39553 - قال أبو عمر : هذا الحديث ليس على ظاهره لأن المشاهدة تدفعه ، والمعاينة ترده ، والخبر يشهد بأن الكافر يسلم وأكله كما كان ، وشربه وقد نزه الله [ ص: 264 ] رسوله عن أن يخبر بخبر فيؤخذ المخبر عنه على خلاف ذلك ، هذا ما لا يشك فيه [ مؤمن ، ولكنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن ذلك الضيف بخبر كان على ما أخبر لا شك فيه ] كأنه قال : هذا الضيف إذ كان كافرا ، أكل في سبعة أمعاء ، فلما أسلم بورك له في إسلامه ، فأكل في معى واحد ، يريد أنه كان أكله عنده قبل أن يسلم سبعة أمثال ما أكل عنده لما أسلم إما لبركة التسمية التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشبعه الله - عز وجل - ، بحلاب تلك الشاة وما وضع له فيها من البركة ما يكون له برهانا وآية ليرسخ الإيمان في نفسه ، وذلك - والله أعلم - لما علم الله تعالى من قلة الطعام يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولتكون آية لذلك الرجل ، فأراه الله في نفسه آية في إيمانه ليزداد يقينا ، ونحو هذا مما يعلم من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا في بركة الطعام الذي أكل منه العدد الكثير ، فشبعوا ، وهو قوت واحد أو اثنين ، وآياته وعلاماته في مثل ذلك كثيرة ، قد ذكرنا منها في مواضع من " التمهيد " ما يشفي الناظر ، ويزيد في يقين المؤمن ، - والحمد لله كثيرا .
39554 - وهذا كله يدل على أن لفظ هذا الحديث خرج مخرج العموم ، ومعناه الخصوص ، وهو [ موجود ] في لغة العرب قال الله - عز وجل - ( الذين قال لهم الناس ( [ آل عمران : 173 ] .
39555 - ومعلوم أن الناس كلهم ( قد جمعوا لكم ( [ 173 : آل عمران ] .
[ ص: 265 ] 39556 - وقد قيل إن المخبر القائل ذلك القول ، كان رجلا واحدا .
39558 - وهذا كان منه جوابا لسائل سأله عن ذهب وفضة ، أو ما كان مثلهما مما حرم فيه الربا من جنسين مطعومين ، فأجابه أنه لا ربا إلا في النسيئة ، يعني فيما سألت عنه .
39559 - وقد روي في هذا الباب حديث فيه دلالة على أنه أريد بذلك رجل بعينه .