[ ص: 275 ] 551 - ومعناه عند أهل اللغة : الذي يصاب بأهله وماله إصابة يطلب فيها وترا ، فيجتمع عليه غمان : غم ذهاب أهله وماله ، وغم بما يقاسي من طلب الوتر .
552 - يقول : فالذي تفوته صلاة العصر لو وفق لرشده ، وعرف قدر ما فاته من ( الخير ) والفضل ، كان كالذي أصيب بأهله وماله على ما ذكرنا .
553 - وقد ذكرنا شواهد هذا على وزنه في " التمهيد " ومن أحسنها قول الأعرابي :
كأنما الذئب إذ يعدو على غنمي في الصبح طالب وتر كان فاتارا
555 - ومن قال إن ذلك : أن يؤخرها حتى تصفر الشمس ، فليس بشيء .
556 - والدليل على ذلك : أن مالكا قال في الموطأ في رواية ابن القاسم في هذا الموضع : ووقت صلاة الظهر والعصر إلى غروب الشمس .
557 - وقد يحتمل أن يكون خروج قوله - عليه السلام - في هذا الحديث على جواب سؤال السائل ، كأنه قال : يا رسول الله : ( ما مثل ) الذي تفوته صلاة العصر ؟ فقال : هو كمن وتر أهله وماله .
[ ص: 276 ] 558 - فإن كان هذا هكذا فيدخل في معنى العصر حينئذ : الصبح ، والعشاء ، بطلوع الشمس ، وطلوع الفجر .
559 - وقد أوضحنا معنى الحديث وبسطناه في " التمهيد " . فمن تأمله هناك يستغني بذلك .
560 - واختلاف العلماء في الصلاة الوسطى على هذين القولين في الصبح والعصر هو الأكثر الذي عليه الجمهور .