كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
.ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
؟ وهل أردن يوما مياه مجنة ؟ وهل يبدون لي شامة وطفيل ؟
قد رأيت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
الثور يحمي جلده بروقه
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وحولي إذخر وجليل
مررن بفخ رائحات عشية يلبين للرحمن معتمرات
.
ماذا بفخ من الإشراق والطيب ومن حوار تقيات رعابيب
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بحرة ليلى حيث ربتني أهلي
بلاد بها نيطت علي تمائمي وقطعن عني حين أدركني عقلي
هل أبيتن ليلة بوادي الخزاما حيث ربتني أهلي
أحب بلاد الله ما بين منيح إلي وسلمى أن تصوب سحابها
بلاد بها حل الشباب تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها
طاف الخيالان فهاجا تغنيا خيال خيال تكنى تكتما
قامت تريك خشية أن تصرما ساقا بخنداة وكعبا أضرما
وكفلا مثل النقا أو أعظما
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
.وكيف ثوائي بالمدينة بعدما قضى وطرا منه جميل بن معمر
تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت به زينب في نسوة خفرات
وليست كأخرى أوسعت جيب درعها وأبدت بنان الكف بالجمرات
وعلت فتيت المسك وحفا مرجلا على مثل بدر لاح في الظلمات
وقامت ترائي يوم جمع فأفتنت برؤيتها من راح من عرفات
.
تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت به زينب في نسوة خفرات
فأصبح ما بين الهويما فجذوة إلى الماء ماء الجذع ذي العشرات
له أرج من مجمر الهند ساطع تطلع رياه من الكفرات
[ ص: 54 ] ولم تر عيني مثل سرب لقيته خرجن من التنعيم مبتكرات
تهادين ما بين المحصب من منى وأصبحن لا شعثاء ولا عطرات
أعاذ الذي فوق السماوات عرشه أوانس بالبطحاء مؤتجرات
مررن بفخ ثم رحن عشية يلبين للرحمن معتمرات
يخمرن أطراف البنان من النقا ويخرجن وسط الليل معتجرات
تقسمن لي يوم نعمان أنني رأيت فؤادي عازم النظرات
جلون وجوها لم يلحها سمائم حرور ولم يسعفن بالصرات
فقلت يعافى الظباء تناولت تباع غصون الورد معتصرات
ولما رأت ركب النميري أعرضت وكن من أن يلقينه حذرات
فأدنين حتى جاوز الركب دونها حجابا من الوشي والحبرات
فكدت اشتياقا نحوها وصبابة تقطع نفسي دونها حسرات
فراجعت نفسي والحفيظة بعدما بللت رداء للعصب بالعبرات