562 - ذكر فيه مالك حديث عائشة - رضي الله عنهما - ; أنها قالت : مر على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب بغنم من الصدقة فرأى فيها شاة حافلا ذات ضرع عظيم . فقال عمر : ما هذه الشاة ؟ فقالوا : شاة من الصدقة . فقال عمر : ما أعطى هذه أهلها وهم طائعون . لا تفتنوا الناس . لا [ ص: 190 ] تأخذوا حزرات المسلمين . نكبوا عن الطعام .
12945 - قال أبو عمر : قوله : " حافلا " يعني التي قد امتلأ ضرعها لبنا ومنه قيل : مجلس حافل ومحتفل .
12946 - وإنما أخذت - والله أعلم - من غنم كلها لبون ، كما لو كانت كلها ربى أخذ منها أو لو كانت كلها مواخض أخذ منها ، ولكن عمر رضي الله عنه كان شديد الإشفاق على المسلمين كالطير الحذر . وهكذا يلزم الخلفاء فيمن أمروه واستعملوه : الحذر منهم ، واطلاع أعمالهم .
12947 - وكان رضي الله عنه إذا قيل له : ألا تستعمل أهل بدر ؟ قال : أدنسهم بالولاية !
[ ص: 191 ] 12948 - على أنه قد استعمل منهم قوما ، منهم سعد ، ومحمد بن مسلمة .
12949 - وروي عن حذيفة أنه قال لعمر : إنك لتستعمل الرجل الفاجر ؟ فقال : أستعمله لأستعين بقوته ثم أكون بعد قفاه يريد : أستقصي عليه وأعرف ما يعمل به .
12950 - والدليل على أن الشاة الحافل لم تؤخذ إلا على وجهها أنه لم يأمر بردها ، ووعظ وحذر تنبيها ليوقف على مذهبه وينشر ذلك عنه فتطمئن نفوس الرعية ويخاف عاملهم .
12951 - وأما " الحزرات " : فما غلب على الظن أنه خير المال وخياره .
12952 - وقال صاحب العين : الحزرات : خيار المال ، وقيل : الحزرات : كرائم الأموال .