20112 - قال أبو عمر : في هذا الحديث فضل الغزو والثبوت عند لقاء العدو .
20113 - وقوله لا يكلم أحد ، معناه : لا يجرح ، والكلوم : الجراح عند العرب .
20114 - وقوله : " يثعب دما " ، معناه يتفجر دما .
20115 - وقوله : في سبيل الله ، فمعناه الجهاد وملاقاة أهل الحرب من الكفار .
20116 - على هذا خرج الحديث ، ويدخل فيه بالمعنى كل من جرح في سبيل بر ، وحق مما أباحه الله ، كقتال أهل البغي والخوارج وغيرهم ، واللصوص [ ص: 219 ] والمحاربين ، أو آمر بمعروف أو ناه عن منكر .
20118 - وأما قوله - عليه السلام " nindex.php?page=hadith&LINKID=954352والله أعلم بمن يكلم في سبيله " . إنه كذلك على أنه ليس كل من خرج في الغزو ، تكون هذه حاله ، حتى تصح له نية ، ويعلم الله تعالى من قلبه أنه يريد وجهه ومرضاته ، ولم يخرج رياء ولا مباهاة ولا سمعة ، ولا فخرا ، ولا ابتغاء دنيا يقصدها .
20119 - وفي هذا الحديث دليل على أن الشهيد يبعث على حاله التي قبض عليها وهيئته ، بدليل هذا الحديث .
20124 - فعلى هذا يحتمل أن يبعث على ما مات عليه من كفر وإيمان وشك وإخلاص ، ونحو ذلك .
20125 - والحقيقة في كل ما يحتملها اللفظ من الكتاب والسنة أولى من المجاز ، لأن الذي يعيده خلقا سويا ، يعيد ثيابه - إن شاء .
20126 - وإن كان قد روي بالوجه الآخر خبر ذكره أبو داود في باب من يغزو ، ويلتمس الدنيا ، إسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، أنه قال : يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو ، فقال : " يا nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا ، بعثك الله صابرا محتسبا ، وإن قاتلت مكاثرا ، بعثك الله مرائيا مكاثرا يا nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، على أي حال قاتلت أو قتلت ، بعثك الله تيك الحال .
20127 - وقد استدل قوم من الفقهاء الذين يذهبون إلى ألا عمل على الشهيد المقتول في المعركة وغيرها بهذا الحديث ، وجائز أن يحتج به من خص قتل [ ص: 222 ] الكفار في المعركة .