38543 - قال أبو عمر : هذا الأعرابي كانت لبيعته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على [ ص: 21 ] الإسلام والهجرة لوطنه ، والمقام معه ، وهذا نوع من البيعات التي كان يأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس .
38544 - وقد ذكرنا وجوهها وشواهدها في " التمهيد " في باب nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر ، وكان على الناس في ذلك الوقت فرضا إذا أسلموا أن ينتقلوا إلى المدينة ، إذ لم يكن للإسلام في ذلك الوقت دار غيرها ، ويقيم معهم ، لصرفهم فيما يحتاج إليه من غزو الكفار ، وحفظ المدينة ممن أرادها منهم ، ولإرسال من احتاج إلى إرساله في الدعاء إلى الإسلام ، وغير ذلك مما هو معلوم من سيرته - صلى الله عليه وسلم - ، حتى فتح الله - عز وجل - عليه مكة .
[ ص: 22 ] 38547 - وهذا الأعرابي كان ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المقام بالمدينة ، فلما لحقه من الوعك ، أراد الخروج عنها إلى وطنه ، ولم يكن - والله أعلم - ممن رسخ الإيمان في قلبه ، بل كان من الأعراب الذين قال الله - عز وجل - أنهم أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله .
38548 - وقد أوضحنا هذا المعنى في " التمهيد " والحمد لله .