3018 - وكذلك رواه سائر من رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، لا عن عروة ، عن عائشة . وهو الصحيح عندهم . لعروة عن زينب ، عن أمها ، لا عن عائشة ، والله أعلم .
3020 - وهذا ما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء ، والحمد لله .
3021 - وأكثر أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب يقولون في هذا الحديث : نعم ، إذا وجدت الماء .
[ ص: 123 ] 3022 - وكذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة وأنس في قصة أم سليم وكذلك روته nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم ، عن النبي - عليه السلام - .
3023 - والعلماء على ذلك مجمعون فيمن وجد الماء الدافق من الرجال والنساء .
3024 - وقد أوضحنا في التمهيد هذا المعنى .
3025 - وقد روي هذا المعنى ملخصا من أخبار الآحاد العدول مرفوعا .
[ ص: 124 ] 3028 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، حدثنا محمد ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن عروبة عن قتادة عن أنس .
3029 - وهذا واضح لا إشكال فيه ، ولا مدخل للقول ، وقد ذكرنا أسانيد هذه الأحاديث في التمهيد . 3030 - وفي هذا الحديث ما كان عليه نساء ذلك الزمان من الاهتبال ، والاهتمام بأمر دينهن ، والسؤال عنه .
[ ص: 125 ] 3036 - وقد قيل : إن إنكار عائشة لذلك إنما كان لصغر سنها ، وكونها مع زوجها ؛ لأنها لم تحض إلا عنده ، ولم تفقده فقدا طويلا إلا بموته - عليه السلام - . فلذلك لم تعرف في حياته الاحتلام ؛ لأن الاحتلام لا يعرفه النساء ولا أكثر الرجال إلا عند عدم الجماع . بعد المعرفة به . فإذا فقد النساء أزواجهن احتلمن . والوجه الأول عندي أصح وأولى ، والله أعلم ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة فقدت زوجها وكانت كبيرة عالمة بذلك ، وأنكرت منه ما أنكرت عائشة - رحمها الله - . فدل ذلك على أن من النساء من لا تنزل الماء في غير الجماع الذي يكون حقيقة في اليقظة ، والله أعلم .
3045 - وأما قوله في الحديث : " أف لك " فيجر ويرفع وينصب بتنوين وغير تنوين .
3046 - ذكر ذلك أبو عبيدة وغيره ، وقال : هو ما غلظ من الكلام ، وقبح . وقال غيره : معنى هذه اللفظة : أنه يقال جوابا لما يستثقل من الكلام ، وما يضجر منه . وقالوا : الأف ، والتف بمعنى . قالوا : والأف وسخ الأذن ، والتف : وسخ الأظفار .
3047 - وأما قوله " تربت يداك " . و " تربت يمينك " ففيه قولان :
3048 - ( أحدهما ) أن يكون استغنت يداك أو يمينك ، كأنه يعرض لها بالجهل لما أنكرت ما لا ينبغي أن ينكر ، وأنها كانت تحتاج أن تسأل عن ذلك ، فخاطبها بضد المعنى تنبيها وتأنيبا ، كما قيل في قوله تعالى : " ذق إنك أنت العزيز الكريم " [ سورة الدخان : 49 ] وكما تقول لمن كف عن السؤال فيما جهله : أما أنت فاستغنيت أن تسأل عن مثل هذا ، أي لو أنصفت نفسك ونصحت لها لسألت .
3049 - وقال غيره : هو كما يقال للشاعر إذا أجاد : قاتله الله ، وأخزاه ، لقد أجاد ! ويله مسعر حرب ! وقال : ويل أمه ! وهو يريد مدحه .
3050 - وهذا كله عند من قال هذا القول فرارا من الدعاء على عائشة تصريحا [ ص: 128 ] وأن ذلك غير ممكن من النبي - عليه السلام - عندهم .
3051 - وأنكر أكثر أهل العلم باللغة والمعاني أن تكون هذه اللفظة بمعنى الاستغناء ، وقالوا : لو كانت بمعنى الاستغناء لقال : أتربت يمينك ؛ لأن الفعل منه رباعي . يقال : أترب الرجل : إذا استغنى ، وترب : إذا افتقر . وقالوا : معنى قوله : " تربت يمينك " أي : افتقرت من العلم بما سألت عنه أم سليم ، ونحو هذا .
3052 - قال أبو عمر : أما قوله " تربت يمينك " فمعلوم من دعاء العرب بعضهم على بعض ، مثل : قاتله الله ، وهوت أمه ، وثكلته أمه ، وعقرا حلقا ، ولليدين والفم ، ونحو هذا . والشبه والشبه ، مثل : المثل والمثل والقتب والقتب .