المزور ، وهو صاحب الفضل والمنة ، وكذلك أن يقال : طواف الزيارة ، وقيل : لأن الزيارة تشعر بالإباحة ، وزيارة النبي عليه السلام من السنة المتأكدة ، ولو استؤجر رجل على الحج والزيارة فتعذرت عليه الزيارة ، قال ابن أبي زيد : يرد من الأجرة بقدر مسافة الزيارة ، وقيل : يرجع ثانية حتى يزور ، وقال
سند : يستحب لمن فرغ من حجه إتيان مسجده عليه السلام فيصلي فيه ، ويسلم على النبي ، وفي
أبى داود قال عليه السلام : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10349109ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عز وجل علي روحي حتى أرد عليه السلام ) ويروى عنه عليه السلام أنه قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10349110من زار قبري وجبت له شفاعتي ، ومن زار قبري وجبت له الجنة ) ويروى عنه أنه قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10349111من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ) وحكى
العتبي أنه كان
[ ص: 376 ] جالسا عند قبره عليه السلام فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : (
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) [ النساء 64 ] ، وقد جئتك مستغفرا من ذنبي ، مستشفعا بك إلى ربي ، ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فحملتني عيني فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال لي : يا
عتبي : الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له .