[ ص: 273 ] 21871 - قال أبو عمر : قول مالك قول صحيح على ما شرط ، لأنه شرط حتى لا يشك أحد أن السهم قتله ، وأن لا تكون له حياة بعد .

21872 - وإذا كان هكذا ارتفع معنى الخلاف ، لأن المخالف ، لم يحمله على قوله إلا خوف أن يعين الجارح غيره على ذهاب نفس الصيد ، والله أعلم .

21873 - ولا أعلمهم يختلفون فيمن فرى أوداج الطائر ، أو الشاة ، وحلقومها ، ومريئها ، ثم وثب ، فوقعت في ماء ، أو تردت بعد ، أنها لا يضرها ذلك .

21874 - ولا خلاف عن مالك أنه إذا أعان على قتل الصيد ، غرق ، أو ترد ، أو كلب غير معلم لم يؤكل .

21875 - قال : وإن وقع من الهوي على الأرض ، فمات ، ووجدت سهمك لم ينفذ مقاتله ، لم يؤكل .

21876 - وأما قول الفقهاء في هذه المسألة ، وما كان في معناها .

21877 - فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأبو حنيفة ، وأصحابهما : إذا رمي الصيد في الهوي ، فوقع على جبل ، فتردى ، ومات لم يؤكل ; لأنه لم يؤتمن أن يكون التردي [ ص: 274 ] قد أعان على قتله مع إنفاذ المقاتل .

21878 - ولو وقع مع إنفاذ المقاتل على الجبل ، والأرض ، فمات مكانه أكل .

21879 - وإن وقع في ماء لم يؤكل .

21880 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : وفي الوعل يكون على شرف ، فيضربه الطائر ، فيقع لا يأكله ; لأنه لا يؤمن أن يموت من السقطة .

21881 - وقال في طائر رماه رجل ، وهو يطير في الهواء ، فوقع في ماء : لا يؤكل .

21882 - قال : وإن وقع على الأرض ميتا أكل .

21883 - وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال : إذا رمى أحدكم طائرا ، وهو على جبل ، فخر ، فمات فلا يأكله ، فإني أخاف أن يكون قتله ترديه .

21884 - قال : وكذلك إن وقع في ماء ، فإني أخاف أن يكون قتله الماء .

21885 - لم يذكر في ذلك كله إنفاذ المقاتل .

21886 - وما خافه nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قد خافه مالك في قوله حتى لا يشك أحد أنه قتله .

21887 - وكل ما روي عن التابعين ، وسائر الخلفاء ، فغير خارج عن هذا المعنى ، وبالله التوفيق .

21888 - إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : إني رميت صيدا ، [ ص: 275 ] فأصبت مقتله ، فتردى ، أو وقع في ماء ، وأنا أنظر ، فمات ، قال : لا تأكله .